الاعداد النفسي في كرة القدم بات لايقل اهمية عن التحضير البدني , وعادة ما يلعب الجهاز الاداري الدور المؤثر في اعداد اللاعبين نفسيا قبل اي مباراة او بطولة , ومن هنا تكون تصريحات ادارة النادي محسوبة ودقيقة خاصة عندما يكون الفريق امام مرحلة مفصلية .
في تصريحاته للاذاعة الرياضية اسهب رئيس الهلال اشرف الكاردينال في تمجيد الفريق بدرجة كبيرة , لم يترك كلمة مدح او ثناء الا وقلها وهو امر لايتناسب مع شخصية قيادية يفترض ان يعرف ان هذه التصريحات في كثير من الاحيان تاتي بنتائجا عكسية .
التجارب السابقة علمتنا ان الهلال عندما يدخل اي مباراة ولاعبيه حصلوا على الثناء والمديح قبلها فانه سيخسر واعتقد ان تجربة المغرب التطواني كانت خير برهان بعد ان خسرها الفريق في ارضه ليس بسبب علو كعب الفريق المغربي ولكن بداعي استسهال اللاعبين للمواجهة .
كرة القدم لا تعرف العواطف وعندما تحدثنا من فترة اننا يجب ان نرفع شعار ( الهلال غير مرشح للقب ) كنا نقصد اهمية الحرب النفسية وضرورة ابعاد اللاعبين عن الضغوطات .
الاجواء الحالية قبل مباراة سموحة ليست في مصلحة الهلال , والسير في خط تضخيم انتصار الفريق على مازيمبي قد يدفع ثمنه الفريق الازرق في لقاء سموحة , ولذلك كان من الافضل التركيز على نقطة ان الهلال لم يتاهل بعد عندما يكون هنالك اي حديث يتعلق بنصف النهائي .
هذه المبادرة لابد ان تاتي من رئيس النادي نفسه الذي يجب ان يكون حكيما في تصريحاته ويرسل رسائل الى لاعبيه بان المهمة لازالت صعبة وان الفريق لم يتاهل بعد والمطلوب منهم كثير حتى لا يستسهلوا لقاء الجولة الاخيرة امام الفريق المصري .
رئيس النادي هو القائد وتصريحاته دائما لابد ان تكون موزونة وموجهة الى لاعبيه بشكل دقيق , واذا ما احس اللاعبون بان ما حققوه عظيما وهم في نصف المشوار فحتما انهم سيسقطون في نفس الفخ وقد نلدغ من نفس الجحر مرة اخرى .
تصريحات الرؤساء دائما يكون تاثيرها اشد واكبر على اللاعبين وصوت القائد يكون هو الاعلي , ولذلك لابد ان يكون خطابه موجها وفي مصلحة الفريق , لان الاكثار في المديح والاطراء قد ينعكس سلبا على المباراة القادمة .
اي شئ غير الحصول على اللقب لايعد انجازا في الهلال لان الفريق سبق له الوصول الى نصف النهائي اربع مرات اعوام 1966 و2007 و2009 و2011 , والى النهائي مرتين في 1987 و1992 , ولذلك لايعد الانتصار الحالي سوى فوز على فريق قوي سبق للفريق الازرق ان انتصر عليه في ارضه .
رئيس النادي جزءا من المنظومة ولابد ان تكون له الصفات القيادية , ولامكان لاستعراض العضلات في كرة القدم , التي لاتعرف الا قدرات اللاعبين في ارضية الملعب وذكاء المدربين .
كل المدربين المحترفين في اوروبا يتجنبون الحديث عن الجوانب الايجابية ولايخضمون من حجم فرقهم بل دائما يكون تركيزهم على انهم الاقل , وهذا الخطاب لا يعد عيبا ولا ينقص من قيمة اي فريق بل هو وسيلة لتخفيف الضغط .
تاريخ الهلال وقيمته وقوته معروفه ولا تحتاج الى شرح او اعادة , ولابد ان يحس اللاعب الهلالي ان المهمة لازالت صعبة وان المباراة القادمة في الجولة الاخيرة هي المحك لان مشكلتنا دائما في المباريات الحساسة والحاسمة .
الفريق الازرق لازال مطالبا بالكثير والفوز على مازيمبي صفحة ويجب ان تغلق على وجهة السرعة والتركيز لابد ان يكون على لقاء سموحة الذي سيكون اصعب من لقاء الغربان السابق .
Nazar.ageeb@gmail.com