سيد أحمد خليفة
صباح الخير.. أيُّها الموتُ!!
* تعود زميلنا الكبير وفاكهة مجالسنا في الاغتراب بالسعودية قبل خمسة وثلاثين عاماً أن يكتب تحت عنوان صباح الخير أيُّها... وكانت مادة يحرص الناس على متابعتها لأنها تهتم بمشاكل الناس الحياتية ورفع الأصبع نحو أي رائحة فساد أو تبديد للمال العام.. وكثيراً ما كنا نداعب أستاذنا الكبير سيد أحمد خليفة بعبارة صباح الخير يا أبو السيد.
* صحونا أمس على من ينبهنا بأن الموت دخل ديارنا وديار زملائنا الكبار واختار هذه المرة الدرة.. الأستاذ سيد أحمد خليفة.. وحاولنا تكذيب الخبر لأنه أشار بأن الوفاة في القاهرة ولم أسمع من «أبو السيد» أن القاهرة إحدى محطاته.. وكان ينوي السفر إلى الأردن للمراجعة الدورية.. وحتى هذه سافر إليها دون ترتيب كبير بل كما علمنا سافر من مكتب الصحيفة للمطار مباشرة.
* بكت السجانة من جديد كما بكت من قبل رموزها عبد الحميد يوسف ورحمي سليمان وعثمان حسين وفي السجانة اجتمع الناس الكل يبكي ويعزي الآخر.. نعم إنها الحقيقة فقد كان صباح الخير أيُّها الموت.. مات سيد أحمد خليفة ولا دائم ولا باقٍ إلا وجه الله.. ومن نعم الإله علينا أن الموت يذكرنا بالآخرة وبهذا المصير المحتوم، ونسأل أنفسنا متى نلحق ومتى يأتينا الدور.
* عرفت سيد أحمد خليفة في السعودية في العام 5791م حين كانت الهجرة السودانية الجماعية للأراضي المقدسة وطرقنا باب الصحافة السعودية ووجدنا أمامنا العمالقة في صحيفة المدينة كان العدد الأكبر لأن رئيس تحريرها الأستاذ أحمد محمود نصف سوداني.. وعمل بالصحيفة أستاذنا الكبير الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد وعبد الرحمن ود إبراهيم.. وبعدهم من وجدناهم وعلى رأسهم من انتقل إلى رحاب ربه الأساتذة حسين حسون وحسن ساتي وعبد الباسط محمد عثمان.. وأخيراً سيد أحمد خليفة.. والعزاء لمن بقي هاشم كاروري وأحمد رمضان والفنان وراق وقطعاً نسيت بعض الأسماء.
* كنا في عكاظ أقلية بالمقارنة مع السودانيين بجريدة المدينة.. وكان أمامنا المرحوم سباعي عثمان ثم عكاشة محمد طه.. ومحمد خير كباشي وشخصي الضعيف الذي انتقل للشرق الأوسط بعد تأسيسها في اليوم السابع من الشهر السابع في العام السابع والسبعين وتسعمائة وألف وهناك وجدت الأستاذ الكبير السر سيد أحمد.
* في جدة كان في صحيفة البلاد الفاتح محمد الأمين أما في الرياض العاصمة فكانت مجموعة كبيرة منهم المرحوم الخطاط حسن مختار وأيضاً الأساتذة الطيب شبشة وعلي ياسين ومنير.. في الكويت كان شامخاً هناك الأستاذ بابكر حسن مكي رحمه الله، والضو وفي الإمارات كان العدد أكبر.
* ذكرت الصحافة المهاجرة لأن رحيل سيد أحمد خليفة جعل قائمة من رحلوا من جيل الصحفيين المغتربين أكبر من قائمة الأحياء من أمثالي.. ولا نملك إلا أن نسأل الله حسن الخاتمة حتى نحلق بإخواننا الذين سبقونا.. ورحمك الله يا سيد أحمد خليفة فقد كنت قلماً وموقفاً ورجلاً وقامة.. ومدرسة متفردة وجعل الجنة مثواك وجزاك الله بما قدمت وما عملت من أجل المحتاجين وهنا كتاب سيد أحمد خليفة المفتوح إن شاء الله.