Mhadihussaingmail.com ..


في منتصف التسعينات حقق المدرب الالماني هورست حينها مالم يحققه مدرب غيره للمريخ من حيث الأداء والنتيجة والشكل الجميل الذي جعل للفريق طعما ومذاقا موصوفا به ..وكعادة أولئك الناجحين ..فأنهم دائما يبنو شروطهم وفقا للأداء والشكل المتوقع والنتائج الملموسة في التجديد والتعاقد ..بعض اداريئ المريخ ساعتها فشلوا تماما في الوصول لصيغة يتراضي عليها الطرفين بفعل النظرة الادارية القاصرة التي تري في شروط المدرب الواقعية اوامر تستحق الرفض ..بعضهم صرح للإعلام بان الألماني يلوي أيديهم بما حققه مع الفريق .لذلك يعتمد علي السمعة الطيبة من جمهورنا في الأبتزاز والإملاء علينا ..وبعضهم فتح الله عليه بتصريح مفاده فليذهب هورست وليبقي المريخ ..بالطبع مضي المدرب الالماني لحال سبيله مأسوفا عليه ..وبات التباكي علي ضياعه نغمة لكل الجماهير الذين يجترون مع عهده كل الزكريات الحلوة بأنجازها ونجومها وشكلهم المميز ..
وغير بعيد عن مناسبة الأشياء ما نشاهده من سيناريو بات أقرب للتكرار . مع الفرنسي غارزيتو ...ومن عجب ان الأداريين هم ذاتهم وان تغيرت الأسماء الا ان ذات الفكر هو المسيطر في التخبط وارتجالية المواقف التي تدفع بالجميع للهرب منها نفادا بالجلد بعيدا عن التقييم الحقيقي الذي يجعل من العطاء متواصلا بذات الجهد في التشكيل والأداء والتحاكم للأنجاز ..
أزمة غارزيتو هي أقرب في المقارنة لأزمة هورست وان تعددت السنوات واختلفت الأسماء ..فالفكر العام هو المسيطر بذات التقييم للخبرة الأجنبية في الشروط والتطفيش ..ماحققه الفرنسي لا ينكره أحد ..فقد صنع فريقا أوشك الأخفاق أن يجبر رئيسه علي الإستقالة المبكرة ..لكن الفرنسي حفظ ماء وجه الجميع ..وأعاد للفريق أسمه وهيبته المفقودة ..بعد أن دك الأرض مجندلا خصومه بأسمائهم وألقابهم المشهودة .فأضحي الفريق ماردا يرهب الجميع أسما ويمتعهم مظهرا وأداء ..فبات قريبا من اللقب ..تنبوءا وواقعا .من المراقبين وجمهرة المحللين نظرا لأختلاف شكل الفريق مذاقا وأداءا ..
لذا ليس غريبا ان يفخر الفرنسي بأنجازه ..فقد حقق لنفسه وفريقه فخرا يشار له بالبنان ..من حقه ايضا وقد ارتفعت أسهمه ان يطلب ما يشاء طالما اننا نتحاكم للأداء والأنجاز ..ففيهما التقييم الحقيقي ..في الشرط والجزاء ..لكن ان نخلق بيننا والمدرب جفوة بذلك ..وان نستبق التصريحات للاعلام نعوتا للمدرب بكل ماهو مخل بالعهود .فتالك لعمري هي الطامة ..ما اسهل ان يمضي المدرب لشأنه .فقد استفاد منا وصنع لنفسه اسما وتسويقا ولن يعدم ان يجد له ناديا يحقق له طموحه وشروطه ..يقينا لم ننتصر علي غارزيتو بأبعاده ..ولن نخدع انفسنا وجمهورنا بأبتزازه وشروطه ..فقد بات الجمهور يدرك ابعاد المؤامرة ..فقد فعلتها الادارة مع هورست ..وذات المدرب يرفض العودة أخري بفعل ذلك الوداع المجحف .وهاهو غارزيتو يمضي ولن يعود مجددا ..فقد أستبدلوا صورته الزاهية بأخري تدمغه بشتي المثالب والمعايب ..وها هو يمضي وقد خلف وراءه كل الأداء الجميل والفريق ذو النكهة المميزة التي كان يستمتع بها الجمهور وهو يجندل خصومه ..
لن نرجم قطعا بالغيب ..ولكن لن يعود مريخ غارزيتو أخري كما لم يعد مريخ هورست بعد ذهابه وغياب بصماته ..ربما كان منطق الادارة ان الفريق سيمضي بغيرهم في وجود كل النجوم ..لكن وقائع التجارب ربما تثبت حتما خطل تلك النظرة القاصرة التي ربما تري في ابعاد المدرب انتصارا لها بعيدا عن إملاءات الشروط وتعجيزها ..