• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
احمد الفكي

زيت الكرونة و تفشي الكورونا

احمد الفكي

 0  0  5482
احمد الفكي
زيت الكرونة و تفشي الكورونا

أوتاد - أحمد الفكي
عندما كنا نستغل سيارات الأجرة في مدني وقتها لم نبلغ الحلم حيث كان يغلب على تاكس المدينة نوعين من ماركة السيارات بيجو 404 و الكونصل و كنا نستمتع بصوت الصفير الذي يصاحب صوت السيارة أثناء سيرها و كان يشكل لنا ذلك الصفير صوتاً حنيناً حسب جهلنا ، وعند الكبر ادركنا عندما يحدث ذلك الصفير ان خللاً قد أصاب الكرونة التي تُعرف بالدفرنس او الدفرنش عند العامة وهي علبة التروس التفاضلية و مهمتها تحويل الحركة الدورانية الخطية إلى حركة دورانية عمودية لتحريك العجلات الجانبية .. و سبب الصفير الذي يُِسمع ناتج عن نقصان زيت الكرونة و في حالة الإهمال و عدم زيادة الزيت الناقص تخرب الكرونة و تِضعف العزم و يؤدي ذلك إلى خراب الجير و لا يُجدي نفعاً عملية تغيير زيت الكرونة في حالة خرابها البتة .. ومع تشابه اللفظ بين الكرونة وفيروس كورونا المستجد الذي لم يترك بلداً إلا و ضع فيها بصمة تواجده مما دعى منظمة الصحة العالمية ان تُطلق عليه مسمى جائحة مقروناً باسم كوفيد 19 لتتفاعل وزارات الصحة في كل دول العالم بإصدار نشرات التوعية و التوجيهات اللازمة الواجب إتباعها و من هنا عبر أوتاد إنطلاقاً من مبدأ المسؤولية الإجتماعية أناشد بني وطني في سودان العز الكرامة أخذ أمر تفشي فيروس كورونا المستجد بمحمل الجد و إن لا يتهاونون و يسخرون من التنبيهات التي تبثها و سائل الإعلام المرئية و المسموعة و المقروءة حيث يجب إحترام قرار حظر التجول من الثامنة مساءً و حتى السادسة صباحاً و الإلتزام بتفعيل التباعد الإجتماعي بترك مسافة معينة بين الشخص و الآخر و عندما نُفعِّل المسؤولية الإجتماعية تتصاغر بتكاتفنا الصعاب و تتهاوى أمام عزيمتنا الأزمات
في سوداننا إستهتار بجائحة كورونا و هم يحسبونها كإنفلونزا الطيور التي أصابت البلاد قبل سبع سنوات تقريباً حيث ذكر لي أحد اقربائي طُرفة قال لي باللهجة العامية : ( ما شبعنا من الجِداد ( الدجاج) إلا أيام إنفلونزا الطيور ) في إشارة انهم لم يهتموا لذلك المرض . عليه ليس كورونا كإنفلونزا الطيور حيث الحذر ثم الحذر و العمل بالأسباب و اتباع التعليمات الصادرة من الجهات المسؤولة، اي اعقلها و توكل .
لماذا لا تطبق ولايات السودان تجربة دولة الأردن في توزيع الخبز ( الرغيف) منعاً من الإزدحام و الصفوف الطويلة الممتدة لساعات طوال و أيهما أغنى بموارده الطبيعية السودان الذي كان يحمل لقب سلة غذا العالم ام الأردن الشقيق.؟
جائحة كورونا من منطلق المثل العربي ( رُبَّ ضارة نافعة) فرصة طيبة لمراجعة الضمائر و ترك المهاترات التي تملأ منصات التواصل الإجتماعي السودانية ما بين فسطاطي قحت و معارضبهم و كل ذلك يقبع في باب ضياع الزمن و التنظير الذي لا يؤدي إلى التعمير .
* آخر الأوتاد :
نسأل الله الكريم الرحيم أن يلطف بعباده و يزيل هذه الجائحة التي أدخلت الرعب في قلوب سكان العالم أجمع و إن يشف المرضى و يرحم موتى المسلمين و ينعم على الأمة الإسلامية بالطمأنينة المعروف مصدرها ذكر الله ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.) 28 سورة الرعد
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019