زووم

ليس للإبداع سقف محدد في حال كرة القدم، ولكن بإمكان المجتهد أن يصل أبعد مدى من المتعة والإدهاش وهذا ما نريده من المريخ في الفترة القادمة التي فيها حصاد الموسم، بل حصاد تأريخي يضيف له ألقاباً كثيرة وهيبة دولية لا تقدر بثمن، لذلك أتمنى لو تحلى كل المحبين بروح البطولة وتركوا الحديث عن الماضي وصرفوا النظر عما كان في مباراة وفاق سطيف وما تبعها من (قوالات) وآراء قد عرفنا فيها المتطرف والمشاتر، فالمريخ أمامه أبواب التأريخ مشرعة إذا تجاوز عقدة الماضي ومضى بعقلية (نحن ولاد النهار ده) ليفكر في مباراتي العلمة وإتحاد العاصمة.. ولنضع النقاط الستة هدفاً ونعمل من أجل ذلك.
ليس هناك ما يجبر القيادة المريخية على طأطأة الرأس والنظر أسفل الأقدام بعد أن فتحت الآفاق أمامه ليتقدم ويرسم تأريخاً لا تبنيه الأحلام والآمال والتمنيات وإنما تبنيه الواقعية والعمل الدؤوب.. وهذه الواقعية لا تعني أكثر من الجلوس على الأرض وإعادة قراءة المعطيات أكثر من مرة والتنظير مرة ومرتين لحين الوصول إلى خطة محكمة نجتاز بها المرحلة الصعبة ونختم المشوار الطويل المضني بإنجاز جديد يبدأ ببلوغ المربع الذهبي أولاً والتتويج ثانياً وأخيراً.
من أسوأ ما لاحظت في الفترة الماضية أن بعض زملائي يردون على بعض الإفتراءات التي تنشأ في مساحات إسفيرية محددة لا تتجاوز المائة شخص، فيقرأ الرد والتوضيح خمسين ألفاً وبالتالي يكون الكاتب قد ساعد في الظلم الواقع على المريخ بنشر مثل هذه التأليفات.. وبعضهم ينشر معلومة على الفيسبوك أو الواتساب ويتساءل عن مدى صحتها... والعقل يقول أن تقرأها فقط ولا تسهم في إعادة نشرها وهنالك ألف طريقة وطريقة يمكن أن تستفسر بها عن صحتها أو عدمه.. وكذلك الحديث عن تحكيم مباراة وفاق سطيف والتكرار الممجوجبإتهام النادي بالتواطؤ، وهي عملية صعبة يعاقب عليها الضمير والرب والقانون، والأهم من ذلك كله أن أنصار المريخ لديهم أهداف أخرى أعلى وأسمى وينبغي عليهم ألا يتوقفوا كثيراً في هذه المحطة، على الأقل لأن كل الخبراء الفنيين قد تحدثوا عن شكل الفريق المذهل والاداء الجاد والقدرات المهولة للاعبين وإنسجامهم وقدرات الجهاز الفني في إدارة المباريات، وفي الجانب التحكيمي أمن كل الخبراء على صحة ركلتي الجزاء وتميز مستوى الحكم.. إنتهى الأمر إلى هنا ولا مجال للنظر إلى الخلف..!
هذه بطولة بدأت من قبل نقطة البداية المعتادة، واستمرت بكل محطاتها القاسية والإمتحانات العسيرة حتى أينع الزرع واقتربت اللحظات التأريخية.. ولأجل هذا يجب أن ننتبه إلى أن المباريات القادمة هي الفيصل.. والإمتحان الحقيقي ليس لفريق الكرة والجهاز الفني وحسب، وإنما لمجلس الإدارة أيضاً، وهذه هي الأيام التي ستراقب فيها وسائل الإعلام العربي والأفريقي السلوك الإداري لنادي المريخ، ابتداءً من مظهره على دكة البدلاء وتعاملهم مع التفاصيل التنافسية الأخرى ومن ثم التأكد: هل للمريخ مجلس إدارة فعلاً، وتحته نظم إدارية تضفي عليه هيبة النادي الكبير، أم هو نادٍ عبارة عن رئيس ثري ومجموعة أفراد يتبعونه وينفذون تعليماته ويتقدم الفريق بحسب حالته المزاجية؟
الإجابة على هذا السؤال مهمة جداً يجب أن نجهز لها قبل أن يسعى إليها القادمون من الخارج بعد أن أجبر الفريق كل العالم على إدارة النظر والإنتباه والمتابعة، فنحن اليوم نجلس وراء شاشات التلفاز لنتابع تقارير مفصلة عن أندية لم نرها في حياتنا، في أوربا وأمريكا الجنوبية،، مبانيها والنظم الإدارية التي تقودها، ثم رئيس النادي وطريقة عمله وما وراء النادي من عقليات وخطط وكيف جلس قادته وخططوا لهذا النجاح، كلها مصورة ولا مجال للفبركة والكذب، لذلك.. يجب على مجلس إدارة المريخ أن يستعد، لأن تقدم الفريق يعني المزيد من الأضواء على النادي ونحن ندرك أن بعض الجوانب لدينا تحتاج إلى إعادة تخطيط وحملات تصحيح حتى ترتفع إلى مستوى الإسم.
ليس هروباً
بالأمس إتصل بي الزميل الأستاذ عمر قرشي وأخذ موافقتي لإجراء مداخلة مع الأستاذ جمال الوالي الذي استضافته الإذاعة عصراً.. ورغم أنني كنت متحمساً في البداية، إلا أن بعض الظروف الخاصة قد حالت بيني والمداخلة.. وبالتأكيد لم أتهرب وأعتذر للزملاء في الرياضية لهذا العطل الفني في الهاتف.. وقد حمدت الله على هذه الظروف أيضاً ورب ضارة نافعة.. لأننا في أيام ننشد فيها الهدوء والتركيز.. ولا شيء للنقد هذه الأيام إلى حين نستحسن الإستماع فقط للرجل وهو يتحدث، مع الدعوات للمريخ بالتوفيق في مشواره وإحراز اللقب القاري الثاني ومن ثم سنعود إلى مسألة ترتيب البيت من الداخل.. لأننا نحتفظ برأي واضح وصريح بأن هنالك الكثير من الجوانب تحتاج لإعادة ترتيب وتصحيح... إبتداء من المكتب التنفيذي الملغوم.. وحتى لجنة المراحل السنية التي تم تكوينها مؤخراً.. كل ذلك نضعه على معيار إحترافي معاصر يصب في مصلحة المريخ ومستقبله لا نجامل فيه مهما كانت النتيجة وردود الأفعال... لذلك نقول أنه بالإمكان أفضل مما كان..!