لم نكن نتوقع أن يصل تفلت بعض الجماهير المريخية إلى حد التظاهر أمام مباني اتحاد الكرة ورفع لافتات تحمل شعارات تدعو إلى العنف والتطرف وتهدد أكبر مؤسسة رياضية في البلاد كما حدث بالأمس على خلفية رفض شكاوى المريخ ضد الأمل وهلال كادوقلي.
اعتقلت شرطة مكافحة الشغب 24 مشجعا مريخيا قبل أن يتم الإفراج عنهم بكفالة بعد تهديدهم بإثارة شغب امام مباني اتحاد الكرة .
واقعة الأمس تعد سابقة خطيرة لأن الأمر تطور من رمي قارورات وشماريخ إلى حد التحريض على العنف وإدخال شعارات مثل بورسعيد وداعش وهو لعمرى يعد الخطورة بذات نفسها.
الرياضة تبقى رياضة واي محاولة لجرها إلى فتنة وإدخال شعارات طائفية لابد أن يقابل بحزم وحسم في نفس الوقت حتى لا يتطور الأمر إلى مالايحمد عقباه.
التحريض الذي حدث من الصحف الحمراء بالامس للجماهير كان سببا مباشرا في حالة التفلت والشغب التي حدثت امام مباني اتحاد الكرة .
الموسم الحالي كان شاهدا على العديد من حالات التفلت من الجماهير الحمراء التي سبق لها النزول إلى أرضية الملعب في مباراتين بالدوري أمام مريخ الفاشر وهلال الأبيض .
إذا كان نادي المريخ يعتقد أنه أكبر من القانون والعقوبات فتلك ستكون طامة كبرى لأن من سيدفع الثمن في النهاية هذه الفئة من الجماهير التي تم اعتقالها بالامس في قسم شرطة الامتداد.
ما وصلنا إليه هو نتيجة طبيعية بسبب التعصب الاعمى الذي بات يغلف المحيط الرياضي في ظل غياب اليد التي تضرب بيد من حديد لكل من يتجاوز الحدود.
ملاعبنا على مدى تاريخها لم تصل إلى هذه المرحلة الخطيرة من التجاوزات ولم يكن أي موقف يتعدى حدود المناكفات.
من يشاهد هذه التظاهرات واللافتات قد يعتقد أن السلطات أغلقت نادي الغريم التقليدي اوانزلته للدرجة الرابعة وليس بسبب رفض شكوى في نتيجة مباراة.
أخطر مافي الأمر هو بعض الكلمات التي كتبت في اللافتات والتي حملت شعار نادي المريخ وهي في اعتقادي المنعطف الاخطر الذي لابد أن تتم مقابلته بإجراءات وقرارات صارمة حتى تكون هذه الفئة عبرة لأي شخص يتجاوز الحدود.
هذه السابقة اذا لم تجد يدا من حديد تضربها وتوقفها عند حدها فحتما انه ستتطور إلى ما هو اخطر وتتحول إلى دماء في الملاعب.
محاولة إرهاب اتحاد الكرة عبر هذه الممارسات مرفوض تماما وفيه إساءة كبيرة لناد كبير بحجم المريخ الذي يفترض أن يكون مؤسسة تربوية وليس إرهابية.
مايدعو للاستغراب هو مواصلة الإدارة المريخية اقحام الهلال في قضاياها مع اتحاد الكرة بعد أن تكرر اسم الهلال لأكثر من مرة في البيان الهزيل الذي أصدرته الإدارة الحمراء.
أمر مستغرب فعلا إلا إذا كانت إدارة الغريم التقليدي تقصد هلال الرمال الذي هزم المريخ في آخر جولة بالممتاز أو هلال كادوقلي الذي فرض عليهم التعادل.
ننتظر من إدارة الهلال ردا قاسيا على هذا التجاوز الصريح الذي يؤكد حالة من السقوط الإداري الكبير ..فالهلال ليس شماعة ليعلقوا عليها فشلهم الإداري والفني .
الفريق الهلالي في مهمة أمام سموحة سننتظر لإنجازها أولا على اكمل وجه ومن التفرغ للقضايا المحلية الشائكة وحسم لقب الممتاز المنتظر .