• ×
الإثنين 29 أبريل 2024 | 04-28-2024
جلال داوود ابوجهينة

نحن كدة

جلال داوود ابوجهينة

 2  0  1537
جلال داوود ابوجهينة
في عيد من أعياد الأضحى بالسعودية.
قامت سودانية بالمنطقة الشرقية بعمل شربوت من نوع ( شراب الفقرا )
و كانت مكوناته بالطبع : البلح والحرجل والهبهان والقرفة ..
وضعتْه في برميل صغير سعة 2 جردل كبير .. لأن ضيوفهم من نوع السيل غير المنقطع ..
وأوْدعتْ البرميل مخزناً صغيراً في ركن قصي بالشقة ..
أما زوجها و لأنه من مرتكبي جريمة أكل الكبدة من الخروف عندما يكون الخروف لا يزال تحت تأثير السلخ ..
فقد أضاف خلسة وفي غياب زوجته الهميمة، أضاف ثلاث معالق ( خميرة بيرة ). مما جعل المشروب ( يصيبه الجنون ) ويثور يفور في غضون يومين حتى تململ غطاء البرميل وتأبط شرا.. و أصدر هسيساً كهسيس الثعبان في كومة قش.
وظنتْ الزوجة أن ثورة البرميل ربما كانت بسبب الكتمة التي يرقد فيها البرميل في المخزن المليء بالكراكيب ..
وبالرغم أن أبنها ظل يردد لعدة أيام : يمة في ريحة غريبة في شقتنا..
إلا أن الأم كانت متأكدة من نظافة بيتها ..
فقام الأب بلكز إبنه في جنبه وقال له : نخرتك هي العاوزة نضافة .. أمشي ألْعب بعيد يا جنا..
ثم جاء العيد ..
كانت أول زائرة لهذه الأسرة جارتهم السعودية، زوجة الرجل المتزمت ثقيل الدم ..
فناولتها السودانية كباية ( شوب ) مليئة بالمشروب البركاني ..
وهي تذكر لها المكونات مع التركيز على الهبهان (الهيل) الذي يحبه السعوديون مع القهوة.
فلحستْ السعودية المشروب دفعة واحدة ..
ثم مصمصتْ شفتيها .. ثم مطّقتْ، وزاغت عيناها قليلاً ..
ولأن الشربوت الغتيت من النوع الذي يمد لك يد الاستزادة منه .. فقد طلبت المرأة السعودية كوبا آخر ..
وهي تقول : فيهو شي زين وشيتن موب زين ..
ثم تلتْه بالثالث .. والرابع .. حتى ثقل منها اللسان وصارت ( صاحية كالنعسان ) ..
ثم ابتسمت .. ثم ضحكتْ ضحكة رخيمة دونما سبب، حتى دمعتْ عيناها ..
ثم وقفتْ تتمايل ..وخرجت مترنحة وهي تقول ( يا زين عصايركم يا السودان ) ..
و يقال أن الجارة المصرية قد سمعتْ السعودية المنتشية وهي ( تِتْدَشّا ) في الممر الطويل بأعلى صوتها .. وهي تقوم بالتمليس على بطنها وابتسامة صفراء بلون الشربوت ترقد على شفتيها.
ثم دخلت السعودية شقتها ..
ورزعتْ الباب خلفها ..
وران صمت عميق ..
الهدوء الذي عادة ما يسبق العاصفة ..
ثم شق السكون صوت السعودي زوج المنتشية وهو يزبد ويرغي ويقول بأعلى صوته: تشربين المنكر يا بنت الـ...... وكمان في يوم العيد ؟
ثم خبط على شقة السوداني متوعدا : أنا بجيب لكم الشرطة الآن يا اللي ما تختشوا .. تسوون المنكر في بيوتكم وكمان تسقوها لضيوفكم ؟
ثم أنطلق لا يلوي على شي ..
فأخذت السودانية مع أبناءها البرميل تحت جنح ظلام الليل وأودعوه أقرب برميل زبالة ،
وتنفسوا الصعداء بعد أن تم التخلص من جسم الجريمة ..

والعهدة على الراوي :
يقولون أن الزوجة السعودية كانت تغني طوال الليل وهي تضحك بين الفينة الأخرى ثم تقول :

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآي ..
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : جلال داوود ابوجهينة
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    سيد البلد 08-22-2011 11:0
    هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها
  • #2
    حميدان سالم 08-22-2011 10:0
    يا أستاذ جلال لما قالت آآآآآآآآآآآآآآي ، ما كملتها بالمقولة المشهورة " دا الشغل ...دا الشغل " لله درك ، لقد أضحكتنا ليومين متتاليين في العمودين " نحن كدة و في عيد الأضحي " و قد أرحتنا من الغثاء الرياضي الذي يرفع الضغط كل يوم ، ومن يقرأه يظن أن هناك كرة قدم في السودان حتى يختصم عليها القوم بهذه الطريقة ، نرجو أن تواصل و أوعك من الكتابة الرياضية لأنها تضطرك للكذب و النفاق و تلفيق الإتهامات بغير دليل , مع خالص تحياتنا
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019