• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
احمد الفكي

رِقة باشاب و حفاوة البلَّال

احمد الفكي

 0  0  1290
احمد الفكي
رِقة باشاب و حفاوة البلَّال
أوتاد - أحمد الفكي
يظل الإنسان السوداني شخص عظيم gentleman مهما تكالبت عليه الظروف و المحن و الإحن ، لأنه موروث و إرث أخلاقي متغلغل في الجينات منذ أمدٍ بعيد أكسبته الإحترام والتقدير لكافة شعوب العالم .. ما جلستُ مع شخص من الجنسيات الأخرى إلا مدح ( الزول ) وهذا من فضل ربي عزَّ و جلَّ ، الإنسان السوداني نجد فيه مدح الصفات الطيبة التي يتميز بها ، و من تلك الصفات ما قاله الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ( إنَّ أحبكم إليَّ أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون .) يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أحب الناس إليه وأقربهم منه مجلسا في الآخرة أحاسنهم أخلاقا ، ثم وصفهم بأنهم ( الموطؤون أكنافا ) أي وهم الذين جوانبهم وطيئة لينة يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذى بهم ، فهم يفرحون بالحسنة ويتجاوزون عن السيئة و يعفون ويصفحون . و ما الجودية و جبر الخواطر بغائبة عن الجميع .
( الذين يألفون ويؤلفون ) يعني يأنسون بالناس ويأنس الناس بهم ويحبون صحبتهم ويتقربون منهم .
من منطلق يانسون بالناس و يأنس الناس بهم كان د/ بدر الدين باشاب إستشاري الجراحة العامة الذي جاءنا من السودان إلى مدينة حائل منذ بضعة أشهر ، فأصبح كأنَّ له عقد من الزمان و كانت مشيئة الله أن يتم نقله إلى محافظة الشملي على بعد 180 كيلو متر جنوبي غرب مدينة حائل ، و قد سبقة بالتواجد في تلك المحافظة د/ علي البلَّال إختصاصي الأطفال الذي مكث أكثر من ثلاث عقود في مدينة حائل .
يوم الجمعة الموافق التاسع من يوليو 2021 شددنا الرحال إليهم زيارة في الله ، و كنا رهط قيادة الرئيس الفخري المستدام لرابطة مشجعي المريخ بحائل الأستاذ مصطفى محمد علي و عاشق المريخ عبد الماجد أحمد الشيخ و خمسة هلالاب يسدون عين الشمس ، أصحاب مبادرات لكل ما يهم الشأن الأزرق . بعد أن تفاجأنا باعتذار الرياضي المطبوع أحد مؤسسي إتحاد الحصاحيصا المحلي لكرة القدم، الباشا حيدر محمد طه ، لظرفٍ طارئ ألم به أجبره ان لا يكون في معيتنا و نسعد بمرافقته .. وصلنا الشملي فكانت المودة كدأبها حاضرة حيث طلاقة الوجه و التودد إلى الناس كما البِشر الذي يدل على السخاء كما يدل النَّور على الثمر فتمثل كل ذلك في رِقة د/ بدر الدين باشاب عندما احتضن معانقاً مبتدئاً بالأخ مصطفى محمد علي فكانت دموعه مصحوبةً بالصوت و تواصل بكاؤه حتى معانقته لآخر فرد منا . فكم كانت لحظات العناق مؤثرة فينا من ذلك الإنسان الشفيف رقيق القلب، و بالمثل كانت حفاوة الاستقبال من د/ علي البلَّال الذي ظل في خدمة الجميع كرماً و سخاءً و ترحيباً ، ثم انتقلنا لبيت الضيافة فكانت المفاجأة جمع من السودانيين و البهجة تبرق ( قِبلي) من أعينهم فهطلت حباً و سعادة تمثلت في فقرة التعارف ثم الاسترسال في سرد المواقف الطريفة النبيلة التي مرت علي كل واحد منهم وحُفرت في ذاكرتهم و كلها كانت تصب في مروءة و نبل و شهامة الإنسان السوداني، و بمثل جمال و حسن الاستقبال كان الوداع و جميعهم يُصرون على تكرار هذه الزيارة و فعلاً كما قيل : (المحبة شجرة أصلها الزيارة )
* إجتماعيات الأوتاد :
- كل الدعوات بالشفاء العاجل للخال العزيز الطيب محمد الجزولي ، طريح الفراش الأبيض في مستشفى طيبة بأم درمان . اللهم أشفه و عجِّل له بالشفاء و ألبسه ثوب الصحة والعافية .
- خالص التهاني و التبريكات بعودة الأخ الأستاذ عليش سليمان ابوشوك إلى مدينة حائل من أرض الوطن بعد أن ذهب للإطمئنان على حالة والدته الحاجة ليلى عبد الباسط محمد التي كانت طريحة الفراش الأبيض بمستشفى الفيصل في الخرطوم و قد منَّ الله عليها بالشفاء . كُفارة و أجر وعافية وفي ميزان حسناتها . ألف حمداً لله على سلامة الوالدة و عوداً حميداً مستطاب أستاذ عليش سليمان.
* آخر الأوتاد :
عن معاذ بن جبل رضيَّ الله عنه، قال : سَمِعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم يقول : « قَالَ الله -تعَالَى : وَجَبَت مَحَبَّتِي لِلمُتَحَابِّين فِيَّ، وَالمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ ».
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019