النقر ... أرجع للتدريب أفضل لك ... وأفضل لنا !!!
ما من شك أن الكابتن مصطفى النقر يمتلك تاريخا ناصعا في سماء الرياضة السودانية مكنه من احتلال مكانة كبيرة في وجدان عشاق الرياضة في السودان سيما كرة القدم .
قدم النقر خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي فواصل من الطرب الأصيل داخل المستطيل الأخضر سواء على مستوى الهلال أو على مستوى المنتخب الوطني .
شكل النقر نغمة لذيذة في شفاه الجماهير السودانية فكانت نغمة "النقر جا" هي شعار كل محبي الرياضة في تلك الفترة خاصة جماهير الهلال .
تفوق النقر الكروي لم يقتصر على الميادين السودانية فحسب وإنما تعداها إلى دول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية عندما انتقل محترفا من الهلال إلى النصر السعودي وقدم مواسما متميزة هناك جعلت اسمه يتردد كل ما ذكرت بطولات النصر والى وقتنا الحالي .
لكن ... لا بد للنقر أن يعرف أن نجوميته داخل المستطيل الأخضر ليست بالضرورة أن تستمر معه في كل مناحي الحياة .
لسبب بسيط جدا وهو أن النجومية لا تأتي بالصدفة ولا تعتمد على التاريخ فقط وإنما على الجد والاجتهاد المضاعف والصبر والمثابرة ...
وفي أحيان كثيرة تحتاج كذلك للتسلح بالعلم الكافي حتى في مجال كرة القدم .
لذلك لم يكن النقر أمس في الموعد وهو يفشل في إقناع اغلب من تابع قناة الجزيرة من خلال الاستديو التحليلي لمباراة منتخبنا وتونس .
لم يحسسني النقر بأنه محلل متمكن من وظيفته داخل الاستديو .
أحسست انه يفتقد لأبسط الأدوات التي يمكن أن يتمتع بها المحلل العادي
بل وصل بي الحال بان شعرت صادقا بان من يتحدث داخل الاستديو أمس لم يسبق له ممارسة كرة القدم من الأساس ناهيك عن نجم كان يشار اليه بالبنان كمصطفى النقر .
فشل النقر في اقناع نفسه كمحلل عندما اراد أن يتحدث عن الهجمة المرتدة ليقول بارتباك تكرر كثيرا خلال الاستديو " الهجمة المرتدة تحتاج لثلاث هجمات حتى تكون مرتدة " وهو يقصد بالطبع 3 نقلات .
وحقيقة لولا وجود مقدم الاستديو "المهذب " (الشجعي) والذي أحس بمقدرات ضيفه المتواضعة لخرج النقر من الاستديو يتصبب عرقا لأننا نعرف الكيفية التي تدار بها الاستديوهات داخل الجزيرة الرياضية .
النقر وضع نفسه في موقف محرج جدا وهو يقبل الدخول في هذه التجربة دون زاد .
لم يشكل النقر وهو يقتحم قناة الجزيرة أي إضافة لمجال التحليل الرياضي في السودان وهو يقدم نفسه بهذه الطريقة المهزوزة أمس .
بل احسب انه كان خصما على التجربة الناجحة جدا التي بدأها الرشيد المهدية واعتذر عن مواصلتها عزة لنفسه ولملايين السودانيين عندما حاول الخالصي إهانته داخل الاستديو ... لحظتها انتفض الرشيد كالأسد ولبس ثوب كل السودانيين ورد بحزم وقوة تعكس قوتنا وصلابتنا خاصة في الحوار الذي دار خلف الكواليس حسب ما وصلنا .
يمكن للنقر أن ينجح في التدريب أو في الاستشارات الفنية لكن أن يطلع على شاشات التلفاز كمحلل رياضي لا اعتقد ذلك بل سيواصل "إن ظهر مرة أخرى" في حرق آخر الكروت التي تحفظها له ذاكرة المشجع السوداني ..
مانشيت أول
التجربة التي خاضها منتخبنا الوطني أمام تونس بالأمس لم تكن سيئة للدرجة التي يمكن أن تثير حفيظة المشاهد السوداني لهذه الدرجة باعتبار أنها لا تعدو كونها مباراة إعدادية لإصلاح الخلل إن ظهر .
مرحلة الإعداد لابد أن يلازمها بعض الإخفاق حتى تتم معالجته بصورة جيدة قبل الدخول في غمار النهائيات وكلنا لاحظنا بالأمس أن عدد كبير من لاعبي المنتخب كانوا بعيدين عن مستوياتهم ربما لتوقف الدوري لفترة أو لبعد اغلبهم عن اللعب لفترات طويلة بسبب الإصابة .
يحتاج مازدا لمزيد من تهيئة الاجواء الايجابية التي تتيح له العمل بدون ضغوط على الاقل خلال المباراتين المقبلتين أمام السنغال وإلا فان النتيجة ستكون اسواء من التي كانت عليها في 2008 .... فنرجو أن نساهم جميعا في هذا الجانب ولحظة الحساب يحق لكل منا الخروج بآرائه على الملأ .
نرفض القول الذي يشير إلى فشل مازدا في مباراة الامس لان وقائع المباراة كانت تؤكد عدم انضباط اللاعبين داخل الملعب وضعف تركيز اغلبهم وكل هذا لايمكن لاي مدرب في العالم ان يكسبه للاعب .
مازدا يمتلك من الخبرة ما يمكنه من إعادة ترتيب أوراق المنتخب من جديد ونتمنى أن يظهر ذلك خلال مباراة السنغال المقبلة وهذا بالطبع لن يتم إلا بارتقاء اللاعبين إلى مستوى الحدث والمسئولية .
وللتاريخ نقول : لو امتلك لاعبو منتخبنا الوطني 50% من الغيرة والحماسة التي يتمتع بها مازدا ولو نفذوا والتزموا بـ 50% فقط من توجيهاته فان طموحاتنا لن تحدها حدود في نهائيات الكان .
مانشيت أخير
ابلغ وصف على حالة لاعبي منتخبنا في مباراة الأمس أمام تونس هو ما ذكره معلق المباراة والذي بدا متعاطفا معنا للحد البعيد ذلك عندما قال : لاعبو السودان يشعرون المشاهد والمتابع بخجل شديد واستحياء في الذهاب للمرمى ".