• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
احمد الفكي

سرقة أحذية طلاب الجامعة

احمد الفكي

 0  0  1422
احمد الفكي
سرقة أحذية طلاب الجامعة
أوتاد - أحمد الفكي
هاتفني من السودان الطالب الجامعي ( ع. أ. م) الذي يدرس في جامعة السودان و الحسرة تملأ صوته ، فقلت له ماذا بك .؟ فقال لي : لقد سُرقت جزمتي الجديدة التي لبستها لأول مرة و كنت فرحاً بها . قاطعته كيف سُرقت منك.؟ أجابني : أردت أن أصلي فريضة الظهر في مسجد الجامعة الذي هو قرب مكاتب الإدارة ، خلعتها وضعتها في الدولاب المخصص للأحذية الذي هو بجوار مدخل المسجد ، وعندما فرغت من الصلاة خرجت من المسجد ولم أجد جزمتي التي لم أتلذذ بلسها . لم أجد حذاءً ارتديه أقي به قدماي من الرمضاء في ذلك النهار الذي درجة حرارته قد تفوق ال 45 درجة . زملائي الطلاب عملوا ( شيرنغ ) إشتروا لي شبشب بلاستيك ستر قدماي بدلاً من المشي حافياً .
قبل أن أواسيه و أجبر خاطره تسألت كيف تتم السرقة داخل الحرم الجامعي و الدخول إليه بالبطاقة الجامعية ، ثم كيف تطاوع السارق نفسه بالسرقة وهو داخل هذا الصرح التعليمي ، إضافة لقدسية المكان الذي تمت فيه السرقة مسجد الجامعة .
نعم السرقة من أمراض القلوب و من يمارسها دون ريب مصاب بخلل نفسي .
لم يكن حذاء الطالب ( ع. أ. م ) هو الحذاء الوحيد الذي تمت سرقته من مسجد جامعة السودان ، كما علمت من محدثي .
على إدارة جامعة السودان ان تحمي مرتادي مسجدها من سرقة أحذية المصلين بوضع كاميرات مراقبة وهي ليس ذات تكلفة مالية ، سيكون وضع تلك الكاميرات العلاج الأمثل و الناجع لاختفاء سرقة الأحذية من مسجد الجامعة .
بعد المواساة و تطيب الخاطر سردت للطالب قصة حذاء الطنبوري و قلت له ستعود لك جزمتك ، ضحك بأعلى صوته و بسرعة بديهة قال لي : حذاء الطنبوري قديم رجع له، لكن جزمتي جديدة غايتو إن شاء الله يعوضني أحسن منها .
و حتى أدخل البسمة إليك عزيزي القارئ يسعدني ان اتركك مع قصة حذاء الطنبوري كما وردت في صفحات العديد من الكتب .
أبو القاسم الطنبوري تاجر عاش في بغداد يتسم بالبخل الشديد رغم غناه ، ابتدع حوله القصاصون حكايات وطرائف عديدة، أشهرها هي تلك المتعلقة بحذائه.
تقول القصة : ( عابه بعض أصحابه وأصرّوا عليه أن يتخلص من حذائه ، فقام برمي الحذاء في مرمى القمامة وعاد إلى بيته ، وفي الطريق مر بالسوق فوجد زجاجات رائعة الجمال للبيع ، فأعجبته ولكنه ليس في حاجةٍ لها كما أنها غالية الثمن ، فتركها وسار في طريقه ، فوجد مسكاً رائعاً للبيع فأعجبه وقرر أن يشتريه ولكنه قال : لا يصلح هذا المسك إلا في تلك الزجاجات ، فعاد إلى الأول واشترى منه الزجاجات ، وعاد إلى الثاني واشترى منه المسك ذهب إلى البيت ووضع المسك في الزجاجات ووضعها على رف في البيت وخرج لبعض شأنه . كان هناك رجل قد مر بجانب النفايات فرأى حذاء الطنبوري مُلقى في القمامة ولم يتصور أن الطنبوري سوف يرمي حذاءه ، فقال : لعل بعض الأشقياء هو الذي فعل هذا وسوف أردها إلى الطنبوري . فأخذ الحذاء وذهب بها إلى بيت الطنبوري ، فقرع الباب فلم يرد أحد عليه ، فرأى النافذة مفتوحة فقذف بالحذاء من النافذة ، لقد أصاب الحذاء الزجاجات فانكسرت وانسكب كل المسك على الأرض ولم يبق منه شيء .. عاد الطنبوري إلى البيت فرأى كل شيء، ورأى ذلك الحذاء بجانب الزجاجات فقال : لعنك الله من حذاء . أخذ حذاءه وذهب بها إلى النهر وألقاها هناك وكان هناك صياداً قد ألقى شباكه في النهر فعلقت بها حذاء الطنبوري ، وعندما وجد الحذاء قال : لابد أن أصنع إليه معروفاً وأعيد إليه حذاءه وفعلاً ذهب إلى الطنبوري وأعاد إليه الحذاء ، فأخذها الطنبوري ووضعها على سطح بيته لتجف من البلل ، فمر قط من سطح البيت فرأى الحذاء فظنها قطعة لحم فأخذها بفمه، فنهره الطنبوري، فهرب القط بالحذاء في فمه وأخذ يقفز فوق أسطح المنازل، فسقطت منه الحذاء على امرأة حامل فأسقطت حملها فأخذ زوجها الحذاء وذهب إلى القاضي شاكياً من فعله الطنبوري بامرأته بالطبع كان عذر الطنبوري غير مقنع، فحكم عليه القاضي بدفع دية الجنين وعاقبه على فعلته وأذيته لجيرانه، وأعاد إليه الحذاء، فقال : لعنك الله من حذاء ثم إنه قال : سوف ألقيها هذه المرة في مكان لا يصل إليها أحد. فذهب بها إلى الحش (المجاري بلغة عصرنا) وألقاها في أحد المجاري، وعاد إلى منزله وكله فرح وسرور مرّ يوم أو يومان فطفحت المجاري بالطريق وآذت الناس . فأتوا بعمال لتنظيف المجرى المسدود، فوجدوا حذاء الطنبوري فرفعوا أمره إلى القاضي ، فحبسه وجلده على فعلته ، وأعاد إليه الحذاء، فقال : لعنك الله من حذاء فقال : ليس هناك من حل إلا بحفر حفرةً في الأرض ودفن الحذاء بها. وفعلاً في ساعة من الليل أخذ مسحاته وخرج إلى خارج البيت وأخذ يحفر في مكان بعيد بجانب جدار ، فسمع الجيران صوت الحفر فظنوا أنه سارق يريد نقب الجدار ، فأبلغوا الشرطة، فجاء الحرس فوجدوا الطنبوري يحفر بجانب الجدار ، وعندما سألوه عن السبب ، قال : لأدفن الحذاء وبالطبع عذرٌ غير مقنع، فحبسوه إلى الصبح ، ثم رفع أمره إلى القاضي، فلم يقبل من عذره وجلده وحبسه بتهمة محاولة السرقة وأعاد إليه الحذاء، فقال : لعنك الله من حذاء فاهتدى أخيراً إلى طريقة . ذهب إلى الحمام العام وترك الحذاء خارج الحمام وعاد إلى بيته وليأخذه من يأخذه صادف ذلك وجود أحد الأمراء في الحمام ، وقد جاء سارق وسرق حذاء الأمير، وعندما خرج الأمير لم يجد الحذاء من أخذها ؟ قالوا : ننتظر وصاحب آخر حذاء هو السارق ونبحث عنه ، فلم يبق إلا حذاء الطنبوري وبالطبع لا حاجة للبحث عن السارق من يكون فقد عرفه كل أهل بغداد بهذا الحذاء رفع أمره إلى القاضي بتهمة سرقة حذاء الأمير ، فغرَّمه القاضي قيمة الحذاء وجُلد وأُعيدت إليه حذاؤه ، فقال : لعنك الله من حذاء وأخيراً قال : سوف أخرج إلى خارج بغداد وأدفنها هناك خرج إلى الصحراء، وأخذ يحفر في الأرض .. فداهمه الحرس وأخذوه إلى السجن ورفعوا أمره إلى القاضي، وجيء به إلى القاضي ، فقالوا : قد عثرنا على القاتل وكانوا قد وجدوا رجلاً مقتولاً في هذا المكان ، وعندما حملوه وجدوا تحته آثار حفر ، فحفروا فوجدوا كيساً من الذهب، فقالوا : إن القاتل إنما يريد الذهب ولابد أن يعود للبحث عنه، فاختبؤوا وأخذوا في مراقبة المكان فجاء الطنبوري يحفر في المكان نفسه فأقسم لهم الأيمان أنه لم يقتل أحد وأقام الشهود والبينات أنه لم يخرج من بغداد منذ زمن ، وأخذ يقيم الحجج على ذلك حتى ثبتت براءته، فأطلق القاضي سراحه ولكن بعد تأديبه على إزعاجه للحرس المكلفين بمراقبة المكان بسببٍ تافهٍ جداً وهو دفن الحذاء فقال للقاضي : يا سيدي اكتب صكاً بيني وبين هذا الحذاء أني بريءٌ منه فقد أفقرني وفعل بي الأفاعيل، وقص عليه ما تعرض له بسبب الحذاء.
صار حذاء أبي القاسم الطنبوري مضرب المثل لما يعسر التخلص منه أو لما هو مشؤوم، فيقال مثل حذاء الطنبوري)
* آخر الأوتاد :
يظل حذاء السفنجة ذات الأسلاك الكثيرة و المسامير و الخيوط التي أدخلت لمعالجتها حتى تكون صالحة للإستعمال و المتبوعة بنكتة الرباطابي الإسكافي ( النُقلتي بلهجتنا العامية ) المقيم في عطبرة التي غلب فيها حيلة و قال لصاحبها يجب تحويلها إلى الخرطوم ، حيث لا يمر يوم إلا و يُعاد إرسال تلك السفنجة عبر الواتساب ، قد يوافقني الكثير أجد تلك السفنجة قد نافست حذاء الطنبوري في ( البهدلة و البشتنة و البؤس و الشهرة ).
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019