• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
مهدي ابراهيم

حادثة سرقة (الذهب) والإسكافي (الذكي)

مهدي ابراهيم

 1  0  3990
مهدي ابراهيم


mhadihussain@gmail.com


قبل عقود من الزمان صحت العاصمة برلين علي مفاجاة صادمة فقد تمت سرقة البلدية وأعتقل عمدتها .كانت الرواية تجمع مابين الذكاء والطرافة ..فقد كان بطلها إسكافي فقير .ألف حياة السجون .وصار صديقا لها .وباتت حياته أقرب للمتوالية ..إفراج وأيداع ..فكان كل مايخرج من السجن لا يلبث يسيرا الا ويعود اليه غافلا .وصار مشهورا بين الناس بإجرامه يفتقد للأمان (المجتمعي) الذي يجعله (منتجا) وصالحا ..وكان الإسكافي علي حاله يمتلك من الذكاء والخيال الخصب ما كان بمقدوره بهما ان ينتج غير الذي ينتج لو أنه استوطن بئية غير ذات البئية خلاصة الرواية انه إستغل طوله وقوامه فأرتدي بزة الحرس الإمبراطوري برتبتها وإستعار جاويشا كان بقرب حمام السباحة جنوده بأمر أمبراطوري اذعن له الجاويش طائعا ومسلما ..ومن فوره إقتحم الضابط البلدية وترك الجنود علي الابواب واعتقل عمدتها بأمر امبراطوري .ثم توجه الي الخزنة فسلم له صااحبها عهدته ..فأقر الضابط بالتسليم والتسلم..ثم مالبث الضابط ان استولي علي النقود في كنف البوليس وركب القطار واختفي عن الانظار ..تاركا العمدة واركان حربه محبوسين داخل الدار لايستطيعون خروجا وقد أقام عليهم الحراسة ..تصاعدت الأمور وتسارعت البرقيات ..فقد أجبر الاسكافي عمدة البلدية علي الاستقالة واستقال معه الاعضاء هربا من الفضيحة والغفلة الكبري .حتي القاضي في يوم محكمته بات حرجا امام ذلك الجمهور الكثيف الذي بات مشايعا للاسكافي ومعجبا بسلوكه وذكائه في التمثيل والتخطيط والاقتحام ..وبعد شئ من التردد حكمت المحكمة علي الاسكافي بأربعة سنوات ..جعلت من محبسه مزارا للرجل الذي سرق البلدية في كنف البوليس ..
وغير بعيد عن مناسبة الاشياء ما حدث في أمدرمان في حادثة الذهب ..تفاصيل الرواية أحبكت فصولها بكثير من السبك والإتقان ..وفي كنف البوليس ..فقد نجحت الخطة بذلك التخطيط المتقن .لكن خيط صغيرا قد جعل الإمور تعود للمربع الاول إخفاقا في الختام والنهاية ...لكن الناس قد دهشوا حقا أمام تلك الجرأة في التخطيط والتنفيذ التي جعلتهم يأمنون الجانب فيشرعون في السرقة والاقتحام والاستيلاء علي الذهب والنقود .وسط السوق .
ومع تطور العصر أضحت للجريمة فنون عديدة ..قد تدهش حقا ..بفعل ذلك التجديد الذي يبدو نشازا عن ما ألف الناس من طرق بالية وشابوا عليها .فمنظر المجرم بطريقته المعتادة في الاجرام بات مالوفا كما قلنا وبات لايدهش ولايثير عجبا أو استفهاما ..لكن تلك ا.لمواكبة في التخطيط العصري كانت محفزة للناس للوقوف عندها .فقد تم تداولها كثيرا بشئ من المتابعة والدهشة والإعجاب ..
وامام واقع الحال تبدو الصورة لإستحداث كل فنون جديدة للإجرام متاحة ..فالعالم أضحي عبارة عن قرية صغيرة وذلك يسهل حتما المتابعة والتقليد والتخطيط..فقد تفوق أولئك في التخطيط والتنفيذ بجدارة وتفوقت الشرطة في النهاية بذات الجدارة في كشف الطلاسم والوصول الي الجناة في زمن وجيز فأحالوا الرواية علي ذكاء المجرمين الي ذكاء لإفرادهم في التخطيط والمعلومة وسرعة الوصول الي الجناة فإستحقوا الذكاءالمقتدر والإنجاز المنتظر ..
يقيناا لن تقف الجرائم عند ذلك فهي لاتزال كل يوم في إستحداث وتطور بتجدد العصور وتنوع الجريمة ..لكن ذلك التطور الإجرامي لابد ان يستتبعه تطور لمكافحتها بذات تطورها في التخطيط والتنفيذ ..فقد كانت جريمة أم درمان (دخيلة) الي الحد الذي لم نعد نفرق فيه إعجابا مابين تلك الجرأة في التنفيذ ومابين السرعة في الإنجاز ...لكن (الثقة) في السلطات أعادت الإمور الي نصابها ماجعل الجنوب تطمئن الي المضاجع أمانا باليقظة ولتطور المطلوب ..

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : مهدي ابراهيم
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    حسنكو... 01-14-2016 09:0
    مقارنه رائعة ومفردات مدهشة في صياغة الموضوع ...
    تدل علي ثقافة الكاتب ...
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019