قوالب رياضية
مسنودين بالخير

عبدالحي ابوزيد - الرياض

* خمسة وخميسة على الهلال كما يقول اخواننا المصريين .. فهو يأتي دائما ليقبع في القلوب .. ويتوغل في الحناجر ويبعث الاهات .. ويسكب الامتاع في النفوس .. لم يخالجني الشك ان الهلال سيكون على الموعد الذي يريد ومباراة الخرطوم كانت المحك الحقيقي للاعبي الهلال وهم يتصيدون هذه الفرقة باهداف غاية في الروعة والجمال .
* هدف مبكر لكنه كان لقاح الابداع والامتاع ودرسا قاسيا لمن يحاول ان يهز عرش الهلال الذي يقدم هذه الايام السهل الممتنع .. وقد جسدت المباراة ايضا ان لاعبي الهلال على قدر التحدي وقد دفع الخرطوم ثمن تجرأه بالهدف الغفلة الذي اتاح لهم الانكماش لمنطقتهم الدفاعية ليحاصرهم الهلال وتتطاير الفرص من امام مهاجميه من كل الجهات ..
* شوط اللقاء الثاني عرف الهلال مكامن الضعف في فرقة الخرطوم فترجمت الفرص بعد التركيز من المهاجمين بوابل من الاهداف وقد نطق كل هدف جملة من الجمال الذي اطرب الجمهور الحاضر والذين كانوا على ثقة مفرطة في لاعبيهم فواصلوا التشجيع رغم تأخر الهلال بهدف في الشوط الاول.
* في كل يوم يؤكد القائد هيثم مصطفي انه فريد عصره لما يمثله من ثقل في فرقة الهلال العاتية .. فهذا اللاعب يقدم ادوارا تزيد لمعانه وقوة شخصيته وحبه العارم للهلال .. فقد مانت له كلمته بين الشوطين فاستجاب له اللاعبين وكانوا عند الوعد الصادق بتلك الخماسية التي حفزت النفوس وتنوعت فيها الاساليب وكان فيها الهجوم حاضرا بقيادة كاريكا وسادومبا ..
* ورغم الفوز العريض تبقى هناك عيوب في المناطق الخلفية التي يجتهد فيها سامي وخليفة ومساوي والمعز محجوب في التعامل مع الكرات العرضية وهي من اخطر الكرات التي تواجه دفاعات الفرق ان لم يحسن المدافعين التعامل معها بتركيز .. فيبدو ان الارهاق قد اخذ موضعا في جسد خليفه الذي هبط مستواه في هذه المباراة .
* ضياع الفرص مازالت قائمة ومازالت تعاند مهاجمي الهلال فقد برزت الكثير من الفرص لكن المهاجمين لم يتعاملوا معها بشكل جيد وهذا واحدة من مؤرقات جمهور الهلال فكرة القدم متعتها في الاهداف التي تثير الجماهير وتطربها وتعزف من خلالها اجمل الالحان في التشجيع والمؤازرة وعلى المدرب ميشو ان يعالج هذه الظاهرة .. فالهلال لن يكتمل روعته الا في قدرته على اجادة التهديف من كافة الجوانب خاصة وانه يمتلك مهاجمين يعتبرون الافضل في السودان .
* نعلم ان علاء الدين يوسف من اكثر اللاعبين حماسا واخلاصا في هذه الفرقة وهذا ما يكلفه دائما نيل البطاقات في السابق لكنه في هذا الموسم قد اقل كثيرا من انفعالاته وقلت بذلك الكروت التي كان ينالها عند ابسط احتكاك وقد استبشرنا خيرا بعد الاستقرار الذهني والنفسي لهذا اللاعب لكنه امس الاول مع مباراة الخرطوم اعاد الذكريات الاليمة .. وليعلم علاء انه لاعب كبير له وزنه في الفرقة وان حوجة الهلال له في هذا المنعطف الذي يواجه فيها الكثير من الجبهات يحتاج منه ان يكون شريكا واعيا في القيادة وان لايكترث لاستفزازات لاعبي الفرق الاخرى الذين يستغلون نقطة ضعفه في هذا الجانب .
* يحتاج لاعبي الهلال خلال هذه الفترة الي التحفيز من الاعلام الرياضي والابتعاد عن نقد اللاعبين الذي له تأثير مباشر على نفسياتهم فاي لاعب معرض لتدني المستوى في لحظات من خلال المباريات والهلال يخوض في هذه الفترة مباريات كبيرة ومتواصلة قد يتأثر بها عامل اللياقة والارهاق ولكل انسان طاقة ..
* جمهور الهلال وضح انه لايحتاج ان نحفزه او ندعوه للملاعب وهو يؤدي واجبه على اكمل وجه بل انه يضرب المثال الطيب في التشجيع .. كما انه متفرد في عطائه وحبه للكيان مما جعل الاعلام الرياضي والعربي والافريقي يشيد به لانه يقف مع لاعبيه في كل الاوقات عند الانتصار والعزيمة وهذا لعمرى هو قمة الوفاء .
*يحلم الاتحاد الليبي ان يتخطى حاجز الهلال العالى ادراكا منه بقوة الهلال السوداني الذي اصبح احد اركان الفرق الافريقية واصبح له سمعته الداوية وهو المرشح ان يكون احد فرسان النهائي في الكونفدرالية . ومن حق الفريق الليبي ان يكون له طموح مماثل .. لكنه سيواجه فريقا عنيدا وشرسا لجمهوره الكلمة في كل المواقع عندما تحتدم صراع المواجهات هنا في مقبرة الخصوم .
* مطلوب من لاعبي الهلال ان لايستجيبوا للضغوط الاعلامية وان يبتعدوا خلال هذه الفترة عن الاعلام وتأثيراته وانه ينصب تفكيرهم وعملهم الدؤوب في كيفية تخطي حاجز التيحة الذي يعتبر من اصعب الفرق التي سيواجهها الهلال في هذه البطولة .. فالفرقة التي استطاعت ان تكسب مبارياتها خارج الارض لهي جديرة بالتقدير والاحترام .. ومن هنا لابد من التعامل الخاص مع هذا الفريق المتوثب والطموح ودراسته وقفل مفاتيح عناصره المؤثرة وان يكون اللعب بتوازن وهدوء . ونسأل الله التوفيق لهلالنا العظيم