• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
احمد الفكي

التحدي الكبير و دس المحافير

احمد الفكي

 0  0  2217
احمد الفكي
التحدي الكبير و دس المحافير
أوتاد - أحمد الفكي
ليس هناك ما يُشل قدرة الإنسان على القيام بالعمل مثل التوصل إلى الشعور بإنعدام الحيلة .. و إنعدام الحيلة هي الحاجز الأساسي الذي يحول بين الإنسان و تغيير نمط الحياة ، أو إتخاذ زمام المبادرة لمساعدة الآخرين على تبديل نمط الحياة .
حِكمة غربية تقول : ( حيث لا توجد بصائر يهلك الناس ) و يردد الفنان الطيب مدثر : ما البصر دون البصائر .
مما يُعاني منه شعب السودان التنظير و تكسير المجاديف حيث لا يجعلون من تقدم الصفوف لاداء خدمة الآخرين وقبل أن ينتهي من عمله إلا و أصابته سهام النقد و التوبيخ و تثبيط الهمم و حديث الجميع في وقت و زمن واحد دون إتاحة الفرصة لمن يتحدث ان يكمل فكرته و في ذلك عدم وجود موهبة حسن الإنصات، و ما أكثر الحديث و الكلام و التنظير عند حفر القبر ووضع الميت داخل اللحد المعروف عندنا في السودان (ود الأحد) و ما النكته التي يرددها الفنان الكوميدي محمد موسى التي عنوانها ( ود الاحد ظبتوها) بجديدة عن أسماع السودانيين ، حيث كل من يتواجد في المكان يُدلي برأي و بمناسبة القبر وحفره لا بد من المحافير و هي الأدوات التي تُستخدم في إنجاز مهمة حفر القبر و دفنه ، ومن ذلك ظهر على سطح المجتمع المثل الشعبي المتداول ( جو يساعدوه في دفن أبوه دس المحافير ) وفي هذا المثل عداء للنجاح ، ومن هنا يبرز التحدي الكبير لدولة السودان الغنية جداً بمواردها الطبيعية من زراعية و ثروة حيوانية و ثروة معدنية و مياه تجري من تحت أرجل سكانه و لكن آفة دس المحافير ( أعداء النجاح) تطفو على السطح .
الرسائل السالبة التي تعم وسائل التواصل الإجتماعي من معارضي الفترة الإنتقالية هي بمنزلة دس المحافير .
سلوك و ظاهرة تفشي السماسرة وهي السبب الرئيس لحاضنة الجشع التي تؤدي لارتفاع الأسعار و تسبب غلاء المعيشة هي دس محافير .
حالات التهريب التي تتم عبر الولايات الحدودية هي دس محافير .
عجز الميزان التجاري نتيجة دس المحافير .. إنتشار و تمدد السوق السوداء في تجارة العملة الصعبة أيضاً دس محافير لا يلقون بالاً لنهضة السودان و ما حالة التبخيس لكل عمل تقوم به الحكومة المتمثلة في مجلس السيادة و مجلس الوزراء ما هي إلا دس محافير . دعوا هذه الحكومة ذات الفترة الإنتقالية تُنجز برنامجها وهي قد ورثت أزمات إقتصادية و سياسية لا تخفى على من له بصر و بصيرة ، الآن التحدي الكبير الذي يهدف لإعادة عافية الإقتصاد و عافية العلاقات السياسية فها هو المثلث المُكَوَّن من مجلسي السيادة و الوزراء و قوى الحرية و التغيير قد عقد العزم لإبحار سفينة الإنجاز .
فقد كان الإجنماع المشترك الذي ضم مجلس السيادة ومجلس الوزراء والمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، نتج عنه أصدار قرارٍ بتشكيل آلية عليا لإدارة الأزمة الاقتصادية تتولى تنفيذ حزمة إجراءات عاجلة لتوفير السلع الإستراتيجية من (الوقود والقمح والدواء) إلى جانب مراجعة سياسات الوارد والصادر، وتوفير الاسناد العاجل لحصاد محصولات الموسم الزراعي الشتوي والتحضير للموسم الزراعي الصيفي، وفي مخرجات ذلك الإجنماع التحدي الكبير و لكن الخوف من دس المحافير مِن قِبل من يحبون المعارضة من أجل المعارضة وهم في ذلك يحملون فيروس أعداء النجاح .
تجدر الإشارة أنَّ رئاسة اللجنة العليا للطوارئ الاقتصادية قد أوكلت للفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالى، والدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء الرئيس المناوب للجنة، وبحضور الأطراف الثلاثة في السلطة الانتقالية ( مجلس السيادة ومجلس الوزراء وقوى إعلان الحرية والتغيير)
نسأل الله لهم التوفيق في التحدي الكبير المرتبط بالمعيشة، توفير السلع الاستراتيجية للمواطنين، وحصيلة صادرات الذهب والثروة الحيوانية، بجانب تحديات التهريب، وإصلاح النظام المصرفي وقطاع الاتصالات.
آخر الأوتاد :
إلى هواة دس المحافير نُهدي هذا الحديث : عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه» (رواه البخاري، ومسلم)
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019