ما قدمه المدرب المصرى احمد سارى من تشخيص لازمة الكرة السودانية يستحق
ان يكون واحدا من اهم الموضوعات التى تستحق الدراسة بجانب علة الهيكل
الخرب للرياضة السودانية ولو ان هناك اى جهة رسمية حادبة على معالجة
اوجه القصور فى الرياضة السودانية وبصفة خاصة كرة القدم لتبنت تنظيم ورشة
لبحث هاتين القضيتيم الجوهريتين ولكن مصدر العلة فى الرياضة السودانية
انه لا توجد جهة رسمية مستوعبة لهذه القضية حيث ان الوزارة المعنية
بلامر هى نفسها مغيبة ومشغولة بالمظاهر والهوامش كما ان قيادات الاتحاد
العام نجحت منذ فترة فى تهميش دور الوزارة كجهة رسمية مسئؤلة عن تطور
الرياضة باعتارها شان قومى وواجهة خارجية للدولة فالعالم عندما يتحدث عن
كاس العالم يتحدث عن المانيا وعن البرازيل ولا يتحدث عن الاتحاد وليس هذا
تقليل لدور الاتحاد وانما لتاكيد دور الدولة المغيب فى السودان يؤكد هذا
ان المنتخبات تحمل اسم الدولة ولاتحمل اسم الاتحاد وترفع علم الدولة ولا
ترفع علما خاصا بالاتحاد مما يفرض على كل منهم ان يعترف بالاخر ودوره فى
تناسق تام وليس فى صراع من اجل تهميش الاخر
اما المدرب المصرى احمد سارى الذى عايش الكرة السودانية من خلال
مسئوليته كمدرب للعديد من الاندية السودانية وعلى راسها المريخ وحى العرب
بورتسودان فلقد وضع النقط فوق الحروف وهو يحدد بتفصيل دقيق الشق الاول من
الازمة حيث اجمل الازمة فيما يلى:
1- فى تزامن مع سوق الانقالات الذى انتهى قبل ايام حيث وصفه بانه واحد
من اهم كوارث الكرة السودانية لان اللاعب الاجنبى عندما يقدم على
الاحتراف مع نادى سودانى فانه يشعر بموقف كبير بسبب الضجة الاعلامية
والصخب الجماهيرى الذى يصاحب انتقاله لنادى سودانى من لحظة وصوله مطار
الخرطوم وحتى يصل مكاتب الاتحاد وما يتبع ذلك من اهتمام به غير مسبوق
ولم يشهد مثيله فى اى نادى انتقل للعب له مما يضعه تحت ضغط نفسى عالى
جدا يشعره بضخامة المهمة الملقاء على عاتقه والتحدى الكبير الذى يواجهه
ويصعب من تقديمه المستوى المطلوب منه مما يفقده التركيز الذهنى خلال
التدريبات والمباريات وهو يواجه هذا التحدى الكبير فى مواجهة الجماهيرية
التى تحققت له قبل ان يدخل الملعب والاهتمام الاعلامى الذى ضخم منه وراهن
عليه قبل ان يلمسه فى الملعب لهذا فهو من لحظة دخوله الملعب فى تحدى كبير
يشل قدراته ويضاعف من مسئؤلياته فى تقديم المطلوب منه فبل ان ان يتعود
على المناخ المحلى وهو يواجه هذا الامتحان العسير من لحظة ارتدائه شعار
النادى من اول مباراة له
وعزا المدرب المصرى هذا الوضع الشاذ وغير المالوف الى ان الوسط الرياضى
السودانى يحمل الاشياء اكثر مما تحتمل ومما يتتطلب الموقف ولتاكيد ذلك
اجرى المدرب المصرى مقارنة بمصر لو ان نفس اللاعب قدم لمصر لنفس السبب
حيث انه لن يحظى باى استتقبال وتهليل جماهيرى له كما انه لن يحظى باى
اهتمام اعلامى على هذاالنحو الذى يشهده فى السودان ايا كانت ضخامته كما
ان توقيعه على عقد الانضمام لاى نادى يتم فى اى مكتب من مكاتب النادى
وليس تحت زخم جماهيرة واعلامى فى مكاتب الاتحاد (طبعا لان مصر لاتعرف هذه
البدعة التى ابتدعها الاتحاد السودانى)
اواصل