• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
اماسا

المدرب السوداني وبيئة النادي وقرارات الإقالة ..!؟

اماسا

 2  0  1323
اماسا

من أكبر المشاهد العبثية في الكرة السودانية أن مجالس الإدارات التي تتكون عادة من بعض المتهجمين على المجال الرياضي من وجهاء وأثرياء المجتمع، يسارعون بإقالة المدرب في حال خسارة أي مباراة بحجة أنه أخفق في تحقيق أهداف من تعاقدوا معه، وفي الغالب ليست هنالك أهداف ولا خطط مرسومة (ولاحاجه).. وإنما هي أحلام تؤكد على سطحية الممارسة، وأن من يفعلون ذلك إنما يزرعون العشر ويرجون حصاده (تفاحاً).. وما من نادٍ سوداني إلا ولديه إرث في هذا الجانب، وجولات مع عشوائية إختيار المدرب وكذلك عشوائية الإقالة.. لنبدأ بنادي المريخ العاصمي وهو المسرح الأنشط للتعاقدات في السنوات الأخيرة... حيث نجد للحقيقة وجهان.. الأول جميل جداً تعكسه السنوات التي صبر فيها النادي على مدرب واحد من بداية الموسم، وقد إنتهى ذلك الموسم بإنجاز لا يخطئه العين.. مثال لذلك: موسم 2007.. عندما جاء الألماني العجوز أوتوفيستر ووجد فريقاً قد أنهكته عمليات الإحلال والإبدال الإنفعالية وخلفت مجموعة من اللاعبين كانوا عبارة عن خليط من المواهب المميزة، وآخرين كانوا أعباء ثقيلة ينوء بها كاهل النادي مالياً وفنياً.. وبعضهم قد جاء (بالواسطة)... نعم... لا تستغربوا... جاء بعضهم بالواسطة وطرد منهم أتوفيسترإثنين وسأل عن الشخص الذي جاء بهما فأنكروا جميعاً..
المهم أن الألماني العجوز كان قد أشار إليهم بالتعاقد مع التوغوليالمونديالي جين أبالو، والبرازيلي باولينو روبيرتو مشادو، ولأول مرة يتم تنفيذ طلبات مدرب أو لنقل من المرات النادرة حتى لا نظلم المحاولات التي قام بها البعض قبل ذلك.. تم تنفيذ تلك التعاقدات وكان الحصاد بلوغ المريخ نهائي الكونفيدرالية، وفي الموسم الذي يليه تولى مواطنه كروجر فحقق الدوري بعد غياب خمس سنوات وبلغ الفريق معه دور المجموعات للمرة الأولى في تأريخه، ومع المصري حسام البدري استعاد الفريق لقب الدوري.. على سبيل المثال.. والآن يرسم الفريق أمجاداً جديدة وهو ينازل وفاق سطيف يوم الأحد على أعلى همة تنافس في تأريخه، حيث يدخل اللقاء وهو مرشح للقب في حال فوزه على ضيفه الذي تعادل معه ذهاباً على أرضه وبين جماهيره.. كل هذا بفضل أن قيادته قد تعلمت من تجاربها أن التبديل المستمر للأجهزة الفنية لن يسهم في رفع مستوى الفريق الفني، والأساس في الأداء الجيد هو وضوح الرؤية التي يدار بواسطتها الفريق أو النادي ككل، وأن استمرار الأجهزة الفنية هو السبب الأول لبناء فريق بطولات.. وأهم شيء في الأمر: أن المدرب ليس (فني معامل) تعطيه عينة من الدم لفحص الملاريا ويرد عليك بالنتيجة في نصف ساعة او أقل.. وكرة القدم ليست عينة دم كذلك ولا يمكن لبصمته أن تظهر في ساعات أو أيام أو حتى أسابيع وشهور، خاصة إذا كان الفريق قد لحق به ضرر بليغ جراء المشكلات الإدارية والتخبط في التسجيلات وغيرها من عادات الأندية السودانية.
الوجه الأسوأ في هذا المجال بالمريخ.. أن بعض المدربين أتى بهم سماسرة، وتسبب في إقالتهم فريق مناويء من السماسرة المنافسين، وعند الدخول إلى النادي يكون تقييم أداءه كل من هب ودب من جماهير ولاعبين وصحافيين وإداريين قد يكون الواحد منهم قد بدأ علاقته بكرة القدم في شهور فقط.. ومع ذلك حدد أن مدرب المريخ (فاشل) ولابد من إقالته.. ولأن مجالس المريخ كلها كان تربط وسطها وترقص على أنغام بعض الكتابات فسرعان ما تستجيب للصرخات وتقيل المدرب.. وتأتي بآخر وقبل أن يفهم ما يحدث يكون قد صدر قرار إقالته.. ونحن نحمد لرئيس النادي انه قد فهم اللعبة وقطع عليها الطريق بالتعامل المباشر مع غارزيتو ومنحه بعضاً من صلاحيات الجهاز الإداري.
في إعتقادي أن أكبر نادٍ تضرر من المشاكل الإدارية وإضطراب الرؤية العامة في إدارة شؤونه هو نادي الموردة، وأذكر أنهم في موسم الهبوط أو سابقه كانوا قد عينوا عبد المجيد جعفر مدرباً قبل مباراتي النسور والمريخ فكسب الاولى أمام النسور، وخسر الثانية فأقالوه عقب المباراة مباشرة.. وبعده تعاقب على تدريب الفريق عدد من المدربين في تجارب أكدت أن أسهل قرار يمكن أن يتخذ في الموردة هو قرار تعيين المدرب وإقالته.
في هذا الموسم فقط تعاقدت الموردة مع أربعة أجهزة فنية قبل أن ينتصف الموسم، وقيل أنهم يتطلعون للعودة إلى الممتاز من جديد، ولكن، يظل حلم العودة مجرد أضغاثاً ما لم يتخلص النادي من هذه العادات الغريبة ويصبروا على المدربين، وهنا لابد لي من توجيه رسالة مباشرة للعم علي عيسى الإداري المعروف بنادي الموردة، صحيح أنه لا يعرفني مباشرة، ولكنني جلست بجواره في أكثر من عشر مواجهات للموردة في الدوري والتأهيلي واكتشفت أنه وبردود فعله لوحده وصراخه في وجه لاعبيه وجهازه الفني قادر على هدم أحلام وطموحات النادي.. وحقيقة من الحب ما قتل... أما صديقنا السر بخيت فهو بحاجة إلى حقنة مهدئة في كل مباراة تلعبها الموردة.
بالنسبة لكل المدربين.. وطنيين وأجانب.. تعتبر بيئة الكرة السودانية طاردة للغاية لأن غالبية الاندية لا تعتمد في عملها في هذا المجال على نظريات لها علاقة بكرة القدم وإنما تأتي بأشياء وتصرفات وقرارات ما أنزل الله بها من سلطان.. لا تستند على معرفة وعلم وإنما على انفعالات فقط.. وهي تسجل لاعبين لم تشاهدهم.. وتقتر وتبخل على الفريق بالإعداد الجيد.. والمعسكرات المميزة، وتجهل ما يتغذى عليه اللاعبين.. وترفض توفير المعينات للأجهزة الفنية.. وتتهرب أحيانا من حضور التدريبات خوفاً من الإنفاق والأهم من ذلك لا يمنحونه صلاحياته وسلطاته الفنية على الفريق..ومع ذلك تأتي في المباريات لتصرخ في وجه اللاعبين وتطالبهم بأداء لم يؤده بايرن ميونيخ الألماني... هل يعقل هذا؟


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    HATIM 08-07-2015 03:0
    كما عرفتك دائماً إعلامي رشيد !!! اتمني ان ينعم الله علي الرياضة السودانية بصحافيين أمثالك يعينون الرياضة علي إصلاح عثراتها!!!
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019