* قلنا أمس أن المدرب الفرنسي دييغو غارزيتو استغل الاعلام بذكاء شديد لا يخلو من مكرٍ وأرسل عبره رسالة ستُبقيه في سُدة القيادة الفنية حتى مايو المقبل دون أي ضغوط.
* ودون أي ضغوط هذه المقصود بها أنه في حال تعرض فريق كرة القدم للهزيمة وشبح الخروج من الدور التهميدي لأبطال أفريقيا فإنه سيكون بمنجاة من أي لوم ومحاسبة.
* أو سيقول ببجاحة: لا تسألوني لأنني لم أعد هذا الفريق.
* ألم يقل الرجل عقب إشرافه (غير الرسمي) على فريق كرة القدم بنادي المريخ في النصف الثاني لمباراة السقوط في كسلا أمام الشرطة القضارف أن كل المجهود الاداري والفني والاعلامي الذي تم خلال الشهر الماضيين لا قيمة له؟.
* نعم فقد قال بصريح العبارة: المريخ بحاجة إلى إعادة صياغة!.
* ثم شرح مُفسّراً: اللياقة البدنية للاعبين سيئة، والإعداد ضعيف، والفريق داير شُغل من أول وجديد.
* والمثير واللافت في آن واحد أن الصحافة المريخية تلقّفت ذلك بإستمتاع وروّجت له بكل الغطبة والسرور ظنّاً منها أن الخلاص آت لا محالة بوصول الساحر (غُرزة)!.
* بهذا الصنيع تكون الصحافة المريخية قد منحت المدرب فرصة من ذهب لتعليق أي فشل وهزيمة لفريق كرة القدم بالمريخ على الأيام السوالف التي بذل فيها المريخ الكثير.
* هذه الحجج الواهية يتوقع ظهورها بداية من اليوم في مباراة حي العرب بورتسودان برسم الجولة الثانية للدوري الممتاز وفي حال الخسارة طبعاً لا قدر الله.
* أما إذا نجح في إقتناص فوزٍ فبلا شك سيضرب على الوتر الحساس من جديد ويرّوج عبر الإعلام ذاته إلى عبقريته ودهائه الذي لا يُطال.
* لكنه مهما تذاكى علينا فلن يقنعنا بأنه بدأ خلال الساعات الماضيات من الصفر ثم وصل بالفريق - بفضل فطنته- إلى ذروة الجهوزية.
* لأننا ندرك على يقين أن المريخ سيدخل مباراة اليوم أمام حي العرب مُستنداً على فترة الإعداد التي قضاها في تركيا وقطر بالاضافة للمباريات الودية الجادة التي خاضها هناك، بالاضافة إلى مباراتي الفريق الوديتين أمام الاتحاد السكندري ثم المباراتين التنافسيتين أمام تيليكوم الجيبوتي والشرطة القضارف.
* أي محاولة من غارزيتو لسرقة مجهودات من سبقوه سنعتبره عمل غير أخلاقي إبتداء، ثم محاولة للضحك على الدقون في منعرجٍ آخر وهما مما يجعل أخلاقيات غارزيتو المهنية على المحك.
* ليت صوتنا يصل إلى غارزيتو ليعلم أن هناك من يراه رجلاً عادياً وليس خارقاً بل ليعلم - أيضاً- أن هناك من كان رافضاً لاستقدامه مجدداً وفي هذا خير له وللمريخ.
* احساس غارزيتو بأنه بمنأى عن النقد والمعارضة سيجعله مغروراً أكثر ولا يهاب شيئاً وهذا لن يمنحه الدافع الكافي لتصحيح أخطائه هذا إذا إعترف من الأساس أن لديه أخطاء.
* مل شعب المريخ الانتظار والتجريب وإنه بحق يستحق شيئاً أفضل.
* مباراة الغد أمام حي العرب ستمنحنا مؤشرات جيدة حول نوايا وأفكار غارزيتو الحقيقية التي سترسم خطواته القادمة وتقودنا للإمساك بأطراف خيوط استراتيجيته في الادارة الفنية للمريخ.
* ولكن المؤكد أن هناك محترفين سيدخلون كشف المريخ في مايو المقبل بترشيح من غارزيتو وليس بعيداً أن يكونوا من شاكلة العاجي ديديه العادي جداً- الذي استقدمه غارزيتو نفسه- خلال فترة إشرافه السابقة.
