كما أفكر
أكرم حماد
الفرعون بكري..!
لا نستطيع أن نجزم بصحة الخبر المتعلق بإعتداء لاعب المريخ المثير للجدل بكري المدينة على الصحفي الزميل عصام طمل ولكن الراجح أنه خبر صحيح وأنه قام بهذا الفعل.. لأن المدينة والخروج عن النص أخوان بالرضاعة.. وما أكثر الحوادث التي تؤكد هذا الأمر لعل أشهرها اعتداء هذا اللاعب على الحكم المساعد في مباراة المريخ وأهلي شندي.. ولأن صحيفة قوون صحيفة محترمة ولا يمكنها أن تصل لمرحلة فبركة خبر إعتداء لاعب على صحفي.
وهذا الأمر يقودنا للعودة الى العقوبة الناعمة والناعسة التي أوقعتها اللجنة المنظمة على اللاعب.. فقد تم إيقافه ست مباريات فقط.. ست مباريات ايقاف للاعب إعتدى على حكم مساعد تُعتبر بمثابة حافز إضافي لجميع اللاعبين وليس بكري المدينة فقط.. حافز يجعل اللاعبين يخرجون عن النص.. ويجعل بكري المدينة بالذات يتحول إلى عقرب متحفزة للهياج واللدغ دون أن يطرف له جفن.. عقرب ترفع ذيلها إلى أعلى في كل الأوقات تحت أنظار الأفعى.. والأفعى معلومة لديكم بالطبع.
قالوا لفرعون ايه اللي فرعنك.. قال ملقتش حد يلمني.. لهذا كنتُ وما زلتُ من أنصار تطبيق القانون بحذافيره من أجل ترسيخ دعائم الإنضباط ومن أجل كسر شوكة (الفرعنة).. والإنضباط واحد من الأسباب التي تجعل إتحاد معتصم وأسامة بعيد من إتحاد البروف كمال شداد.. فقد نتفق أو نختلف مع أو حول شداد ولكن المؤكد أننا نتفق على أنه لم يكن يلعب في الإنضباط.. يكفي أن نشير إلى القرار الذي إتخذه بخصوص إعتداء لاعب المريخ السابق فاروق جبرة والذي قام بالإعتداء على الحكم في مباراة التاكا كسلا.. شداد لم يوقف جبرة ست أو حتى عشر مباريات.. أوقفه عامين كاملين.. فرق كبير بين رجل سعى لفرض الإنضباط وبين رجال يحاولون مسك العصا من المنتصف.
يجب أن ننظر لتصرفات بكري المدينة غير المسؤولة (من بينها خرقه لإتفاقه مع الهلال) وتصرفات أي لاعب يأتي بتصرف مشين بمعيار منطقي وعقلاني بعيداً عن حساسيات (هلال مريخ).. فما يحدث الآن مؤسف ومخجل في آن واحد.. فالإعلام الأحمر يدافع عن لاعبه بكري المدينة بالحق والباطل لمجرد أنه لاعب المريخ ولمجرد إعتقاده بأن لاعبه يتعرض لإستهداف من إعلام الهلال.. ولعل حادثة إعتداء بكري على الحكم المساعد أكبر دليل على عدم الموضوعية.. فقد إنبرى الكثير من الصحفيين المريخاب لنفي التهمة عن المدينة مؤكدين أنه لم يضرب الحكم ولم يقترب منه من الأساس.. وهو حديث يخلو من المهنية والمسؤولية لأن الكلمة أمانة ولأن مداعبات أو حتى حساسيات هلال مريخ لا يجب أن تصل لمرحلة إنكار الحق والدفاع عن الباطل وبالإضافة إلى ذلك لا يجب أن تصل لمرحلة عدم إدانة السلوك السيء.. لأن النادي سيتضرر من عدم إدانة السلوك عاجلاً أو آجلاً.. فالقطة تأكل أولادها في بعض الأحيان.. بمعنى أن إستمرار التصرفات الطائشة للمدينة قد يتسبب في فقدان النادي لبطولة مثلاً.. كما أنه يضر شكل نادي المريخ.
أذكر أنني قلتُ لزميلي الذي يكتب في الصفحة الأخيرة لإحدى الصحف المريخية أنه لو إنعكست الآية وكان بكري المدينة لاعباً في الهلال لتحدث الإعلام الأحمر عن سوء سلوك بكري المدينة ولطالبوا بمعاقبته بالإيقاف لمدة عام على الأقل ولهاجموا أسامة عطا المنان بسبب السماح للاعب بالمشاركة في مباراة الأمل عطبرة.. وقد أيدني الأخ الزميل معترفاً بأن هذا ما كان سيحدث.. وأن المدينة لو كان لاعباً في الهلال وقام بالإعتداء على الحكم لإختلف رد فعل المريخاب فعلاً.. بمعنى أن الموضوع لا يخرج عن كونه تشنج مؤسف نابع من نظرة ضيقة.
الصحيح هو أن ينظر الإعلام لحالات السلوك السيء بنوع من المسؤولية بإدانة التصرف والمطالبة بالعقاب الرادع بغض النظر عن التصنيفات الضيقة.. والصحيح ايضاً أن يلتقط النادي القفاز قبل الجميع بإدانة تصرف لاعبه وتوقيع عقوبة عليه مثل الأندية المحترمة.. نادي مثل ارسنال الإنجليزي عاقب لاعبه تشيزني وويلشير بسبب تصرفاتهم غير المسؤولة.. ونادي مثل الأهلي القاهري يقدم لنا في كل موسم محاضرات مجانية في كيفية فرض الإنضباط وآخرها معاقبته لقائده حسام غالي بسحب شارة القيادة منه وتغريمه 250 الف جنيه بسبب تصرفاته في لقاء حرس الحدود.. فرق كبير.

عودة الزمالك
فوز الزمالك باللقب لأول مرة بعد غياب 11 عاماً أمر مؤكد بالطبع.. إذا لم يكن من خلال لقاء القمة اليوم فسيكون من خلال المباراة القادمة أمام طلائع الجيش.. فالفارق بين الزمالك والأهلي تسع نقاط بالتمام والكمال.. فارق كبير جداً خصوصاً وأن المتبقي على نهاية الدوري ثلاث جولات فقط.. وفوز الزمالك باللقب أمر جميل جداً لأنه لا يُعقل أن يغيب نادي كبير مثل الزمالك عن لقب الدوري أكثر من ذلك.. ويمكن القول أن الزمالك في هذا الموسم أصبح قوياً بما فيه الكفاية للعودة إلى منصات التتويج القارية في المواسم القليلة القادمة.. ولما لا هذا الموسم من خلال بطولة الكونفدرالية.. بمعنى أن الموضوع لا يقتصر على المنافسة المحلية فقط.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه.. هل يستطيع الزمالك أن يحقق الفوز على الأهلي اليوم؟.. سؤال مهم بالطبع.. لأن الزمالك وكما هو معلوم لم يفز على الأهلي منذ فترة طويلة.. ورغم ان الزمالك هو الأفضل في الوقت الراهن من كل النواحي إلا أن المشكلة وكما هو واضح نفسية.. ففي مباراة الدورة الأولى مثلاً كان الزمالك هو الأفضل ولكنه فشل في تحقيق الفوز لتنتهي المباراة بالتعادل.
أعتقد أن مباراة اليوم فرصة تاريخية للزمالك لتحقيق الفوز على الأهلي ليضرب عصفورين بحجر واحد.. الفوز باللقب بعد غياب طويل.. وإنهاء عقدة عدم الفوز على الأهلي.. وما أجمل أن يكون الفوز باللقب من خلال الفوز على الغريم التقليدي الكبير.. أعتقد أن مفتاح فوز الزمالك على الأهلي اليوم اللاعب الرائع (أيمن حفني) والذي تأكدت جاهزيته للمباراة.. فإذا كان حفني في مستواه سيكون الزمالك الأقرب إلى تحقيق الفوز.. مبروك للزمالك مقدماً الفوز باللقب المستحق.. تتويج سيعيد البريق لمنافسة لعب فيها الأهلي لفترة طويلة دور المُغرد خارج السرب.