• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
احمد الفكي

طاب مرقدك يا إمام

احمد الفكي

 0  0  1461
احمد الفكي
طاب مرقدك يا إمام
أوتاد - أحمد الفكي
الحشد كبير و المنظر مهيب و العمائم البيضاء تسد الأفق و المكان أهو حوش الخليفة في أمدرمان أم عرصات عرفة قبل مغيب شمس التاسع من ذي الحجة.!! ؟حيث التسبيح و التحميد و التهليل و التكبير تصدح بها الافواه و هي تُشارك في تشيع جنازة الزعيم و الرئيس و المفكر و الإمام الحبيب الصادق المهدي الذي وافته المنية في الساعة الثانية بعد منتصف الليل وقبل فجر الخميس 26 نوفمبر 2020 بعد أن فاضت روحه الطاهرة بمشفاه في دولة الإمارات العربية المتحدة و وُرِيَ الثرى صباح الجمعة 27 نوفمبر 2020 ، حيث تقاطرت الجموع الغفيرة لتشارك بعضها البعض في وداع زعيم الأمة التي ضاق بها حوش الخليفة .
نعلم أنَّ الموت هو سبيل الأولين و الآخرين و كل نفسٍ ذائقة الموت ولا ريب في ذلك .
لذا الموت لا بدّ منه، فقد كتبه الله على جميع العباد ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) آل عمران 185. ، ويُشرع للمؤمن أن يكون على باله حتى يعد العدَّة، قال جلَّ وعلا : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ) البقرة 223 ، فالمؤمن يعدّ العدَّة لهذا الموت، لأجل ما بعده ، لأنَّه يقطع العملَ، فهو هادم اللَّذات، ولهذا أكثر سبحانه من ذكر الآخرة والجنة والنار والحثّ على العمل ، ليغنم ويسعد في تلك الدار : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ . إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) فاطر:5- 6 ، و معنى ذلك الحثّ على تذكر الموت وما بعده، وهكذا قوله عزَّ و جلَّ وعلا : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) لقمان:33.
مهما طال عمر الإنسان فإنَّ الحياة قصيرة ، لذا علينا العمل بما جاء في الحديث أكثروا ذكر هادم اللذات.
بوفاة الإمام الصادق المهدي فقدت البلاد و الأمة العربية و الإسلامية مفكراً لا يشق له غبار .. ألا رحم الله الإمام الصادق المهدي سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته و يجعل منزلته الفردوس الأعلى من الجنة و ما علينا إلا أن نقول : طاب مرقدك يا إمام .
آخر الأوتاد :
كفى بالموت واعظاً ، هل تدبرنا هذه العبارة و الأسواق في السودان يغلي مرجل أسعارها إرتفاعاً ، و الضمائر في غفلة و الجشع يرتفع لهيبه كالنار تأكل بعضها البعض .. ألا من عودة لذكر هادم اللذات حتى يعم الرخاء.. ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) الأعراف 96
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019