شخصياً لا أمل ولا (أزهج) من ترديد قصة نشأة وتأسيس نادي الهلال ، فهو لم يتأسس لممارسة المناشط الرياضية فقط ، وإنما الهدف والغرض في المقام الأول كان لمحاربة ومناهضة المستعمر البغيض متى ما تعرّض نادي الخريجين لمداهمات البوليس السري وسيطرته عليه ، والهلال في المقام الأول أيضاً نادي للتربية الأخلاقية قبل البدنية لذا نجد مجتمع الهلال دوماً سعيد ومبتهج بشعار النادي: (الله ــ الوطن ــ الهلال) وهو شعار لم يأتْ عن فراغ بقدر ماهو شعار مُستنبط ومُستمد من تجارب المجتمع الأزرق وما أكثرها وما أبهاها وأجملها وأجلاها وهي ما ميّزت نادينا عن الأندية الأخرى التي عندما عجزت عن إقتفاء أثره ومسايرته كتفاً إلي كتف إرتضت ــ وهي صاغرة ــ أن تكون ظلاً له ومكتفية بالمثل القائل: من طرف الملوك نلوك!.
وأمس الأول ، أبى لاعب الفريق الجديد ولاء الدين محمد عبدالله إلاّ أن يُرسِّخ من هذا الإرث الباذخ ورفيع الشرف بقيامه وبرفقة خاله لاعب الهلال السابق صالح سنار بزيارة والدة الراحل المقيم والي الدين لمعاودتها والإطمئنان على صحتها ولأخذ الإذن منها بإرتداء القميص رقم (9) الذي قامت مجالس إدارات الهلال الني تعاقبت على دست الإدارة منذ وفاة اللاعب الخلوق في 15 مايو 2001 بتعليقه وعدم التعامل معه تخليداً وتقديراً لذكراه ووفاءاً من نادي الهلال للاعب فلتة قدّم للنادي الكثير طوال مشوار حياته القصيرة والعامرة ، ومبادرة الموهوب ولاء الدين بالتأكيد غير مسبوقة وتنُّم عن شخصية لاعب مُشبّع بالصفات الإنسانية وباخلاق الفاضلة الحميدة والتربية السليمة والسويّة والبيئة الصالحة ، وكيف لا يكون ولاء الدين بهذه الصفات الجميلة وخاله هو اللاعب الخلوق والمهذّب صالح سنار الذي كان أنموذجاً للاعب المُنضبط والمثابر والمُترع بكل ماهو إنساني ونبيل وأصيل ، وكان لاعب المدربين الأول سواء في الهلال أو المنتخب الوطني ، وأذكر جيداً الرأي الإيجابي لمدرب المنتخب الوطني الأسبق البولندي وازاريك في حوار أجريته معه بطيبة الذكر شاهد العصر عام 2003 عندما قال أن صالح سنار هو اللاعب رقم واحد في كرة السودان وقتها ، ووصف قدراته بقدرات (الحصان الجامح والقوي) الذي يستطيع الظفر بالسباق وتخطي منافسيه بكل سهولة ويسر ، كما لا أنسى إعجاب الصحفي المريخي الراحل الأستاذ صلاح سعيد ــ رحمه الله وغفر ذنوبه ــ باللاعب صالح سنار وأداؤه الرجولي في الملعب خاصة في مواجهات القمة ، وقد عبّر الزميل الراحل صلاح سعيد للاعب صالح عن إعجابه به وجهاً لوجه عندما حضر الأخير لمباني صحيفة (المشاهد) برفقة زملائه اللاعبين يوم أن أقامت حفلاً ترفيهياً تكريماً للمنتخب وقبل 48 ساعة من موعد مباراة مهمة وثأرية أمام منتخب بنين والتي كسبها منتخبنا بثلاثية نظيفة أجبرت المدرب غارزيتو علي الحضور نهار اليوم التالي لدار شاهد العصر وبحوزته (تورتة) ضخمة للإحتفال معها بالنصر التأريخي والغالي! ، وعفواً ومعذرة إن خرجت قليلاً عن نص موضوعي ، لكنها ذكريات أردتُ عكسها حتى يعرف كل هلالي البيئة التي خرج منها لاعب المستقبل ولاء الدين والذي يُبشِّر بميلاد والي الدين جديد في نادي التربية والأخلاق والقيم الفاضلة.
إنني ومن خلال خبرتي الصحفية التي إكتسبتها من سنوات عملي الميدانية أستطيع التأكيد على أن فريق الهلال كسب لاعباً محترماُ ومغموسا في بحر إحترام الذات والغير قبل أن يكسب لاعباً مهارياً وصاحب إمكانات كروية ، وقد دخل قلوب حماهير النادي ليس بموقفه بزيارة أسرة اللاعب الراحل والي الدين ، وإنما برفضه حتى بمساومة كلمته التي منحها للنادي الأزرق رغم الإغراءات التي حاول بها رئيس المريخ السابق تغيير وجهته من شمال العرضة لجنوبها ، وفد أثبت ولاء الدين ان الدنيا ازالت بخير وإن (كلمة الرجال) لا يمكن بيعها كما باعها غيره بحفنة من الجنيهات التي قد تسمن وتُغني من جوعٍ ولكن مؤقتاً وستتلاشى وتزول ولو بعد حين فيصبح صاحبها مسياً منسياً ويذهب لمتحف التأريخ ولا يتذكره أحد إلاّ لضرب الأمثال القبيحة وغير المُشرِّفة! ، وليفخر الهلال بولاء ، وليفخر هو أيضاً بالإنضمام لنادي التربية والأخلاق الفاضلة والحميدة.
(خارج النص .. داخل البص):ــ
الإستقبال الكبير الذي وجده أمس رئيس الهلال المنتخب أشرف سيد أحمد الكاردينال بعد عودته من رحلته الخارجية ماهو إلاّ رسالة لخفافيش الظلام التي تسعى جاهدة لحل المجلس والإتيان بآخر مُعيّن في مكانه بغرض تعطيل مشاريع التنمية المجتاحة الآن ساحة النادي الأزرق وأعني هنا مشروع بناء ملعب الجوهرة الزرقاء والذي ظن خصوم الرجل أنه مجرد (جعجعة) إنتخابية ستذهب لحال سبيلها كما يذهب الزبد جفاءاً ، لكن جن جنونهم وإرتعدت فرائصهم وهم يرون بأعينهم مشروع الرجل يتحوّل لحقيقة فكان أن أعلنوا الحرب من جانبهم وعن طريق قذر الطرق وأخط الوسائل لدرجة إتهامه بسرقة مواد بناء هو منْ أتى بها من حُر ماله ، وعندما فشلت المحاولة الوضيعة إستغلوا فرار المجلس القوي والمؤيد من القاعدة الهلالية بالإنسحاب من الدوري الممتاز رفضاً لفساد القانون الذي تم تطويعه لسرقة عرق الفرق الضعيفة لصالح المريخ بعد أن فقد (الأمل) في إحراز لقب البطولة بعد خمسة هزائم (حارة) ومُرّة تجرعها داخل الملعب ، تحالف هؤلاء مع أعداء الهلال وباتوا يهاتون ويحلمون بتدخل النظام الحاكم ويقوم بحل مجلس إدارة نادي الهلال المنتخب ديمقراطياً من جمعيته العمومية حتى تتعطّل وتتوقّف مشاريع النهضة العمرانية وبناء فريق قوي يُشرِّف الهلال في البطولة الأفريقية للموسم الجديد 2016 ، ولكن هيهات ، فقد اعلنت الجماهير الزرقاء أن ديمقراطية ناديها دونها المهج والأرواح وأنها مُستعدة للتضحية بالغالي والنفيس للدفاع عن الرجل الذي بدأ يحوِّل أحلامها لحقيقة تمشي على قدمين ، وفي رؤيتها لملعب الجوهرة الزرقاء كتحفة باهرة ومُشعة تسر أعين الأعداء قبل الأصدقاء ، واعتقد أن الرسالة قد وصلت للدولة وللنظام الحاكم خاصةً وهو مشغول بالحوار الوطني الهادف ــ كما يقولون ــ لجمع صف أبناء الوطن في هذا التوقيت الحساس!.
شكراً جمهور الهلال الرائع والوفي والمُخلِص وأنت تقدم في مشرق شمس كل يوم جديد الدروس والعًبر لأولئك الذين لا يرون في الهلال شيئاً جميلاً ، وماشين في السِكّة نمد من سيرتك للجايين!.
فجر أخير
كلكم مِلّة مجرمة .. والبلد في البيكرما .. في الغلابة المُنظّمة .. في نقابات مُصادمة .. أو جماعات مقاومة .. من خصوم المساومة .. وللأ حزاب مُنظّمة .. سُلطة الفرد تهدما .. من دروباً تقدما .. والديمقراطي أسلما .. ضعبنا وفارس الحِمى .. ينفرد بيم لاحما!.
