• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
احمد الفكي

صياح الديكة يُشعل المونديال

احمد الفكي

 0  0  1557
احمد الفكي

قبل مباراة الأرجواي وفرنسا المؤهلة لنصف نهائي كأس العالم روسيا 2018 بيومٍ واحد ، كنت و الأخ د/ عوض بخيت محمد خالد برفقة الرياضي المطبوع الباشا حيدر محمد طه وهو المعروف لأهالي الحصاحيصا قبل السودانيين بمدينة حائل ، في مشوارٍ بسيارة د / عوض بخيت ، فقلت لهم غداً مباراة الأرجواي و فرنسا لمن تتوقعون الفوز؟ الباشا وافقني التوقع حيث قلنا الأرجواي سوف تفوز . و صمت د/ عوض برهة وقال لي : لا أتوقع بل أتمنى . فقلت له : تمنى . أجابني : أتمنى الفوز لفرنسا . وقد تحققت أمنية د/ عوض، و تأهل منتخب فرنسا المعروف بلقب الديوك حيث فاز بهدفين نظيفين كفلا له الدخول لدور الأربعة وهو منتخب يستاهل التواجد في هذا الدور لما يمتاز به من تنظيم مُحكم في كافة الخطوط الأربعة ( حراسة المرمى، الدفاع، الوسط، و للهجوم) وهو مدجج بالنجوم ، و بما أنًَ منتخب فرنسا يحمل لقب الديوك أجدها سانحة طيبة كي أصطحبك معي عزيزي القارئ في رحلةٍ خفيفة مع الديوك و الديكة عبر هذه السطور . فلتكن البداية من سوداننا الحبيب حيث يجد الديك منزلة سامية في الثقافة الشعبية فهناك أمثال كثيرة بالعامية لعب الديك فيها محور الإرتكاز منها على سبيل المثال لا الحصر : ديك المسلمية الذي يُضرب به المثل للإنسان الغافل تُحاك ضده خيوط المؤامرة و هو لا يدري ( ديك المسلمية يحمروا في بصلتو وهو يعوعي .)
أما ديك العِدة يُضرب للشخص المتهور الأهوج . كما نجد ديك البطانة حيث يتم ربط كمية من الديوك و تُعلق على شبك سياج اللوري من الخارج لكي تباع في سوق المدينة و في حالة عدم البيع يُعاد وضع الديوك في اللوري مثل ما كانت عليه أولاً و الديك في هذه الحالة يقال عنه ( مشى مدلدل و جاء مدلدل) .
و من أنواع الديكة المعروفة للإنسان السوداني الديك الرومي الذي يُعرف بالإنجليزية باسم Turkey وهو من الطيور التي تُربى لأجل لحومها البيضاء وهو كثير اللحم وله خصوصية على مائدة احتفالات عيد الميلاد و عيد الشكر السنوية في الولايات المتحدة الأمريكية و كندا و الدول الأوروبية . و في سوداننا يُطلق عليه دجاج الخلاء وفي المثل الشعبي : ( دجاجة الخلاء طردت دجاجة البيت) .
الديك كنيته أبو حسان و أبو حماد و غير ذلك ، يُسمى الأنيس و المؤانس ومن طبعه لا يألف زوجة واحدة ، وهو ابله الطبيعة و كثيرآ ما نسمع لسان الزول عندما يسخر من إنسان ما يقول : ( الزول ده ديك ساي) بسبب أنَّ الديك إذا سقط من بيت أصحابه لا يهتدي إلى الرجوع إليه .
الديك فيه من الخصال الحميدة ما لا يُحصر ، منها : إنه يساوي بين أزواجه في الطعمة ، و يذكر الله تعالى في الليل حتى أنه ليوقته و يقسمه، وكما جاء في معنى الحديث : إذا سمعتم صياح الديك فاذكروا الله تعالى فإنَّه يصيح بصياح ديك للعرش . وهذا يقودنا لتوجيه سيد الخلق أجمعين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عند صياح الديك أن نسأل الله من فضله لأنَّ الديك يكون قد رأى ملكاً و في ذلك بحث أهل العلوم الحديثة في الأشعة فوق البنفسجية و الأشعة الحمراء فوجدوا الإعجاز العلمي فيما حثَّ عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة :
يقول رسول الله صلي الله عليه : "اذا سمعتم اصوات الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا " لقد توصل العلماء الي ان قدرة الانسان على الإبصار محدودة فالإنسان لا يري ما تحت الاشعه الحمراء ولا ما فوق الاشعه البنفسجيه وقد أثبت العلماء ان الحمير قدرتها علي الابصار تجعلها تري الاشعه الحمراء وبما أن الشياطين من الجان أي مخلوقون من نار اي من الاشعه التحت الحمراء لذلك تري الحمير الشياطين ولا تري الملائكه لأن الملائكه مخلوقه من نور أي من الاشعه الفوق بنفسجيه وقدرة الديك على البصريه تمكنه من رؤية الاشعه فوق البنفسجيه لذلك فهو يري الملائكه ولا يري الشياطين والاعجاز الاكبر ان الاشعه الفوق البنفسجيه المخلوق منها الملائكه تؤثر على الاشعه تحت الحمراء المخلوق منها الجان او الشياطين وتجعلها تتلاشى. هل كان يعلم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم كل هذا القدر من العلم ؟حقا وما ينطق عن الهوى إن هو الا وحيٌ يوحى .
بعد أن تأهلت منتخبات الديوك الفرنسي و بلجيكا و إنجلترا و كرواتيا . ترى من سيلعب المباراة النهائية .؟ لك حق التوقع عزيزي القارئ الكريم .
* آخر الأوتاد :
من الطرائف التي وجدتها في كتاب المستطرف في كل فن مستظرف، كان لإبراهيم بن مزيد ديك ، وكان كريماً عليه ، فجاء العيد و ليس عنده شيء يُضحي عليه ، فأمر امرأته بذبحه و اتخاذ طعام منه وخرج إلى المصلى . فأرادت المرأة أن تمسكه، ففر، فتبعته فصار يقفز من سطحٍ إلى سطحٍ وهي تتبعه، فسألها جيرانها وهم هاشميون عن موجب ذبحه ، فذكرت لهم حال زوجها ، فقالوا : ما نرضى أن يبلغ الإضطرار بأبي إسحق إلى هذا القدر . فأرسل إليه هذا شاة، وذاك شاتين، وهذا بقرة و هذا كبشاً حتى امتلأت الدار . فلما جاء و رأى ذلك قال : ما هذا؟ فقصت عليه زوجته القصة، فقال : إنَّ هذا الديك لكريم على الله . فإنَّ نبي الله إسماعيل عليه السلام فُديَّ بكبش واحد ، وهذا فُديَّ بما أرى .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019