ارفع رأسك يا مازدا فأنت مصدر فخر لكل سوداني !!!
قصدت عدم الكتابة خلال الايام الماضية حتى الحظ ردود افعال بعض الزملاء وبعض أصحاب الشأن في المجال الرياضي سيما كرة القدم حول مشاركة منتخبنا الوطني في نهائيات امم افريقيا الحالية المقامة بغينيا الاستوائية والجابون .
اردت من ذلك ان ارى حجم الظلم الذي يمكن ان يرتكبه هؤلاء في حق احد قامات السودان السوامق .
تمنيت ان اجد من ينصف الرجل الصابر الذي تحمل من الاذى ما يفوق حد الوصف في سبيل رفعة راية معشوقه الاول السودان ...
لكني وللاسف الشديد وجدت الكل يتحامل على مازدا الا فئة قليلة تعاملت تجاهه بوطنية خالصة وهؤلاء يعدون على اصابع اليد الواحدة .
وجدتهم جميعا ينظرون الى مازدا احد ارفع المدربين المتأهلين مع منتخباتهم الى نهائيات امم افريقيا شهادة وعلما وفكرا من زاوية الانتماء الضيق متناسين انه يشاركهم نفس الهم وربما فاقهم عشقا لسودانه الكبير .
ما ظل يتعرض له "أيوب السودان " فاق احتمال البشر لكنه تعامل مع كل ردود الافعال بجلد يحسد عليه انتظارا لهذه اللحظة التاريخية التي مد فيها لسانه طويلا لكثير من الذين قسوا عليه ...
لكنه كعادته دائما كان مؤدبا حتى في اللحظة التي كان فيها كعبه عاليا على منتقديه .
اثبت مازدا للكل صحة ما كنا نردده كثيرا من خلال هذه المساحة بانه الاجدر منا جميعا في تقييم المنتخب واختيار من يلعب ومن لا يستحق اللعب .
برهن مازدا للجميع وهو يحقق انجاز التأهل للدوري الثاني من امم افريقيا بعد 42 عاما من التقوقع بانه الوحيد بين ابناء جيله القادر على صنع التاريخ .
اكد مازدا وبما لايدع مجالا للشك انه ابن السودان البار الذي يلبي النداء في احلك الظروف ويتحمل الاذى حتى من اقرب الاقربين .
التحية لك مازدا وعبرك لكل من اخترتهم من اللاعبين لتمثيل الوطن فقد كنت وكانوا خير جنود ... مثلتمونا خير تمثيل ... افرحتمونا بعد طول عناء ... رفعتم رؤوسنا عاليا لاننا اصبحنا بفضلكم بعد الله سبحانه وتعالى بين افضل 8 منتخبات افريقية شاء من شاء وابى من ابى .
والتحية ممتدة كذلك لتصل لاتحاد كرة القدم السوداني بقيادة الرجل المهذب والوقور معتصم جعفر سر الختم ورفاقه الميامين مجدي والطريفي واسامة ومحمد سيد احمد وبقية العقد الفريد ... فقد اثبتم للجميع انكم تسيرون في الاتجاه الصحيح .
برهنتم للكل ان كل ما اتخدتموه من قرارات كانت هي الصواب ... وان صبركم على مازدا كان لبصيرة ثاقبة تتمتعون بها ودراية صائبة ستعزز الثقة حتما في وجودكم على راس الهرم الاداري للاتحاد الرياضي السوداني لكرة القدم .
والتحية من قبل لامير دولة قطر ولشعب قطر الشقيق على احتضان الدوحة لمرحلة الاعداد الاخيرة للمنتخب والتي شكلت زادا قويا للاعبين مكنهم من الظهور بمظهر مشرف خلال المباريات الثلاث التي ادوها في البطولة حتى الان .
مانشيت اول
الفوز على بوركينا فاسو والتاهل على حسابها يجب ان لا ينسينا الاشادة بالمنتخب الكبير ساحل العاج الذي اعاد مفهوم اللعب النظيف للكرة الافريقية بعد ان كانت وحتى وقت قريب غارقة في وحل الوساخة والمؤامرات .
ما فعله الفيلة بالامس امام المنتخب الانجولي جهد استحقوا عليه الثناء والتقدير من كافة عشاق الرياضة فحق علينا ان نشد على ايديهم ونهنئهم على اخلاقهم العالية والرفيعة .
شخصيا اذا لم يحقق منتخبنا الوطني بطولة الامم الافريقية فاتمناها من صميم قلبي للمنتخب الايفواري الكبير .
مانشيت اخير
قدم المذيع القطري الانيق محمد سعدون الكواري فواصل من الطرب اللغوي الممزوج بالطرفة الجميلة خلال استديو الجزيرة التحليلي لمباراة السودان وبوركينا فاسو .
الكواري يثبت في كل يوم جديد وبابتسامته الهادئة انه المثال الحي والحقيقي للاعلام الرياضي العربي الشفيف .
عواطف الكواري الجياشة التي غمر بها كل سوداني بالامس وهو يتغزل بل يترنم بفوز منتخبنا وتاهله للدور الثاني اشعرت كل سوداني شاهد المباراة عبر شاشة الجزيرة ان هذا الشاب هو اقرب شخص اليه حتى وان لم يقابله في حياته قط .
يضاف الى ابداع الكواري بالامس التحليل العميق الذي قدمه نجم الكرة النيجيرية ايمانويل امونيكي الذي لفت الانتباه الى حقيقة مهمة جدا كادت ان تصيبنا في مقتل مع نهاية المباراة وهي وصفه للاعبي منتخبنا بان العاطفة عندهم تغلب على العقلانية في كثير من فترات المباراة .
فقد رأينا جميعا حالة التوهان الغريب التي انتابت لاعبينا في اخر دقيقتين من عمر المباراة وهي الفترة التي كادت ان تضيع معها كل الجهود وبالتالي تلف اعصاب ملايين ممن كانو يشاهدون المباراة .
وكعادته دائما فشل النقر في اقناعنا بانه محلل يمكن ان يكون له شأن في هذا المجال وبدا ذلك واضحا من خلال سرحانه الغريب اثناء الحديث وضحكه غير المسبب في كثير من الفترات اضافة الى استنجاده بزميله الرشيد المهدية في كثير من الفترات .
فلولا براعة مذيع الجزيرة الانيق الكواري الذي ظل يكمل حديث النقر في كل مرة لتحول احرف من انجبته الملاعب السودانية في عهد السبعينيات ومطلع الثمانينات الى تحفة حقيقية يمكن ان تكون حديث الناس لسنوات قادمة .
عزيزي النقر : يمكن ان تكون ناجحا في كل شيء الا مجال التحليل الرياضي فصدقني ستجلب لنفسك مزيدا من السخط اذا ما واصلت في هذا المجال الذي ليس بمجالك بكل ما تحمل الكلمة من معنى .