تناولت فى المقالة السابقة الحديث الذى ادلى به المدرب المصرى الذى
عايش الكرة السودانية مدربا لاكثر من نادى والذى حدد مواطن العلة فى
الكرة السودانية عندما اكد ان واحدة من اكبر كوارث الكرة السودانية ما
اسماها(هيلمانة ماليهاش داعى) والتى قصد بها ما يشهده السودان فى فترة
التسجيلات من تظاهرات جماهيرية وضوضاء اعلامية والتى يفاجأ بها اللاعب
الذى يحضر للسودان بغرض التسجيل فى اى نادى من لحظة وصوله المطار من
تظاهرة جماهيرية واهتمام اعلامى غير مسبوق من صحافة وقنوات فضائية وحتى
عند توقيعه العقد فى مكاتب الاتحاد وسط الزخم الجماهيرة والاعلامى مما
يضعه تحت ضغط نفسى قبل ان يقدم نفسه فى الملعب مما يضعه فى مواجهة تحدى
كبير وهو ما لايشهده ويتعرض له اى لاعب فى اى دولة مهما بلغ من النجومية
ومواصلة لحديث الكوتش المصرى فلقد وضع النقط فوق الحروف وهو يقول ان
مفاهيم الموسم فى السودان مقلوبة حيث ان اللاعب يجد نفسه فى قمة النجومية
قبل بداية المويسم وقبل ان يقدم نفسه فى الملعب وهو ما يجب ان يتحقق له
مع نهاية الموسم بما يقدمه من عطاء حيث ان الفرحة والتهليل يكون مع نهاية
الموسم بما يتقق من بطولات وليس فى البداية عند معركة التسجيلات لهذا
وصف موسم الكرة السودانية بانه معكوس
واضاف الكوتش احمد سارى قائلا ان عدم الاهتمام بالمراحل السنية يجعل
الكرة السودانية تدور فى حلقة مفرغة ولن تعدو ان تكون احداثها
استعراضات ادارية اكثر مما تكون فنية واشار الى ان استقام الهلال او
المريخ لعدد كبير من الاعبين الاجانب دليل على عدم وجود اللاعب
السوادانى الجاهز والقادر على المواجهة فى المراحل المتقدمة من
البطولات الافريقية فالاجانب كما قال لا يتفوقون على اللاعب الوطنى فى شى
خلاف بداياتهم من مراحل سنية مبكرة نالوا فيها التدريب والتاهيل المناسب
وهو ما يحقق لهم التدرج الكروى السليم على عكس اللاعب السودانى الذى
يعتبر من الخامات الجيدة لا سيما فى الشق المهارى ولكنه يفتقدالتدرج فى
الاعداد من سن مبكرة حتى يكتسب الخبرة فى
معالجة اخطاءه وتحسين مستواه مما يحد من قدراته لمعالجة اخطاءة فى سن
متقدمة حيث يصبح هذا من المستحيل
واختتم حديثه بان الكرة السودانية بحاجة لاصلاحات جذرية ومعالجة للقضايا
الجوهرية وهو ليس بالامر الصعب اذا ما توفر التخطيط السليم والبداية
الصحيحة حتى يصبح للاعب السودانى وجودا فى الدوريات والبطولات الخارجية
وبالطبع ما نادى به الكوتش المصرى لن يتحقق مالم تشهد الرياضة السودانية
ثورة شاملة تقتلع كل هذه الممارسات من الجذور وان يعاد النظر فى التنظيم
الرياضى نفسه وتوفر الكوادر الادارية المؤهلة للقيادة وليست المنقادة
كسبا للاضواء الاعلامية والجماهيرية حتى تؤسس لكرة قائمة على التخطيط
السليم على انقاض هذه الممارسات البالية بدءا من (الهيلمانة الماليها
داعى) وعلى راسها هذا الهرج الذى ابتدعه الاتحاد باستقبال التظاهرات
الجماهيرية والضوضاء الاعلامية بمثول اللاعبين وحشدهم فى مكاب الاتحاد
لتوقيع عقوداتهم وحتى يتركوا اللاعب ليعلن عن نفسه فى المعب حتى يستحق
النجومية بالانجاز داخل الملعب وليس خارجه و وقبل كل هذا ان تتحمل الدولة
مسئوليتها فى اعادة هيكلة الاتحاد بما يواكب التطور
ولكن لمن تقرع الاجراس