• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
عبدالحي ابو زيد

وهج الشمس

عبدالحي ابو زيد

 0  0  1413
عبدالحي ابو زيد
تمريرات هيثم مصطفي كاللوحة التي تحتاج الي فك رموزها ..
* الهلال يملك هياما تتلبد به السماء وعنصر من الجذب تهتز به الجبال ونيرانا من الوله ما يحرق افئدة المتوجسين..
* من اميز ما يجدل قناعاتنا ان فتية الهلال لايعرفون الانكسار عندما تستفز مشاعرهم الاقلام الصدئة ..
* جمهور الهلال اصبح واحدا من معالم الوطن يجسر الهوة بين التعصب والامتاع وهو مدهش .

* من حقنا ان نتمدد في افراحنا .. ونتغزل في شبابنا .. هم فتية أدمنو على نسج الامتاع مع الابداع .. افردوا مساحة من العشق .. أوجدوا جسرا بين الميدان والمدرجات .. هناك يصنعون الانتصار .. لتكون صوت الجماهير هي الحافز الاقوى في اعطاء كل واحد منهم صفة تنداح من خلالها كل ألوان المتعة الكروية - ليبقى جمال الهلال في تلك الروح الهادرة المملؤءة بالحماس والغيرة والعشق النبيل ..
* راهن المشفقون على الهلال .. وتكاثرت الضباع للنيل من الفريسة وهم يحلمون بوأد عملاق كان له صولات وجولات بدأ يتبين طريقه الي المجد .. الفريسة كانت عصية على نهم اؤلئك المرتجفون فعميت ابصارهم واهتزت افئدتهم فاستطاعت الفريسة ان تقفز فوق اسوارهم المسيجة اسلاك الوهم ..
* راهنوا ايضا ان الهلال لايملك من ناصية التاريخ ما يشفع له بامتلاك مجد مملوء بالمخاطر لان وهن الامكانيات تحول دون تحقيق المرامي والاهداف .. لكنهم لم يمعنوا ان هذا الكيان العملاق يملك هياما تتلبد به السماء وعنصرا من الجذب تهتز به الجبال ونيرانا من الوله ما يحرق به افتراءات المتوجسين الحاقدين .. الهلال هبة السماء من خلال انجازاته وانتصاراته يقتل الاحباطات والانكسارات .. فقد جسد الهلال في شعبنا الصابر روح الالتفاف الوطني وهي كانت بذرة الاولين الذين احتموا باسواره نضالا ضد المستعمر .. والتاريخ يدون لهذه المعجزة انه رمز الفخار .. من هنا يأتي الترميز بأن اهل الهلال هم صنوان الوطن ومنشدي هاماته العالية .
* من اميز ما يجدل فينا القناعات ان فتية الهلال لايعرفون الانكسار عندما تستفز مشاعرهم الاقلام الصدئة وتتوجس بهم الضروب فانهم يردون الكيد بسيف قاطع بتار يقذف اليهم شرورهم وينثرها في مستنقعاتهم الاسنة . في مالي امام جوليبا تطاول الفرح الخافت من اؤلئك وهم يستدركون السقوط .. لكنهم لم يدركوا ان تلك المباراةكانت ترياقا للعزيمة والاصرار فبانت معادن الرجال واخلاصهم وهم يقدمون الدروس والعبر للتيحة والناس التفتيحة .
*يقول كولن ويلسون عن مواهب الانسان شيئا آخر .. يقول ويدلل على ما يقول بأنه يقدر نسبة المواهوبين في المجتمعات بخمسة بالمئة .. أكدهما بمصدرين اثنين .. المصدر الأول جاء من تجارب الاخرين والمصدر الثاني جاء من قناعاته الشخصية.. تري من أين نبدأ عملية الاقناع .. أمن وقائع العقول المنهوبة ؟ أم من أحداث المواهب المخطوفة .
* الزمن استطاع ان يغير مسار العقل ومفاهيم البشر نحو معاني جديدة.. ليس في علم التخطيط والعمران وحده وليس في علم الادارة وأحوال الشخصية وحده وانما الغوص الي أعماق جذور النفس والفكر البشري الي درجة اصبحنا فيها لانميز بين العبقرية والجنون .. لابين المواهب والذكاء اللهم الا بمقاييس نحن السامعين والقارئين محورها ونحن القارئين والمتفرجين مصدرها .. فلقد توصل المتفرجون الي حقائق اخرى هي الوسط ما بين الخمسة بالمئة والاثنين بالمليون في مقدمة هذه الحقائق .. رضل الادعاء ، ادعاء المواهب مهما كانت درجاتها ومهما كانت صورها ومهما كانت مظاهرها ومهما كانت اشكالها ما لم تكن موهبة شخصية ، موهبة حقة تقنعنا بأنها ذاتية فالمواهب لاتباع بالدراهم وتشترى بالدنانير والمواهب لاتباع بالانظمة ولاتشترى بالمراكز والدساتير ..انها استعداد شخصي لايكتشفه الا مشاهد مثقف أو متفرج هاديء الاعصاب .. استعداد ذاتي يتقدم ولا يتأخر .. يتوجه ولا يوجه .. يتجدد ولايستعار قد ينمو ويتكدر .. وقد يتكرر ويتغير لكنه كامن في جذور النفس الاصيلة .. كامن في الشخصية الموهوبة ..
* ناقشني الدكتور يوسف الحميدان عن الصفات العملية للذكاء الكامن .. فقال انها تظهر على عدة صور تميزها عن غيرها من افراد المجتمع فهناك الشخصية الفوضوية وهناك الشخصية المنظمة .. وهناك الشخصية التي تميل الي الوحدة وهناك الشخصية التي تميل الي العشرة .. لكن تبقي الشخصية المعتدلة هي الشخصية المرموقة ..
* سقت هذا القول ويزداد اعجابي بشخصية برنس الكرة السودانية هيثم مصطفي كرار حفظه الله .. وتملؤني الحيرة فيما يقدمه هذا الفتي المدهش لمجتمعه الرياضي والاجتماعي وهو يملؤ الافاق بالكثير من المفردات المحسوسة التي تترك الكثير من العلامات في فضائنا المحيط .. فالرجل حباه الله بموهبة آسرت القلوب لتبقي اهدافه وتمريراته مثل اللوحات التي تحتاج ان نفك رموزها وترجمتها لكنه لايترك لنا الحيرة فكل لون في هذه اللوحة لها طعم وابهار يجعلنا نتأمل فيه ونقف عنده بدون انتباهه للزمن .
* هيثم مصطفي اطل علينا عبر فضائية قوون بعد ان ظل بعيدا عن الاعلام فترة طويلة وقد احسن الكاتب اللامع محمد عبدالماجد ان يقدمه الينا في واحدة من اجمل اللقاءات .. فكثيرا ما اعجب بهذا الكاتب الذي يمتلك خاصية دون غيره من الكتاب فهو مثقف متميز تسبح مع كتاباته ومع خياله الواسع فلا تمل من مداعباته الطريفة التي اصبح يبحث عنها الوصيفات قبل اسياد البلد .. المهم في هذا اللقاء ان هيثم مصطفي اشبعنا باحاديثه المرتبة المقنعة وبالمختصر المفيد فكان كالعهد به معتملا بفكر عال من الفهم وهو يحدد ملامح مسيرته مع المستديرة .. فهذا الفتي القليل الكلام مملوء بهيام من نوع اخر لمعشوقه الهلال الذي حمله هما وسكب له من دمه .. منه تعلم شعب الهلال معني الانتماء ومعني الوله في اهاتهم وولعهم الذي اصبح يدهش عشاق المستديرة .. هيثم بؤرة ضوء لمن حوله من اللاعبين الذين يتشربون من معين هذا الحب الجارف كيف لا وكل واحد منهم يحاول ان يؤكد ان انتمائهم لهذا الكيان هو انتماء صادق للوطن وهم يسرجون الابداع في اروع صوره .
* جمهور الهلال اصبح واحدا من معالم هذا الوطن بتشجيعه المثالي وهو يجسر الهوة ما بين الامتاع والتعصب لينال الاعجاب ويدهش الالباب حتى بات هو العنصر المهم لمفردات كرة القدم .. هو شعب صبور يحمل الكثير من الدلالات الحية التي تعبر عن حضارة هذا الشعب الذي يصنع في كل يوم مفردة من الذوق الجميل ..
* تغزل ميشو واسهب في الاعجاب بجمهور الهلال كما خط عنوانا عريضا بالاستقرار النفسي الذي يعيشه في بيئة فتحت له القلوب واحتوته بحنان مما جعله يعيش وهاجسه البحث عن ذلك المجد المفقود .. يقول انه لاينام والهلال يقلق مضاجعه بعد ان انتابته الحيرة في سطوع النجوم من حوله .. تجول في ثمانية واربعون دولة بحثا عن الالق وتأتي به المغادير الي هنا ليجد ان الاختلاف الواضح والبائن فانسجم كأنه من مواليد هذه الارض الطيبة فانجذب اليها والي شعبها فأخلص وتمادي في الاخلاص لان خصوصية هذا الشعب في مفرداته المعبرة جعلته يدرك ان طريق النجاح متوفر وان كل ما يحلم به في بحثه الدائم عن الابداع يمر عبر اؤلئك الفتية من المواهب النضرة .
* الهلال ليس عالم من الخيال ولكنه واقع نعيشه ونتلمسه ونحسه لانه يحرك في بلادنا الحياة وينسى الناس همومهم كما انه يرفع من عجلة الاقتصاد الذي يتلاشى معه الركود ويسعد الفئات من ذوي الدخل المحدود .. اانه الكيان بحجم الوطن الذي نحبه ونعشقه ونتبل في محرابه
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالحي ابو زيد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019