• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
ديدي

"دواع مريخية" .. حين تطبز عينك بأصبعك امام العالم

ديدي

 0  0  2812
ديدي
*من أغرب القرارات ـ ربما من قبل عقود ـ هو القرار المفاجئ بتأجيل مباراة القمة بين الهلال والمريخ !
*"دواع أمنية" هو سبب التأجيل ، كما صدر بيان بذلك ، فهل يمكن ان ينطلي ذلك علي اي شخص في هذا البلد ؟
*من الواضح ان والي الخرطوم ،المسؤول الأول عن أمن الولاية هو من كان وراء القرار ، وهو كما نعلم رجل "عسكري" ويعلم مدي خطورة مثل هذا القرار وتداعياته وآثاره علي المستوي الداخلي والخارجي ، وكلنا نعلم كيف تحاول بعض دول العالم تصوير الوضع بالسودان ، بأنه مضطرب وغير آمن عطفاً علي التوترات والقتال الذي يدور احيانا ببعض مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ، ونتابع تحذيرات الولايات المتحدة لرعاياها بعدم السفر الي مناطق القتال ببعض مناطق السودان ، فكيف نمنحهم هذه الفرصة التاريخية ونثبت لهم بجرة قلم ان العاصمة نفسها "غير آمنة" ؟؟
*كل دول العالم حتي تلك التي تفتك الحروب والعمليات الارهابية بشعوبها تحاول بقدر المستطاع التأكيد علي ان أراضيها آمنة وشعوبها تعيش بإطمئنان رغبة منها في تحسين صورتها وتبييض وجهها للعالم ، فلماذا "نطبز أعيننا بأيدينا" ونلفت أنظار العالم بأن أقامة مجرد مباراة في كرة القدم تمثل خطورة أمنية تستدعي تأجيلها !!
*اننا نعلم تماماً ، انه ليست هنالك دواع أمنية ولا غيره ، يدعو لتأجيل مباراة القمة ، انما السبب الرئيس والحقيقي جاء مجاملة لنادي المريخ الخارج آخيراً من أزمة ادارية ، كان لوالي الخرطوم نفسه دور في حلها حتي تم الوصول الي وفاق بين المتصارعين علي كراسي مجلس الادارة ، ففريق المريخ لم يكن جاهزاً للمقابلة وسعي عدد من قادة النادي سعياً مستميتاً لتأجيل هذه المباراة حفظاً لماء الوجه وخوفاً من هزيمة تاريخية امام الهلال الذي كان مستعداً وجاهزاً لتحقيق فوز كبير بالديربي .
*فكيف جاز لوالي الخرطوم ان يتخذ مثل هذا القرار المفاجئ والغريب الذي يدفع ثمنه وتداعياته وآثاره الوطن بأكمله من أجل ارضاء فئة قليلة ؟!!
*متي كانت مجرد مباراة كرة قدم تشكل خطورة علي أمن ولاية الخرطوم ،هل سمعتم بشخص قُتل او حتي أُصيب داخل او خارج اي استاد بالعاصمة او حتي بأي ولاية من ولايات السودان في العقود الآخيرة!
*هل سبق ان خرجت مظاهرة جماهيرية او تمخض انقلاب من داخل او خارج ملاعبنا ؟
*اننا لا نجد اي سبب لهذا القرار غير مجاملة نادي المريخ ، واتاحة الفرصة والوقت الكافي لمجلس "الوفاق" ليلملم أوراقه ويعد فريقه جيداً لمواجهة فريق الهلال في هذه الجولة من بطولة النخبة .
*ولكن تبقي الخطورة الأكبر من القرار "الأمني" بُعده السياسي علي سمعة البلد ، ما يؤكد ان نظرة البعض "ضيقة" جداً ولا تستوعب التحديات والمؤامرات الخارجية التي تنتظر مثل هذه الهدايا المجانية .
*طالما كانت هنالك "دواع أمنية" من "يوم الجمعة وحتي الآن" كان ينبغي ان يشمل القرار كل المباريات الكروية وكذلك كل الفعاليات الثقافية والفنية ، واي تجمعات جماهيرية في كل المواقع بالخرطوم ، ولكن ان تُحصر "الدواعي الأمنية" لمباراة القمة فقط ، فهذا ما يثير الشك والريبة ، ويثبت ان القرار جاء "انتصاراً لنادي المريخ" المتوقع هزيمته ولو تم تأجيل المواجهة للدواعي الأمنية لمدة شهر !
*حتي ولو سلمنا جدلاً ان والي الخرطوم يتحسب لتفلتات من جماهير المريخ عطفاً علي الأزمة الادارية ، فهل سيكون صعباً علي القوي الأمنية بالولاية بكل تاريخها وعتادها وخبراتها السيطرة علي مثل هذه "التفلتات" المفترضة وهي التي نجحت في تنظيم كبري المباريات الدولية وليس اقلها مباراة مصر والجزائر الشهيرة ؟؟!!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ديدي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019