بكائية على بحر الممتاز
لان المباراة حساسة وفاصلة في روزنامة الدوري الممتاز ، الدوري الاول في بلادنا الحبيبة ، وفي شيء اقرب الى الحصة التأديبية او ضرب من ضروب تعذيب النفس اضطررت الى مصاقرة تلفزيوني المسكين لمشاهدة مباراة الاهلي والميرغني الكسلاوي في الاسبوع قبل الاخير من الدوري الممتاز ، اشبه بالتعذيب لأن ما شهدته لم تكن له ادنى علاقة بكرة القدم ، الكرة تنتقل في الملعب خبط عشواء ، حسب التساهيل ، الروح برغم شوية الحماس لكنها لا ترقى لملطوبات لاعب يرى فريقه تتقاذه الامواج نحو الغرق ، احترت بين الاثنين فاهلي الخرطوم فريقنا ، نحن اولاد الخرطوم ، الديامة والصحافات وناس جبرة ، اما المرغني العريق فكلنا نحبه لاننا نحب كسلا الوريفة الشايلة من التاكا طيبة ، ونحبه لانه يشدنا الى ذكريات السادة المراغنة ، الاسرة المباركة طيبة الاصل والحسب والتي اسهمت في تشكيل تاريخنا المعاصر ، شيء لله يا ميرغني .
+ الغريب ان الفريقين كان لهما مدربين ، وقد ازعجنا ذلك المزيع المتحمس باكثر من اللاعبين ، المندفع المتوتر بلا داع ، بقصة المدربين وسيرتهما ، فمدرب المرغني درب فريقاً مغموراً باليمن ودرب التاكا والمرغني وصعد بهما الى الممتاز ، كل هذا جميل ، لكننا طوال زمن المباراة وفريقه في الموقع الاخير لم نحس له بتكنيك او تكتيك بل عشوائية غريبة واندفاع بلا ترتيب ولا نكهة ولا رائحة ، اما ياسر الحاج لاعب اهلي الخرطوم السابف فلا ادري كان قد خضع لكورسات تدريبية ام لا ، وربما نجد له العذر كونه خلف الكوتش مازدا الذي انتقل الى المنتخب الوطني ، لكن هل مجرد اللعب في الممتاز او الاولى سابقاً يعطي الشخص شهادة تدريب ، ليس بالضرورة ، ومهما يكن من امر فأن ياسر لم يفعل اكثر من الصياح من على خط الملعب .
الممتاز هو البطولة الاكبر في بلادنا ومن غير المقبول ان تقع من اللاعبين مثل هذه الاخطاء الساذجة والبليدة ، واكاد ان اجزم ان الاهداف الاربعة نتجت من اخطاء قبيحة واولية للمدافعين قبل ان تكون نتيجة جهد او ترتيب او ذكاء من المهاجمين ، واذا اردنا تطوير الممتاز ورفد منتخبنا الوطني وممثلينا في البطولات الخارجية بلاعبين مميزين فلابد من اعادة النظر في تركيبة هذه الفرق بدعم الاندية وتكثيف الجرعات التدريبية ، وقبل كل شيء الاهتمام بالنشء الصغار لان لاعبينا الكبار ، في السن فقط ، يشبون ويكبرون في العادة باخطاء بدائية في التمرير والعشوائية كما ان انعدام اللياقة بسبب ضعف الوازع التربوي وافتقاد المتابعة والاهتمام كلها من مسببات هذا الحصاد البور .
مباراة اهلي الخرطوم والميرغني امتلأت بالاثارة والحماسة لحساسية وضع الفريقين خصوصاً المرغني الذي سقط الى الدرجة الاولى ، ولو ان لاعبيه الذين ارتموا على الارض ندماً بعد اللقاء استشعروا المسؤولية منذ انطلاقة الدوري لما كان ما كان ، حماسة غير مؤسسة واندفاع عشوائي ساذج ، ينادي المسؤولين للمدارسة والتفاكر حول وضع الممتاز بل الكرة السودانية كلها وصيرورتها ، تعالوا يا معتصم ومجدي ورفاقكم واجمعوا عليكم المهتمين والخبراء والمجربين ، تفاكروا حول الامر ، والحياة تفاكير .
بقيت نقطة مهمة في هذا السياق وهي ابتعاد الاسرة المرغنية الكريمة عن فريق المرغني الذي يحمل اسمها وعبق كسلا ونداوة الختمية ، وهو امر يدعو للعجب ويفتتح شلالات من الاسئلة حول احساس التيارات السياسية والاحزاب بالرموز الوطنية التي تمثلها ويقيني لو ان السادة المراغنة اولوا فريق المرغني الاهتمام ودعموه كحامل لتاريخهم واسمهم الكبير لما أل وضعه الى ما آل عليه .
الدوري الممتاز اذن بحاجة لمراجعة شاملة وفاحصة تدرس الاوضاع كلها وتحلل المعايير والاحداثيات وتسقط عليها المناهج العلمية والخطط الحديثة ، بعد اخضاعها للتشريح والدراسة الفاحصة وصولاً الى مكامن الخلل ومن ثم البحث عن حلول .
هتاف اخير
لا زالت اصداء الصوت المنطلق من كنبة المريخ في خواتيم لقاء الخرطوم ترن في رأسي ، ما تيأس يا بلة ، معليش يا اولاد ، و(جرية) كروجر بعد اللقاء كمشجع مهووس منفعل تضحكني وتحيرني ، وتجعل الاسئلة تضج في رأسي ، من المستفيد من التأجيل ، زي ما بقول ولدنا الرشيد (اتأجلي) .
لان المباراة حساسة وفاصلة في روزنامة الدوري الممتاز ، الدوري الاول في بلادنا الحبيبة ، وفي شيء اقرب الى الحصة التأديبية او ضرب من ضروب تعذيب النفس اضطررت الى مصاقرة تلفزيوني المسكين لمشاهدة مباراة الاهلي والميرغني الكسلاوي في الاسبوع قبل الاخير من الدوري الممتاز ، اشبه بالتعذيب لأن ما شهدته لم تكن له ادنى علاقة بكرة القدم ، الكرة تنتقل في الملعب خبط عشواء ، حسب التساهيل ، الروح برغم شوية الحماس لكنها لا ترقى لملطوبات لاعب يرى فريقه تتقاذه الامواج نحو الغرق ، احترت بين الاثنين فاهلي الخرطوم فريقنا ، نحن اولاد الخرطوم ، الديامة والصحافات وناس جبرة ، اما المرغني العريق فكلنا نحبه لاننا نحب كسلا الوريفة الشايلة من التاكا طيبة ، ونحبه لانه يشدنا الى ذكريات السادة المراغنة ، الاسرة المباركة طيبة الاصل والحسب والتي اسهمت في تشكيل تاريخنا المعاصر ، شيء لله يا ميرغني .
+ الغريب ان الفريقين كان لهما مدربين ، وقد ازعجنا ذلك المزيع المتحمس باكثر من اللاعبين ، المندفع المتوتر بلا داع ، بقصة المدربين وسيرتهما ، فمدرب المرغني درب فريقاً مغموراً باليمن ودرب التاكا والمرغني وصعد بهما الى الممتاز ، كل هذا جميل ، لكننا طوال زمن المباراة وفريقه في الموقع الاخير لم نحس له بتكنيك او تكتيك بل عشوائية غريبة واندفاع بلا ترتيب ولا نكهة ولا رائحة ، اما ياسر الحاج لاعب اهلي الخرطوم السابف فلا ادري كان قد خضع لكورسات تدريبية ام لا ، وربما نجد له العذر كونه خلف الكوتش مازدا الذي انتقل الى المنتخب الوطني ، لكن هل مجرد اللعب في الممتاز او الاولى سابقاً يعطي الشخص شهادة تدريب ، ليس بالضرورة ، ومهما يكن من امر فأن ياسر لم يفعل اكثر من الصياح من على خط الملعب .
الممتاز هو البطولة الاكبر في بلادنا ومن غير المقبول ان تقع من اللاعبين مثل هذه الاخطاء الساذجة والبليدة ، واكاد ان اجزم ان الاهداف الاربعة نتجت من اخطاء قبيحة واولية للمدافعين قبل ان تكون نتيجة جهد او ترتيب او ذكاء من المهاجمين ، واذا اردنا تطوير الممتاز ورفد منتخبنا الوطني وممثلينا في البطولات الخارجية بلاعبين مميزين فلابد من اعادة النظر في تركيبة هذه الفرق بدعم الاندية وتكثيف الجرعات التدريبية ، وقبل كل شيء الاهتمام بالنشء الصغار لان لاعبينا الكبار ، في السن فقط ، يشبون ويكبرون في العادة باخطاء بدائية في التمرير والعشوائية كما ان انعدام اللياقة بسبب ضعف الوازع التربوي وافتقاد المتابعة والاهتمام كلها من مسببات هذا الحصاد البور .
مباراة اهلي الخرطوم والميرغني امتلأت بالاثارة والحماسة لحساسية وضع الفريقين خصوصاً المرغني الذي سقط الى الدرجة الاولى ، ولو ان لاعبيه الذين ارتموا على الارض ندماً بعد اللقاء استشعروا المسؤولية منذ انطلاقة الدوري لما كان ما كان ، حماسة غير مؤسسة واندفاع عشوائي ساذج ، ينادي المسؤولين للمدارسة والتفاكر حول وضع الممتاز بل الكرة السودانية كلها وصيرورتها ، تعالوا يا معتصم ومجدي ورفاقكم واجمعوا عليكم المهتمين والخبراء والمجربين ، تفاكروا حول الامر ، والحياة تفاكير .
بقيت نقطة مهمة في هذا السياق وهي ابتعاد الاسرة المرغنية الكريمة عن فريق المرغني الذي يحمل اسمها وعبق كسلا ونداوة الختمية ، وهو امر يدعو للعجب ويفتتح شلالات من الاسئلة حول احساس التيارات السياسية والاحزاب بالرموز الوطنية التي تمثلها ويقيني لو ان السادة المراغنة اولوا فريق المرغني الاهتمام ودعموه كحامل لتاريخهم واسمهم الكبير لما أل وضعه الى ما آل عليه .
الدوري الممتاز اذن بحاجة لمراجعة شاملة وفاحصة تدرس الاوضاع كلها وتحلل المعايير والاحداثيات وتسقط عليها المناهج العلمية والخطط الحديثة ، بعد اخضاعها للتشريح والدراسة الفاحصة وصولاً الى مكامن الخلل ومن ثم البحث عن حلول .
هتاف اخير
لا زالت اصداء الصوت المنطلق من كنبة المريخ في خواتيم لقاء الخرطوم ترن في رأسي ، ما تيأس يا بلة ، معليش يا اولاد ، و(جرية) كروجر بعد اللقاء كمشجع مهووس منفعل تضحكني وتحيرني ، وتجعل الاسئلة تضج في رأسي ، من المستفيد من التأجيل ، زي ما بقول ولدنا الرشيد (اتأجلي) .