• ×
الإثنين 29 أبريل 2024 | 04-28-2024
ياسر فضل المولى

الرجل الاستثنائي

ياسر فضل المولى

 2  0  1950
ياسر فضل المولى
جملة مفيدة
ياسر فضل المولى

الرجل الاستثنائي

إخوتي وأخواتي حزب الحزن والوجع الكثيف اسمحوا لي أن ادس بعض كلمات اعزز بها رصيدي كواحد من بين شركاء الحب الذين جمعهم قلب محمد حمزة فعاشوا ينعمون بمودة الرجل ومحبته وخصوصية مكانتهم في قلب كان باتساع كوكب ..
عام مضى وأعوام ستمضي والحزن لن يبرح مكانه مادام الفقد غال والمفقود محمد ومادام الراحل حي بيننا بمواقفه وخصاله ونبل طباعه، وبمكانته بين الناس ومحبة الكل له..
رحل ابا مهند وبقيت سيرته العطرة نبراسا يضي عتمة الحياة في دروبنا، ودليلا يهدينا لمعنى الحب وقيمة الحياة الانسانية، وكيف نسكب الخير في مواعين المحتاحين وكيف نجزل العطاء دون من ورياء.
نعم كان محمد قائدا لكثير من لواءات الخير وملهما لرواد العطاء الإنساني.. ويكفي أن الناس مازالت تسير على دربه في انفاق الخير ودعم المحتاجين ... وتفقد اليتامى والأخذ بيد الفقراء وطلاب العلم وتمكين المرضى من قيمة ومكان العلاج سواء في السودان أو في مصر أرض الكنانة البلد التي خبر كلمة السر لدخول قلوب أهلها وادرك أهلها كنه أصله فبادلوه محبة بمحبة ووفاء بوفاء. وكان أبا مصعب سفارة للسودانيين في القاهرة لافرق بينه وبين السفارة الرسمية الا بعض من مراسم وبروتوكولات أو رفع العلم ..
كان ودحمزة الخضر خليفة خلفاء مخلص ومتجرد في حبه لحزبه وطريقته الختمية ومعها كان يتحول لدرويش طروب ومتصوف عاشق ولهان ..
ومع هذا الانتماء الصادق والفعل النشط في حزب ابوهاشم ظل الكوارتي حمامة سلام بين أهل الساسة يبذل الصدق في حب وطنه ويمد يمينه لمن طالت شمالهم بالقطيعة والخصومة ...
فإن دلف أبا معاذ طريق السياسة فهو السياسي المحنك وصاحب الرأي السديد، وإن مضى في شأن اجتماعي تبعته جيوش الخير وجرت بين يديه أنهار العطاء..
كان أبا مؤمن رجل مجتمع من طراز فريد ماحضر مناسبة الا رايته بين الناس كما يرى الجبل حوله السواري أو كما يرى البدر تحيطه النجوم ...
وإن غاب عن محفل يبيت مقعده شاغرا وشخصه مفقود.

أما في الهلال فقد كان أبا مجتبى علامة فارقة ورقما عصيا في مسيرة سيد البلد .. بل كان بدرا في سماء الكوكب الأزرق.. أطل على الناس بعطاء وافر وجهد ظاهر، ومنذ ذلك اليوم الذي صعد فيه المقصورة ودس في يد البابا ما قدمت يمينه مالا تعلم شماله وضع الرجل أولى الخطوات في درب مسيرة عامرة بالعمل والعطاء والانجازات.. حيث سرعان ما وجد لنفسه مكانة في دائرة القرار وكابينة القيادة، وأصبح في وقت وجيز أصغر سكرتير في تاريخ الهلال ..
وبما عرف عن زعيم أمة الهلال الخالد الطيب عبدالله أنه رجل صاحب رؤية فاحصة يتخير رجاله بعناية فائقة، لم يتردد البابا في اختيار محمد حمزة إلى جانبه سندا وداعما ولم يخيب ود الكوارتة والبيت الهلالي العريق ظن الزعيم ليصبح أخو عباس ذراع الطيب اليمين وحفرة أسرار الهلال، ومكتبه مركز إصدار القرارات ونقطة انطلاق للانجازات العظيمة..
مثل الآلاف ربطتني بالراحل علاقة خاصة وود متبادل وتواصل لم ينقطع الا بأمر الكورونا التي كتمت أنفاس حبيب الكل والجمت لسانه إلى الابد فحالت دون بث رسائل الطمأنينة والمحبة والوفاء لإخوانه على مستوى المعمورة،
فمثلما يكلمني ويجتر معي ذكريات زيارات الهلال للرياض نجده يدردش مع صديق في الخليج ويمازح اخر في بلاد المغرب ويلاطف ذاك في بريطانيا أو أمريكا وجميعهم يتباهون بخصوصية علاقتهم بمحمد وكأن محمدا لم يهب وقته إلا لهم دون غيرهم..
ولعل من المناسب أو يكفي دليلا على تواضعه وتقديره لاصدقائه أن أذكر وعلى أيام زيارته للرياض كيف كان محمد حمزة يتمنع على دعوة الأسر وأصحاب الفلل والشقق الفخيمة ويفضل عليها أن يبقى معنا في بيت العزابة يفترش الملايات المكرفسة ومراتب الاحتياطي المخفية تحت السرير ويلتحف سقف غرفة متواضعة لاستائر فخمة ولا اباجورات ...
نعم كان محمد رجلا استثنائيا في كل خصاله وصفاته وفي علاقاته الممتدة وشخصيته الفريدة التي جمعت بين رجل الأعمال البارز الناجح ورجل المجتمع البسيط المتواضع وفاعل الخير الطيب السمح
ورجل الهلال القوي ورقمه الصعب الذي لايمكن تجاوزه..
جملة أخيرة :
عام مضى على رحيلك يا أخ عباس ورفيق درب منال والقلب يذكرك واللسان يدعو لك والروح تصطفيك ...
نم قرير العين طيب النفس على روحك السلام تنعم برضاء ربك وتتنزل على قبرك سحائب الرحمة والمغفرة.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ياسر فضل المولى
 2  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    احمد 12-04-2022 02:0
    مهما ذكر من خصال ابا مهند فلا يستطيع أحد أن يوفيه ما يستحق نسأل الله الرحمة له فهو وحده القادر على ذلك، ونسأله تعالى ان يبارك في ذريته
    آمين
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019