كما أفكر
أكرم حماد
ليس إنكسار.. بل عدم مسؤولية
إذا كان المحرش (ما بكاتل) فإن عديم المسؤولية لا يبحث عن الحق.. وحتى إذا بدأ في البحث فترت عزيمته وتسرب الملل إلى قلبه.. أقول قولي هذا وفي بالي قرار مجلس الهلال المتعلق بإغلاق ملف بكري المدينة.. هذا القرار الذي لم يفاجأني على الإطلاق لأن هذا المجلس لم يفتح ملف المدينة (بالمعنى الحرفي) للعبارة من الأساس.. لأن فتح الملف يأتي أو يكون بعد دراسة القضية بهدوء.. والمجلس لم يدرس القضية بهدوء ولم يسعَ لتصعيد القضية حفاظاً على حق الهلال.. كل الذي فعله هو محاولة تجميل صورته أمام جماهير الهلال من خلال الظهور بمظهر المجلس القوي بالتصريحات الرنانة التي كان يطلقها عماد الطيب في رأس كل أسبوع من شاكلة (لا تنازل عن قضية المدينة).. ولا تراجع ولا استسلام.. هذا بالإضافة إلى تصريحات كبيرهم الذي علمهم الدغدغة أشرف الكاردينال والذي كان يدغدغ مشاعر الجماهير بتصريحات من نوعية (بكري ما حيدقها في المريخ).. وليت الأمر توقف أو إنحصر في هذا التصريح الإستعراضي.. فقد ذهب كردنة إلى أبعد من ذلك في إحدى اللقاءات الجماهيرية مؤكداً أن التخلي عن قضية المدينة يعني إستقالته وتركه للنادي.. وبمجرد أن قال الكاردينال هذا الكلام عمت موجة من التصفيقات الداوية من الجماهير المغلوبة على أمرها... مسكينة جماهير الهلال.
أقول لم يفاجأني القرار لأن المجلس لم يفتح ملف المدينة عن قناعة و(مسؤولية) وإنما عن تخدير مقترن ب(شو) ليغطي على فشله في الحفاظ على اللاعب الذي إنتقل إلى الغريم التقليدي.. وبالإضافة إلى ذلك لأن المجلس أكد قبل شهرين هذا الأمر فقد أشارت الأخبار إلى أن موضوع المدينة قد تم حله ودياً ولكن المجلس تنصل عن القرار بعد أن شاهد ردود الأفعال الغاضبة ليسارع المحيطين بالكاردينال إحاطة السوار بالمعصم إلى نفى الخبر المتعلق بتنازل الهلال عن القضية وأذكرُ أنني كتبتُ في ذلك الوقت مقالاً إنتقدتُ من خلاله المجلس وأذكر ايضاً أنني قلتُ قبل أربعة أو خمسة أشهر أن (المتغطي بالأيام عريان).. وها هي الأيام تثبت وتؤكد صحة رؤيتي.. فقد نزعت الأيام ملابس المجلس ليبدو المجلس عارياً.. يا مولاي كما خلقتني.
أعود وأقول أن المجلس لم يدرس القضية من الأساس.. فقد ظهر مرتبكاً عبر تصريحات أعضائه المتناقضة.. وقد ظهر هذا الأمر من خلال التخبط في التصريحات.. فتارةً يخرج عضو مجلس ليقول أن القضية وصلت إلى لوزان.. وتارةً أخرى يخرج آخر ليقول أنها ما زالت في النطاق المحلي.. وقد ظهر الإرتباك ايضاً في قرار التنازل عن القضية في شهر مايو.. ذلك القرار الذي أنكره المجلس في تزييف مؤسف للحقائق.. ثم جاء قرار أمس الاول والذي لا أظن أنه يعبر عن إنكسار بقدر ما يعبر عن عدم أو نقص مسؤولية.
قرار تفوح منه رائحة الإرتباك من نواحي عديدة.. ناحية أولى تتمثل في الظهور بمظهر المجلس المراوغ والذي كان يخدع في جماهيره البسيطة ويتلاعب بمشاعرها.. ناحية ثانية تتعلق بإختيار توقيت القرار قبل مباراة مهمة للهلال.. توقيت غريب ويكشف حجم المأساة.. المجلس بلا فكر.. والاسوأ من ذلك (وحسب البيان الهزيل) بلا مال.. فقد جاء في البيان بعض الأسباب التي جعلت المجلس (يبيع القضية) من بينها المبالغ الدولارية الكبيرة المتعلقة بأتعاب المحاماة والرسوم.. تخيلوا معي.. مجلس يُرجع سبب صرفه النظر عن القضية لإرتفاع تكلفة الرسوم والأتعاب.. هل أقول هذا عذر أقبح من الذنب.. أم أقول هذا هوان أكبر من أي هوان.. هل نحن نتحدث عن نادي الهلال النادي الكبير في السودان وأفريقيا ام نتحدث عن نادي في الدرجة الثانية في إحدى الولايات النائية؟.. إذا كان المجلس يتحدث عن إرتفاع تكلفة رسوم قضية بكري المدينة فكيف سيُكمل مشروع كبير مثل مشروع الجوهرة؟.. وبكل تأكيد لا أظن أنكم في حاجة إلى أن أذكركم بتصريح الكاردينال في لقائه التلفزيوني الذي قال من خلاله (الهلال القوة المالية الضاربة في البلد).
وهناك ناحية ثالثة تتعلق بمنطق البيان.. فالبيان يقول أن المؤشرات القانونية متسقة مع رؤية المجلس ويؤكد حرص المجلس على قيم النادي الوطنية.. لا ادري ما علاقة الوطنية بهذا الموضوع القانوني.. والأهم من ذلك لا ادري كيف قام المجلس بالربط بين سلوك اللاعب داخل وخارج الملعب (كما جاء في البيان) وبين قفل أو إغلاق الملف.. ما علاقة سلوك اللاعب بحقوق النادي؟.. المثير للشفقة هو أن سلوك اللاعب نفسه هو الذي جعل الهلال يقدم الشكوى.. بمعنى أن سلوك المدينة الذي جعل المجلس يمضي قدماً في القضية تحول فجأة وبصورة مثيرة للغثيان إلى سبب إنهاء الملف.. لن أطلب من مجلس الهلال أن يحترم عقولنا.. ولكنني أتساءل.. أين التحديات؟.. أين العضلات المفتولة؟.. سوف نفعل.. وسوف نضرب.. وسوف ننتصر.. (والله خجلت ليكم).. على مجلس الهلال أن يفكر قبل أن يتحدث.. لا يتحدث قبل أن يفكر.. فواحدة من أكبر مشاكل المسؤولين بشكل عام الوعود الخنفشارية غير المدروسة.. ثم الإرتباك عندما تحين ساعة الحقيقة وعدم الإعتراف بالخطأ والإلتفاف حول الموضوع في مكابرة غير لائقة.
ختاماً أقول.. الهلال يمتلك عقد مكتمل الاركان مع بكري المدينة.. والحديث عن عدم توقيع العقد داخل مباني الاتحاد العام حديث غير مُجدي لأن العقد بالنسبة للإتحاد الدولي هو الذي يتم بين النادي واللاعب.. ولا علاقة لاتحاد الكرة بالأمر.. ونقطة ضرورة توقيع العقد داخل مباني الاتحاد العام نقطة بلا سند قانوني.. بالتالي ما قام به المدينة يُعتبر خرق للعقد.. وتلاعُب صريح به.. وفيه عدم إحترام للعقد وعدم إحترام لنادي الهلال.. وإذا كان الإتحاد العام لم يحافظ على حق نادي الهلال فالطبيعي هو أن يكون مجلس الهلال في مستوى المسئولية بالذهاب بالقضية لأعلى المستويات (فعلاً) لا قولاً.. ولكن للأسف.. مجلس الهلال أرغى وأزبد ثم تمخض الجبل فولد فأراً.. فأر صغير لا يُرى بالعين المجردة.. لأول مرة (ينكمش) الفأر لدرجة يستحيل معها الرؤية.. لا يهم كثيراً شماتة إعلام المريخ.. فهذا أمر ثانوي.. المهم هو أن هذه القضية (وطريقة التعاطي معها) أكدت أن الهلال في أيدٍ (غير) أمينة.. وأكدت ايضاً أن بيانات نادي الهلال يصيغها شخص لا يستحق أن ينال شرف صياغة (موضوع) في صحيفة حائطية مدرسية.. دعك من صياغة بيان لنادي كبير مثل الهلال..!!
أكرم حماد
ليس إنكسار.. بل عدم مسؤولية
إذا كان المحرش (ما بكاتل) فإن عديم المسؤولية لا يبحث عن الحق.. وحتى إذا بدأ في البحث فترت عزيمته وتسرب الملل إلى قلبه.. أقول قولي هذا وفي بالي قرار مجلس الهلال المتعلق بإغلاق ملف بكري المدينة.. هذا القرار الذي لم يفاجأني على الإطلاق لأن هذا المجلس لم يفتح ملف المدينة (بالمعنى الحرفي) للعبارة من الأساس.. لأن فتح الملف يأتي أو يكون بعد دراسة القضية بهدوء.. والمجلس لم يدرس القضية بهدوء ولم يسعَ لتصعيد القضية حفاظاً على حق الهلال.. كل الذي فعله هو محاولة تجميل صورته أمام جماهير الهلال من خلال الظهور بمظهر المجلس القوي بالتصريحات الرنانة التي كان يطلقها عماد الطيب في رأس كل أسبوع من شاكلة (لا تنازل عن قضية المدينة).. ولا تراجع ولا استسلام.. هذا بالإضافة إلى تصريحات كبيرهم الذي علمهم الدغدغة أشرف الكاردينال والذي كان يدغدغ مشاعر الجماهير بتصريحات من نوعية (بكري ما حيدقها في المريخ).. وليت الأمر توقف أو إنحصر في هذا التصريح الإستعراضي.. فقد ذهب كردنة إلى أبعد من ذلك في إحدى اللقاءات الجماهيرية مؤكداً أن التخلي عن قضية المدينة يعني إستقالته وتركه للنادي.. وبمجرد أن قال الكاردينال هذا الكلام عمت موجة من التصفيقات الداوية من الجماهير المغلوبة على أمرها... مسكينة جماهير الهلال.
أقول لم يفاجأني القرار لأن المجلس لم يفتح ملف المدينة عن قناعة و(مسؤولية) وإنما عن تخدير مقترن ب(شو) ليغطي على فشله في الحفاظ على اللاعب الذي إنتقل إلى الغريم التقليدي.. وبالإضافة إلى ذلك لأن المجلس أكد قبل شهرين هذا الأمر فقد أشارت الأخبار إلى أن موضوع المدينة قد تم حله ودياً ولكن المجلس تنصل عن القرار بعد أن شاهد ردود الأفعال الغاضبة ليسارع المحيطين بالكاردينال إحاطة السوار بالمعصم إلى نفى الخبر المتعلق بتنازل الهلال عن القضية وأذكرُ أنني كتبتُ في ذلك الوقت مقالاً إنتقدتُ من خلاله المجلس وأذكر ايضاً أنني قلتُ قبل أربعة أو خمسة أشهر أن (المتغطي بالأيام عريان).. وها هي الأيام تثبت وتؤكد صحة رؤيتي.. فقد نزعت الأيام ملابس المجلس ليبدو المجلس عارياً.. يا مولاي كما خلقتني.
أعود وأقول أن المجلس لم يدرس القضية من الأساس.. فقد ظهر مرتبكاً عبر تصريحات أعضائه المتناقضة.. وقد ظهر هذا الأمر من خلال التخبط في التصريحات.. فتارةً يخرج عضو مجلس ليقول أن القضية وصلت إلى لوزان.. وتارةً أخرى يخرج آخر ليقول أنها ما زالت في النطاق المحلي.. وقد ظهر الإرتباك ايضاً في قرار التنازل عن القضية في شهر مايو.. ذلك القرار الذي أنكره المجلس في تزييف مؤسف للحقائق.. ثم جاء قرار أمس الاول والذي لا أظن أنه يعبر عن إنكسار بقدر ما يعبر عن عدم أو نقص مسؤولية.
قرار تفوح منه رائحة الإرتباك من نواحي عديدة.. ناحية أولى تتمثل في الظهور بمظهر المجلس المراوغ والذي كان يخدع في جماهيره البسيطة ويتلاعب بمشاعرها.. ناحية ثانية تتعلق بإختيار توقيت القرار قبل مباراة مهمة للهلال.. توقيت غريب ويكشف حجم المأساة.. المجلس بلا فكر.. والاسوأ من ذلك (وحسب البيان الهزيل) بلا مال.. فقد جاء في البيان بعض الأسباب التي جعلت المجلس (يبيع القضية) من بينها المبالغ الدولارية الكبيرة المتعلقة بأتعاب المحاماة والرسوم.. تخيلوا معي.. مجلس يُرجع سبب صرفه النظر عن القضية لإرتفاع تكلفة الرسوم والأتعاب.. هل أقول هذا عذر أقبح من الذنب.. أم أقول هذا هوان أكبر من أي هوان.. هل نحن نتحدث عن نادي الهلال النادي الكبير في السودان وأفريقيا ام نتحدث عن نادي في الدرجة الثانية في إحدى الولايات النائية؟.. إذا كان المجلس يتحدث عن إرتفاع تكلفة رسوم قضية بكري المدينة فكيف سيُكمل مشروع كبير مثل مشروع الجوهرة؟.. وبكل تأكيد لا أظن أنكم في حاجة إلى أن أذكركم بتصريح الكاردينال في لقائه التلفزيوني الذي قال من خلاله (الهلال القوة المالية الضاربة في البلد).
وهناك ناحية ثالثة تتعلق بمنطق البيان.. فالبيان يقول أن المؤشرات القانونية متسقة مع رؤية المجلس ويؤكد حرص المجلس على قيم النادي الوطنية.. لا ادري ما علاقة الوطنية بهذا الموضوع القانوني.. والأهم من ذلك لا ادري كيف قام المجلس بالربط بين سلوك اللاعب داخل وخارج الملعب (كما جاء في البيان) وبين قفل أو إغلاق الملف.. ما علاقة سلوك اللاعب بحقوق النادي؟.. المثير للشفقة هو أن سلوك اللاعب نفسه هو الذي جعل الهلال يقدم الشكوى.. بمعنى أن سلوك المدينة الذي جعل المجلس يمضي قدماً في القضية تحول فجأة وبصورة مثيرة للغثيان إلى سبب إنهاء الملف.. لن أطلب من مجلس الهلال أن يحترم عقولنا.. ولكنني أتساءل.. أين التحديات؟.. أين العضلات المفتولة؟.. سوف نفعل.. وسوف نضرب.. وسوف ننتصر.. (والله خجلت ليكم).. على مجلس الهلال أن يفكر قبل أن يتحدث.. لا يتحدث قبل أن يفكر.. فواحدة من أكبر مشاكل المسؤولين بشكل عام الوعود الخنفشارية غير المدروسة.. ثم الإرتباك عندما تحين ساعة الحقيقة وعدم الإعتراف بالخطأ والإلتفاف حول الموضوع في مكابرة غير لائقة.
ختاماً أقول.. الهلال يمتلك عقد مكتمل الاركان مع بكري المدينة.. والحديث عن عدم توقيع العقد داخل مباني الاتحاد العام حديث غير مُجدي لأن العقد بالنسبة للإتحاد الدولي هو الذي يتم بين النادي واللاعب.. ولا علاقة لاتحاد الكرة بالأمر.. ونقطة ضرورة توقيع العقد داخل مباني الاتحاد العام نقطة بلا سند قانوني.. بالتالي ما قام به المدينة يُعتبر خرق للعقد.. وتلاعُب صريح به.. وفيه عدم إحترام للعقد وعدم إحترام لنادي الهلال.. وإذا كان الإتحاد العام لم يحافظ على حق نادي الهلال فالطبيعي هو أن يكون مجلس الهلال في مستوى المسئولية بالذهاب بالقضية لأعلى المستويات (فعلاً) لا قولاً.. ولكن للأسف.. مجلس الهلال أرغى وأزبد ثم تمخض الجبل فولد فأراً.. فأر صغير لا يُرى بالعين المجردة.. لأول مرة (ينكمش) الفأر لدرجة يستحيل معها الرؤية.. لا يهم كثيراً شماتة إعلام المريخ.. فهذا أمر ثانوي.. المهم هو أن هذه القضية (وطريقة التعاطي معها) أكدت أن الهلال في أيدٍ (غير) أمينة.. وأكدت ايضاً أن بيانات نادي الهلال يصيغها شخص لا يستحق أن ينال شرف صياغة (موضوع) في صحيفة حائطية مدرسية.. دعك من صياغة بيان لنادي كبير مثل الهلال..!!
