الشارع الرياضي
محمد أحمد دسوقي

× أستاذي الجليل وأستاذ الأجيال محمد أحمد دسوقي.. التحية مع خالص الاحترام.. استاذي دسوقي هذه المرة سوف اخرج قليلاً من اجواء الرياضة واتحدث عن موضوع اغضبني مع ان الرياضة والسياسة خطان متوازيان ورغم ذلك لا ننسى كيف اعادت الرياضة العلاقة بين امريكا والصين عن طريق لعبة كرة المضرب والحقيقة ان ما اغضبني الخبر الذي طالعته عبر احدى الصحف السياسية قبل اسبوعين والذي يقول ان منزل الزعيم الراحل المقيم وصانع الاستقلال الرئيس اسماعيل الازهري معروض للبيع وسبب غضبي من هذا الخبر ورغم نفي أسرة الزعيم له انه سيكون موجوداً بدار الوثائق المركزية وسوف تأتي اجيال بعد جيلنا الحالي وتجد هذا الخبر بالصحف بدار الوثائق رغم ان مجرد كتابة هذا الخبر يعتبر جريمة في حق هذا الوطن لأن منزل الزعيم الازهري يعتبر تراث مثل القصر الجمهوري لا يباع ولا يشترى لأنه ليس منزلاً عادياً بل هو بيت السودان ومنزل كل السودانيين ويكفي ان صاحب هذا المنزل هو الذي رفع علم استقلال السودان بعد خروج الانجليز ونيل البلاد لحريتها واستقلالها..
× وبيت الزعيم الازهري سوف يبقى مثله مثل القصر الجمهوري خالداً طول البقاء واعتقد انه من المستحيل ان يباع بيت الزعيم الازهري والشعب السوداني موجود لأنه اذا دفع اي فرد من الشعب السوداني الابي مبلغ جنيه واحد لتمت المحافظة عليه الى الابد.. واذا جاز لي ان اتساءل اين الاتحاديين من هذا الخبر الذى هز كل السودانيين وماهو دورهم في المحافظة على هذا التراث؟
× عزيزي ابوالدوس انا لست سياسياً بل انا رياضي فقط اعشق الهلال الأعظم والزعيم الراحل المقيم الازهري الذي تخرج من جامعة الهلال حيث قدم طلباً لادارة النادي لقبوله عضواً في هذا الكيان الأعظم بالرغم انه لم يمارس لعبة كرة القدم ولا علاقة له بالرياضة ولكن لأن الهلال تأسس أساساً لمحاربة المستعمر ولهذا طالب الزعيم بالانضمام للهلال حتى يحارب المستعمر من داخل نادي الهلال وتم قبوله عضواً بالنادي وعندما تم اختياره رئيساً لمؤتمر الخريجين اقام اول مؤتمر للخريجين بالعاصمة داخل نادي الهلال عام 1940م ومعلوم ان اول مؤتمر للخريجين في السودان اقيم بمدينة ود مدني وتقريباً عام 1939م وكما قلت باني لست سياسياً ولكني كنت اميل الى الحزب الوطني الاتحادي برئاسة الزعيم الازهري واذكر انه في عام 1955م وقبل اعلان استقلال السودان بشهرين زار الزعيم الازهري جبال النوبة وحضر الى منطقتي قرية سلارا الحبيبة والتي هي مسقط رأسي وكنا في ذلك العام في بداية الصف الاول من المرحلة الاولية وكان ناظر عموم جبال النوبة هو عمنا الراحل المقيم امين دردمة وخاطب الزعيم وابوالحركة الوطنية وصانع استقلال السودان اهلنا بشمال الجبال في ميدان الادارة وقال لنا ان حزب الامة هو حزب لكيان الأنصار وان حزب الشعب الديمقراطي هو حزب لطائفة الختمية واما الحزب الوطني الاتحادي هو حزب لكل السودانيين الوطنيين بعيداً عن الطائفية والقبلية ولهذا كان انحيازي للحزب الوطني الاتحادي واما حزب الشعب الديمقراطي الذي يرعاه مولانا الراحل المقيم السيد علي الميرغني طيب الله ثراه فقد كان رئيسه الراحل المقيم السيد علي عبدالرحمن حتى تم دمج الحزبين في حزب واحد اطلق عليه الحزب الاتحادي الديمقراطي ومنذ ذلك التاريخ والى الآن ابو أمين يتحسر على العلم القديم الذي يرفرف فوق سارية بيت الزعيم الازهري وللذين لا يعرفون شيئاً عن بيت الزعيم الازهري فانه قد شيده من حر ماله وعندما لم يكتمل طلب سلفية من البنك الزراعي مقدارها تسعة الف جنيه في ذلك الوقت لاستكماله والذي يقف شامخاً الآن بل وضرب الزعيم الراحل المقيم الازهري مثلاً رائعاً في الوفاء والاخلاص في عام 1964م عندما التزم بتسديد مبلغ الفى جنيه عبارة عن ديون على الرئيس عبود في البنك الزراعي بعد ثورة اكتوبر وفعلاً قام الزعيم الازهري بتسديد هذه المديونية من حر ماله..
× هذا هو الزعيم الراحل وصانع استقلال السودان اسماعيل الازهري والذي سيظل تاريخاً ناصعاً ومشرفاً لكل السودانيين كما سيبقى الرئيس عبود واحداً من اعظم الرؤساء والذي جسد كبرياء السودانيين واحترامهم لانفسهم عندما زار امريكا عام 1959م ورفض النزول من الطائرة اذا لم يأت الرئيس الامريكي جون كنيدي لاستقباله في المطار وفعلاً حضر كنيدي الى المطار لاستقبال عبود وبعد ذلك نزل المفدى من طائرته الميمونة..وايضاً سيظل علم الاستقلال عالقاً بأذهاننا لان نجوم المنتخب السوداني بقيادة جكسا عندما ينزلون الى ارض الملعب وعلم الاستقلال على صدورهم كانت المدرجات تكاد تهتز من المساندة وتشجيع للمنتخب الذي يدافع عن علم بلادنا ذو الالوان الثلاثة واتمنى ان يعود هذا العلم القديم ليرفرف مرة اخرى على سارية القصر الجمهوري وعاش السودان حراً مستقلاً وينعم بالسلام والأمن والاستقرار واتمنى في العام الجديد وهو على الأبواب ان تتوقف النزاعات المسلحة وان يتوحد السودانيين تحت راية الوطن من اجل غد اكثر رخاء وازدهاراً ورفاهية..
الفكي بشير بريمة ابوامين