• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
عبد اللطيف الهادي

بالقانون لا الجودية يا أعضاء البرلمان

عبد اللطيف الهادي

 0  0  10495
عبد اللطيف الهادي


أكثر ما أدهشني وأثار إستغرابي وحيرتي تجاهل برلمان الشعب للأزمات الخانقة الممسكة بتلاليب الشعب الأغبش التي لا تُحصى ولا تُعد والتي كان مفترضاً أن تكون لها الأولوية في محضر المناقشات والمداولات وفي أجندة السادة النواب الذين إختارهم مواطني دوائرهم الجغرافية والفئوية ليمثلوهم وللإنابة عنهم في إيجاد الحلول لقضاياهم والمشاكل المتزايدة في حرك حياتهم اليومية ، بدلاً عن طرح مثل هذه القضايا الكبيرة إختار البرلمان بواسطة دائرة الشباب والرياضة فيه مناقشة أزمة الموسم الكروية الاشبة بين الإتحاد العام لكرة القدم وأندية الهلال والأمل والميرغني كسلا ، ومبعث حيرتي ليس في مناقشة البرلمان للأزمة بإعتبار أن الهلال لوحده يثمِّل شريحة جماهيرية ضخمة تتضاءل أمامها جماهيرية كافة أحزاب الوطن مجتمعة ، مبعث الحيرة في أن البرلمان إختار أن يلعب دور الأجاويد والوسيط لحل أزمة قانونية بحتة تم فيها وببرود إنجليزي إغتيال القانون نفسه وبدمٍ بارد كمان!.
والبرلمان أو مجلس النواب يأتي في ترتيب هرم الدولة في المرتبة الثانية بعد الجهاز التنفيذي (الحكومة) ، وهو الرقيب عليها والمسؤول الأول والأخير عن سن الدساتير والقوانين ، وطالما إرتضى بالتدخل طواعية لحل قضية الموسم الكروية كان حرياً به ولزاماً عليه إستعمال سًلطاته وصلاحياته في حلها بالقانون لا الجودية ، فالقضية مبتدأها ومنتهاها خرق لجنة الإستئنافات ــ أحد أزرع الإتحاد العام المُساعدة ــ للقانون الحاكمة والضابطة لإيقاع لعبة كرة القدم ، حتى الإتحاد العام لكرة القدم المسؤول عن تسيير النشاط الكروي خرق دستوره بإجرائه تعديل علي اللجنة الإستئنافية نفسها بإحلال عناصر (أثناء) الموسم لا نهايته كما أفتت بذلك المادة (55) من نظامه الأساسي ، كنت أتوقّع ــ كما حال الكثيرين في الوسط الرياضي ــ أن تطلب دائرة الشباب والرياضة بالبرلمان عن طريق وزارة الشباب والرياضة الإتحادية من الإتحاد العام ومن لجنة الإستئنافات ومن مفوضية هيئات الشباب والرياضة مدًها بكل المستندات والحيثيات التي قادت لإنفجار الوضع ودخوله نفقاً مظلماً إضطر معه البرلمان نفسه للتدخل عسى ولعل أن يفلح في إيجاد بؤرة ضوء تقود الجميع للخروج منه بلا ضرر أو ضرار ، لكن بكل أسف غض برلمان الشعب طرفه عن أصل الأزمة وتفرّغ للعب دور حمامة السلام وإجتهاد بعض نوّابه في (الطبطبة) والتربيت علي أكتاف المُتنازعين قانوناً مما أعطى إنطباعاً (شعبياً) سالباً خاصة من جانب جماهير الهلال والأمل والميرغني بإنحيازه للطرف المسنود ظلماً من الإتحاد العام ولجنته الإستئنافية ومفوضية هيئات الشباب والرياضة الإتحادية ، قفز البرلمان (موطن ميلاد الدساتير والقوانين) من مناقشة الأزمة من جميع وجهها القانونية وكشف المستور والمخبوء للنزول و(التوهط) في محراب (باركوها عليكم الله يا جماعة) ، والغريب والعجيب أن دائرة الشباب والرياضية بالبرلمان المتابعة للأزمة بحكم تخصصها وبحكم تكوينها لم تُكلِّف نفسها مجرد السؤال عن السر الذي جعل الإتحاد العام لكرة القدم يستجيب وبلا تردد لطلب البرلمان بتأجيل مباراتي البقاء والصعود للدرجة الممتازة بين فريقي الأمل والنيل شندي بينما رفض ذات الطلب بلجنة المساعي الحميدة التي كوّنها وزير الشباب والرياضة الإتحادي! ، لِم لمْ تتوقف لجنة الرياضة بالبرلمان عن التنازل المفاجئ للإتحاد العام عن شعاره (الصارخ) القائم علي عدم السماح لأي (جسم حكومي) من التدخل في شؤونه الفنية المحية بالإتحاد الدولي لكرة القدم؟ وعلام لم تقم اللجنة البرلمانية بـ(دراسة التنازل الظاهرة) إستجابة لرغبة البرلمان ــ طوعاً أو خوفاً ــ ورفضه لرجاء لجنة المساعي الحميدة المزوّنة (حكومياً) من وزارة الشباب والرياضة؟ ، هي أسئلة شروعة من بعض المواطنين الرياضيين المتابعين والمراقبين للأوضاع منذ تفجّر الأزمة الخانقة يودون ويتعشّمون في إيجاد إجابات لها في أقرب سانحة زمنية ممكنة!.
وحقيقة فقد فجعت شخصياً أيما فاجعة في الإنحناءة الكبيرة وغير المسبوقة التي قام بها الإتحاد وهو يسمح لجسم حكومي بالتدخل في شأنٍ فني بحت وهو الذي يصدع رؤوسنا بـ(حاكميته) للعبة والتي دونها خرط القتاد ، وأنه متى ما تم التدخل الحكومي فإن لا خيار أمامه سوى وضع الأمر علي طاولة الفيفا لأتخاذ ما تراه هي مناسباً حتى لو كان (الكاسب) هذا تعليق مشاركة كرة السودان الخارجية إقليمياً وقارياً ودولياً! ، ولا أدري ماذا سيكون موقف الفيفا نفسها فى ما عرفت وعلمت بموافقة الإتحاد علي تدخل جسم حكومي في شأن فني بحت؟! ، وطالما إختار الإتحاد هذا التنازل بالتدخل الحكومي في أموره الفنية فليستعد للمزيد من التنازلات في قادم (الأزمات) وعليه أن لا (يجعجع) مستقبلاً بحاكميته الهلامية التي وضح أنه يرهب بها الضعاف الخائفون علي (مراسيهم) السلطوية لا إقامة العدل وترسيخه بين أهل الوسط الرياضي!.
إن فرصة شيوع العدل وإنصاف الأندية الثلاثة المُتظلّمة ما زالت بيد لجنة الرياضة بالبرلمان وبيد البرلمان نفسه ، وعلي البرلمان (التنازل) عن محاولته معالجة قضية الموسم الكروية بالجودية والوساطة وليعمل علي حلِّها وحسمها بالقانون الرياضي حتى لا يتكرر ذات المشهد ونفس السيناريو في قادم المواعيد ، والعلاج بروشتة العدل والإنصاف هو المطلوب والمرجو والمنتظر ، أما بدون ذلك فهو تكريس لثقافة قانون المرأة المخزومية!.
فجر أخير
يللا .. يللا غنّوا ، ولا تضنّوا .. عنّوا للباسق كأنو شيّل تميراتاً تكنّو .. رغم إنو .. المطور ما ترّو عنّو .. والرياح ما ريّحنو .. الحُجار الفي قلوبن لندهش للحتحتنّو .. وحين نصنقِّع للمعلّقْ ده اللوامين وهطنّو! .. فوق جريداً مو مفرّقْ لمّة الزافين يهنّو .. التقول لا طير جاءؤ حلّق ، لا إيديات لقْطنّو!!.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبد اللطيف الهادي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019