بهدوء
قبل ان تعود بعثة المريخ معسكر القاهره حملت الانباء الواردة من هناك ان الكابتن برهان تيه يفكر بجدية فى تقديم استقالته من منصبه فى الجهاز الفنى كمدرب عام رغم انه لم يكمل شهره الاول فى هذا المنصب الذى شغله بقرار من مجلس الادارة وبموافقة المدرب غارزيتو بعدما رحب بوجود برهان تيه وزميله محسن سيد والعمل معهما فى جهاز فنى واحد الى جانب وجود ابنه انطونيو الذى فرضه عضوا فى الجهاز الفنى كمدرب للياقة البدنية ,, بل حتى الكابتن برهان تيه كان قد اعلن موافقته بشغل منصب المدرب العام تحت سلطة المدرب غارزيتو بعدما كان (الآمر والناهي ) فى الموسم الماضى ,, لهذا لا اظن ان تفكير برهان تيه فى الاستقالة فى هذا الوقت المبكر جدا من فترة الاعداد قد جاء من فراغ ,, لابد ان هناك اسبابا قوية ودوافع حقيقيه اجبرته للتفكير فى الاستقالة والتخلي عن منصبه بهذه السرعة بعدما كانت امامه مجموعة من الخيارات فى ان يرفض العمل كمساعد للمدرب غارزيتو ويختار عرضا من بين عشرات العروض التى قدمت له من اندية اخرى عقب علمه باتجاه مجلس ادارة نادى المريخ نحو التعاقد مع المدرب الاجنبي !
الكابتن برهان تيه واحد من بين افضل المدربين الوطنيين بل اميزهم على الاطلاق بسيرته الذاتية الزاخرة بالانجازات الحقيقية سواء على مستوى المنتخبات الوطنية او حتى مع اندية الدورى الممتاز التى ساهم فى صعود عدد منها وقيادتها لتحقيق نتائج تعتبر قياسية بكل ماتعنى هذه الكلمة ابرزها ماقدمه مع اهلي عطبره الذى صنع منه بعبعا مخيفا فى اول موسم له بالدورى الممتاز ثم توج ذلك باعادة المريخ الى منصات الانجازات الاقليمية فى بطولة سيكافا بعد سنوات من الغياب القسري متحديا بذلك مجلس الادارة والجماهير والاعلام الذين اشفقوا وتخوفوا على الدفع بالمريخ فى تلك البطولة وهو يعتمد على لاعبين من اصحاب الخبرات المتواضعة ولم يسبق لهم ان غادروا عبر مطار الخرطوم ليمثلوا السودان فى بطولة خارجية ,, ولكن مع ذلك تحمل برهان تيه المسؤولية بشجاعة يحسد عليها ونجح فى قيادة المريخ من انتصار الى انتصار حتى الحصول على لقب البطولة .
لقد شكل برهان تيه مع زميله محسن سيد ثنائيا فريدا فى اعادة بناء فريق المريخ الحالي وحسن قيادته فى الدورى الممتاز مما اكسبهم ثقة الجماهير وتعاطف الاعلام الذى دافع عن بقائهم وطالب المجلس التمسك بهم وعدم الاستغناء عن خدماتهم حينما قرر رئيس النادى جمال الوالي التعاقد مع المدرب الفرنسي غارزيتو وابنه انطونيو .
اعود لموضوع الاستقالة لاؤكد ان المريخ سيكون الخاسر الاكبر اذا نفذ برهان تيه فكرة التخلي عن منصبه فى هذا الوقت الذى تتواصل فيه الجهود لاعداد الفريق واكمال تحضيراته البدنية والفنية للموسم الجديد ,, صحيح ان غارزيتو موجود بوصفه المدرب الاول والمسؤول عن قيادة الجهاز الفنى , الا ان اليد الواحدة لاتصفق كما يقول المثل , حيث ان وجود واستمرارية برهان تيه هو بمثابة شهادة ضمان لنجاح غارزيتو الذى يحتاج الى وجود برهان تيه الى جانبه اكثر من حاجته الى ابنه انطونيو لانقول ذلك من باب التهويل والتضخيم او اظهار عاطفتنا للمدرب الوطنى وانما هى الحقيقة بان برهان تيه خبير وعالم بمعرفة قدرات وامكانيات كل لاعب فى كشف المريخ وكيفية توظيفها لمصلحة الفريق اكثر من الخواجة غارزيتو الذى لم يكمل حتى الان شهره الاول مع المريخ بل لم يقضى اسبوعا واحدا مع الفريق فى معسكره بالقاهره !
ادركوا برهان تيه وابحثوا فى الاسباب التى دفعته للتفكير فى الاستقالة اذا كنتم تريدون مصلحة المريخ وتعزيز استقراره الفنى .
وهى الفوز يعنى احراز اهداف ورغم ذلك لعب هذا البرهان مدافعا حتى يقال انه
لم يهزم من الهلال...قشة ماتعتر ليهو.