* وتتواصل فوضى التسجيلات الرئيسية ونتابع المعارك خارج الملعب وهي تدور بين الاندية وتزداد اشتعالاً على صفحات الصحف.. ويبقى القارئ المسكين العاطفي هو الهدف الاول المراد الوصول اليه لاقناعه بشراء تلك السموم التي تمتلئ بها النشرات..!!
* ولعل ما كان يحدث بين الاطفال الصغار ـ دون العاشرة ـ من مكاواة وملاواة وعبط وهبل نتابعه وبذات التفاصيل هذه الايام على صدر النشرات المتعصبة سواء للمريخ او الهلال وتبقى فترة الانتقالات الحالية هي المنفذ الأول والأوحد لمرضى النفوس..!!
* ويظل التأليف ونسج السيناريوهات الخيالية هو الهدف المنشود او التجارة الأوسع انتشاراً والأكثر رواجاً في فترة الانتقالات البائسة والتي لا تخلو من التهديد والوعيد ويكون صاحب الخيال الأوسع هو الاقرب للمعايشة والتأقلم مع الظروف الحالية..!!
* تابعنا ما حدث من وهم في القصص الخرافية لبعض اللاعبين وتعرفنا عن قرب على الكيفية التي تتبدل فيها قناعات البعض وبصورة اسرع من تلك التي يبدلون بها لمؤاخذة احذيتهم.. ورغم ذلك الخلل الواضح الاّ ان جل المتابعين يهرولون خلف السراب..!!
* مثلاً وفي ما يتعلق بالقصص المرتبطة بانضمام ابو ستة للهلال والسماني الصاوي للمريخ وما قيل عن قيمة التعاقد مع الثنائي نجد انها كشفت المأساة التي تعيشها صحافتنا الرياضية حيث تضاربت الارقام والقصص والحكايات بصورة مضحكة لحد البكاء..!!
* السماني قالوا ان المريخ دفع مقابل التعاقد معه ثلاثة مليارات بينما اختلفت الاراء بخصوص ابو ستة حيث قال البعض انه تسلم سبعة مليارات.. وفي مكان آخر كتبوا انه تحصل على خمسة مليارات.. وفي رواية ثالثة ثلاثة مليارات.. وعجبي..!!
* النشرات الهلالية اوصلت عمر لاعب الهلال الابيض السابق التاج ابراهيم الى 36 عاما.. بينما قالت الاصدارات او النشرات الحمراء ان عمر ابو ستة يتخطى الـ(37)عاماً مع العلم ان تلك الصفات كانت غائبة عندما لهث كل فريق نحو ذات الاسماء..!!
* وفي ظل الهوجة او الفوضى التي يتولى السماسرة امر اشتعال نارها نجد ان كل ما له علاقة بالتقارير الفنية المتعلقة باراء المدربين قد توارت وجلست في آخر الصفوف بمباركة الجميع حتى حملة الاقلام الذين يفترض ان يتولوا امر ارشاد المتابعين..!!
* خلال ساعات معدودة تعاقد المريخ مع عشرة لاعبين (ربطة واحدة) والظن ان اكثر من نصف اللاعبين الذين تعاقد معهم الفريق لا يملكون ابسط مقومات او معطيات النجاح ولو من باب ان الجدد يحتاجون للفرصة التي لم يجدها من غادروا الكشوفات..!!
* هذا بخلاف الاجانب الذين تبقى مساحة بيع الوهم من جانب المطبلاتية والسماسرة عنهم اكبر واوسع من تلك التي تحدث في تسجيلات اللاعبين الوطنيين.. ولعل اتساع دائرة الوهم هنا تعني بان الجميع سيكون جاهزاً لتلقي المفاجأة الحزينة في حينها..!!
* يتحدث البعض عن هداف الدوري النيجيري وهداف بطولة الاندية الافريقية ابطال الدوري وفي ذات الوقت يتناسون ربما عن عمد النهاية التي انتهى عليها مشوار هداف افريقيا استفين واراغو وصخرة المونديال ابالو والنجم الجوكر اليجا تانا وغيرهم..!!
* تبقى التسجيلات ـ سواء التكميلية او الرئيسية ـ عبارة عن سوق كبير ينشط فيه السماسرة وترتفع فيه درجات بيع الوهم سواء لقادة مجالس ادارات الاندية خاصة المريخ والهلال او العشاق المتابعين لهذه الساحرة المجنونة داخل الخرطوم وخارجها..!!
* والمؤسف ان الجميع يعملون تمام العلم ان العملية تظل بعيدة كل البعد عن التقارير الفنية وحتى بعدما يكتشف الناس بعد شهور ان الفشل هو المحصلة النهائية لا يفكرون في تصحيح الاوضاع بل نتابعهم يمارسون الاستسلام للسماسرة مرة اخرى..!!
* تخريمة أولى: اغرب ما في التسجيلات الرئيسية الحالية ان (ابو سبعة) مليار.. اكرر (ابو سبعة مليار) يؤكد بانه كان يلهث من اجل ولائه الى التعاقد مع النادي الذي سيمنحه ستة مليارات.. اي ان (ابو سبعة) يبحث عن (ابو ستة) ولا عجب لانها التسجيلات..!!
* تخريمة ثانية: الانفعال الذي تعامل به العجوز كلتشي (اب قلباً ميت 1) مع اعضاء الادارة الذين تواجدوا معه في مكاتب الاتحاد لا ولن يكون سوى البروفات او المناظر التي تسبق الفيلم.. وياما نشوف.. (وبكرة نقعد جنب الـ... ونسمع الـ...)..!!
* تخريمة ثالثة: تعاقد المريخ مع ثلاثة حراس مرمى دفعة واحدة يحمل معه العديد من الاشارات السالبة التي تؤكد ان الفوضى هي سيدة الموقف.. وتاني ح نجي بعد نهاية التسجيلات لنشكو من زحمة في خانات هامشية ونقص في خانات اكثر اهمية..!!
نتابع يوميا السخف والضحك على الدقون التسجيلات على قناة الملاعب الرياضية . والله والله هذا الشي لا يحصل الا في السودان ..
على كل حال نلوك الصبر حتى نرى فترة الانتقالات القادمة ونري جل هؤلاء الاعبين يغادرون الكشوف مرة اخرى ..
اما قصة ابوسبعة وابو ستة وابو عشرين فهذه هي حكاية اخرى ..