• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-25-2024
محمد احمد سوقي

لقاءات مثل لقاء درع الإستقلال تساهم في تخفيف حدة التعصب بين ثنائي القمة

محمد احمد سوقي

 2  0  1708
محمد احمد سوقي
الشارع الرياضي
محمد أحمد دسوقي

× بالأمس مرت علينا الذكرى ال130 لسقوط الخرطوم وقتل الحاكم البريطاني غردون على أيدى جيش الامام محمد احمد المهدي لترتفع راية الحرية والاستقلال بعد ان تحرر السودان من نير الاستعمار البريطاني وقامت دولة المهدية لترسي دعائم الاسلام والعدل في زمن كانت فيه كل دول افريقيا والعالم الثالث في امريكا اللاتينية وآسيا ترزح تحت سيطرة الاستعمار الاوروبي الذي نهب خيراتها ومواردها الخام ليبني بها نهضته الصناعية ويحقق الازدهار والرخاء لشعوبه على حساب أبناء هذه الدول المستعمرة الذين تركهم الغزاة يعانون من الجوع والفقر والمرض حتى لا يتفتح وعيهم ومداركهم وتشتعل جذوة الروح الوطنية وسطهم فتدفعهم للنضال من اجل الاستقلال والتحرر من قبضة الاستعمار الذي جثم على صدر بلادهم عشرات السنين بقوة الحديد والنار.
× ذكرى يوم عظيم مرت بنا في أيام الإحتفالات بذكرى عظيمة وهي الذكرى ال59 لإستقلال السودان.. هذه الإحتفالات التي بدأت في أواخر شهر ديسمبر من العام الماضي وتواصلت من خلال هذا الشهر بمواجهة كبيرة بين الهلال والمريخ في قمة أطلق عليها قمة درع الإستقلال.. الإستقلال الذي رفعنا من خلاله راية الحرية والإنعتاق في سماء هذا الوطن عنواناً لعزة وكرامة الانسان السوداني ورمزاً لوطنية شعب رفض الذل والخنوع واصر على طرد الاستعمار وحكم نفسه بنفسه.
× لم يكن غريبا أن يوافق الهلال على مواجهة المريخ في مناسبة عزيزة مثل مناسبة الاستقلال فالهلال هو نادي الحركة الوطنية الذي شارك بفعالية في تأسيس مؤتمر الخريجين الذي قاد النضال لانتزاع استقلال السودان باحياء الروح الوطنية وسط الجماهير وبتأسيس الأحزاب التي أشعلت نيران الكفاح حتى تحقق الاستقلال وتم رفع العلم السوداني في يناير 1956م.. ولم يكن غريبا أن يوافق المريخ على المشاركة في هذا الحدث فالمريخ نادي كبير ولا يتأخر في المشاركة في المناسبات الوطنية.
× الكثيرين تخوفوا من مباراة الهلال والمريخ وبصراحة أكثر تخوفوا من الخسارة في هذه المباراة لأن الخسارة قد يكون لها أبعاد سلبية على الفريق الخاسر قبل المشاركة في البطولة الافريقية وهو خوف غير مبرر لأن المناسبة كبيرة وعظيمة وهي مناسبة ذكرى استقلال السودان والتفكير كان يجب أن يكون في المشاركة بشكل إيجابي في هذه المناسبة بغض النظر عن حسابات المكسب والخسارة ولكن هذه هي مشكلة المسؤولين والإعلاميين بالهلال والمريخ وعلى مدى عدة عقود تتمثل في الخوف الشديد من الخسارة في مباريات القمة وردود افعالها وتداعياتها وهي مسألة ينبغي تجاوزها بعد اكثر من 80 عاماً على تأسيس الناديين اللذان انهزم كل منهما امام الآخر عشرات المرات ولم تحدث كارثة أو تنتهي الدنيا لأن مهزوم اليوم هو منتصر الغد وهكذا دواليك.. فليس هناك أي نادي أكبر من الهزيمة مهما كان تاريخه وشعبيته وامكانياته وحتى برشلونة والريال وبايرن ميونخ ومانشستر يونايتد وتشلسي يتعرضون لهزائم كبيرة يتقبلونها بروح رياضية لأنهم يدركون ان فرقهم ستعود غداً للانتصارات.. وكلنا شاهدنا قبل أيام تشلسي يخسر بالأربعة من فريق في الدرجة الثانية وقبل ذلك خسر الفريق بالخمسة من توتنهام.. فهذه الانتصارات والخسائر المتبادلة هي اثارة كرة القدم التي افسدتها في السودان روح العصبية والتطرف وافقدتها متعة الاستمتاع بفنونها وابداعها رغم ان الخسارة في أي مكان بالعالم أمر عادي لأنها يمكن تعويضها في المباراة القادمة.. لا تنتهي بهزيمة لأنه اذا خسر اليوم وخرج من البطولة فغداً سينتصر ويعود لمنصة التتويج.. فيجب ألا نتعامل مع أنديتنا بالقطعة اذا انتصرت نصفق لها واذا انهزمت نسبها ونلعنها بل نساندها ونقف معها في كل الظروف منتصرة أو مهزومة.
× أخيرا مباراة القمة لم تنتهي كما تخوف البعض بخسارة أي فريق فلم يكن فيها غالب ولا مغلوب وهو تعادل أراح جماهير وإعلام الفريقين وقبل ذلك أراح المسئولين لأن العقلية السودانية للأسف لا تقبل الخسارة خصوصا في مباراة القمة وهو واقع نتمنى أن يتغير بالكثير من اللقاءات الودية بين الهلال والمريخ لأن قيام الكثير من مباريات القمة يجعل وتيرة التعصب أقل حدة لأن المباراة ستصبح معتادة ومتكررة ولن يتخوف الجمهور والإعلام من الخسارة كما يحدث الآن.
× أخيرا جدا مشاركة ناديي القمة في إحتفالات البلاد بذكرى الإستقلال كانت جميلة ونتمنى أن يتواصل الجمال مع إنطلاقة الموسم الجديد من خلال تقديم مستويات وعروض رفيعة في مسابقة الدوري الممتاز التي إنطلقت بالأمس وتحقيق نتائح إيجابية من خلال البطولة الأفريقية.. البطولة الأفريقية التي ينتظرها جمهور الهلال العظيم منذ ستينيات القرن الماضي ونتمنى أن يكون هذا العام هو عام الأفراح الأفريقية الزرقاء.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : محمد احمد سوقي
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    عماد النور 01-27-2015 03:0
    أخي دسوقي انا مريخي علي السكين ولكن تعجبني كتاباتك الموضوعية واتمني لك التوفيق
  • #2
    حسن 01-27-2015 01:0
    عمنا ابو الدوس ،،الخرطوم ما سقطت بل تحررت،، معليش الإنجليز يقولوا سقطت !! لكن نحن نقول تحررت نرجو اعادة كتابة التاريخ من جانبنا نحن السودانيين ولا نترجم تاريخنا من الكتب الأجنبية وشكرا
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019