كما أفكر
أكرم حماد
كثيرون هم النجوم الذين يمتلكون المهارات أو الإمكانيات التي تحقق لهم المجد والشهرة.. ولكن قليلون هم الذين يمتلكون (بالإضافة إلى مهاراتهم) الشخصية القوية والفهم العالي والأخلاق الرفيعة.
محمد موسى نجم المريخ السابق ومدرب منتخب الشباب من النجوم القلائل الذين جمعوا بين الموهبة العالية والشخصية القوية.. فمن ناحية الموهبة كان أحد أفضل لاعبي الوسط في جيله لدرجة أنه إحترف في الدوري المغربي وتحديداً في الفريق الكبير الوداد.. وكلنا يعرف الوداد الذي حرم الهلال من الفرحة القارية في نهائي 92.. وبكل تأكيد فإن تعاقد فريق كبير من فرق شمال أفريقيا المتطورة مع المهندس في حد ذاته دليل على موهبته العالية.. علماً بأنه اللاعب السوداني الوحيد الذي إحترف في المغرب.
وبالإضافة إلى موهبته العالية يمتلك محمد موسى شخصية قوية.. فهو شخص واضح وصريح.. على عكس كثير من الرياضيين الذين يتخذون من اسلوب اللف والدوران منهج.. ووضوحه ظهر حتى في تحليلاته عندما يظهر كمحلل رياضي في التلفزيون.. فهو لا يتعامل مثل بعض المحللين بمنظور هلاريخي وإنما يعطي كل ذي حقٍ حقه.. ويقدم رؤيته التحليلية بموضوعية كاملة.
وشخصية مثل شخصية محمد موسى لافتة للنظر لسببين.. الأول لأنها شخصية قوية بإحترام.. وليس بقلة إحترام.. الثاني لأن أحد اهم مشاكل اللاعب السوداني وحتى بعض المدربين الشخصية الضعيفة.. لدرجة أنك تجد نجماً كبيراً من ناحية الإسم ولكنك تكتشف أنه سهل الإنقياد ومرتبك ولا يجيد التصرف ولا يعرف المواجهة.
جمعتني جلسة طويلة بمحمد موسى.. تحدثنا فيها عن الكثير من الأشياء.. من بينها التسجيلات.. وقد تحدث بشكل إيجابي عن لاعب الهلال الجديد فيصل موسى مؤكداً أنه صاحب موهبة كبيرة وأنه يتوقع له النجاح في الهلال وأشاد بأخلاقه الرفيعة وقال أنه نموذج للاعب المثالي والمحترم.. وبالإضافة إلى ذلك أشاد بتعاقد الهلال مع ثمانية من اللاعبين الشباب للفريق الرديف مشيراً إلى أن هذه الخطوة يجب أن تقوم بها جميع الأندية.. وشخصياً أتفق معه تماماً بخصوص الشباب.. لأن المستقبل للشباب.
وبخصوص المفاجآت والقنابل التي يتحدث عنها الإعلام والمنتديات بخصوص التسجيلات أشار المهندس إلى نقطة مهمة جداً وهي أنه لا توجد مقاييس دقيقة للتوقعات.. فما تراه غير قابل للحدوث قد يحدث فجأة.. وما تراه قريب جداً قد يتحول إلى سراب.
وهو حديث منطقي جداً ويؤكده صعوبة الحصول على المعلومة نفسها.. لأن المعلومة غير متوافرة للمسئولين أنفسهم.. لأن الإدارة بدون تخطيط وبدون دراسة.. لهذا تجد خبراً يتنافى ويتعارض مع خبر آخر لأن الموضوع في ظل صعوبة الحصول على المعلومة أصبح مجرد تخمينات وتوقعات وفي بعض الأحيان تأليف.. أو ما يُسمى (بالشتل).
وأجمل ما قاله محمد موسى من خلال هذا اللقاء حديثه الطيب عن الراحل والي الدين محمد عبد الله.. فقد قال: كثيراً ما نسمع كلاماً طيباً عن النجوم الراحلين ولكن في بعض الأحيان يكون هذا الكلام غير صحيح.. ولكن أي كلام إيجابي كُتب أو قيل في والي الدين بعد وفاته كان سليماً وصحيحاً.. فهو لاعب مهذب ومحترم لأبعد الحدود.. وقد أكد أنه تأثر جداً بوفاة والي الدين وأن هذا الأمر إنعكس حتى على تركيزه في بعض المباريات.. نسأل الله الرحمة والمغفرة للوالي الغالي.. الوالي الذي كنتُ وما زلت أراه أفضل مهاجم سوداني على الإطلاق.
محمد موسى قال على سبيل الدعابة للمشجع المريخابي الكبير محمد وادي الذي كان معنا في الجلسة: (أكرم ده كان مفروض يكون مريخابي لأنو بيشبهنا).. وأنا أقول على سبيل الدعابة ايضاً (محمد موسى يشبه الهلال).
بالمناسبة.. محمد موسى حسبما أعلم وقبل أن يسجل للمريخ كان قريباً من الهلال.. وهيثم مصطفى قبل أن يلعب للهلال كان قريباً من المريخ.. ولكن في النهاية ذهب المهندس للمريخ والبرنس للهلال.. وهذا الأمر يعيدنا لكلام محمد موسى نفسه وهو أنه لا توجد مقاييس دقيقة للتوقعات عندما يتعلق الأمر بالتسجيلات.. فالمتوقع قد لا يحدث.. وغير المتوقع قد يكون (الحدث).
أكرم حماد
كثيرون هم النجوم الذين يمتلكون المهارات أو الإمكانيات التي تحقق لهم المجد والشهرة.. ولكن قليلون هم الذين يمتلكون (بالإضافة إلى مهاراتهم) الشخصية القوية والفهم العالي والأخلاق الرفيعة.
محمد موسى نجم المريخ السابق ومدرب منتخب الشباب من النجوم القلائل الذين جمعوا بين الموهبة العالية والشخصية القوية.. فمن ناحية الموهبة كان أحد أفضل لاعبي الوسط في جيله لدرجة أنه إحترف في الدوري المغربي وتحديداً في الفريق الكبير الوداد.. وكلنا يعرف الوداد الذي حرم الهلال من الفرحة القارية في نهائي 92.. وبكل تأكيد فإن تعاقد فريق كبير من فرق شمال أفريقيا المتطورة مع المهندس في حد ذاته دليل على موهبته العالية.. علماً بأنه اللاعب السوداني الوحيد الذي إحترف في المغرب.
وبالإضافة إلى موهبته العالية يمتلك محمد موسى شخصية قوية.. فهو شخص واضح وصريح.. على عكس كثير من الرياضيين الذين يتخذون من اسلوب اللف والدوران منهج.. ووضوحه ظهر حتى في تحليلاته عندما يظهر كمحلل رياضي في التلفزيون.. فهو لا يتعامل مثل بعض المحللين بمنظور هلاريخي وإنما يعطي كل ذي حقٍ حقه.. ويقدم رؤيته التحليلية بموضوعية كاملة.
وشخصية مثل شخصية محمد موسى لافتة للنظر لسببين.. الأول لأنها شخصية قوية بإحترام.. وليس بقلة إحترام.. الثاني لأن أحد اهم مشاكل اللاعب السوداني وحتى بعض المدربين الشخصية الضعيفة.. لدرجة أنك تجد نجماً كبيراً من ناحية الإسم ولكنك تكتشف أنه سهل الإنقياد ومرتبك ولا يجيد التصرف ولا يعرف المواجهة.
جمعتني جلسة طويلة بمحمد موسى.. تحدثنا فيها عن الكثير من الأشياء.. من بينها التسجيلات.. وقد تحدث بشكل إيجابي عن لاعب الهلال الجديد فيصل موسى مؤكداً أنه صاحب موهبة كبيرة وأنه يتوقع له النجاح في الهلال وأشاد بأخلاقه الرفيعة وقال أنه نموذج للاعب المثالي والمحترم.. وبالإضافة إلى ذلك أشاد بتعاقد الهلال مع ثمانية من اللاعبين الشباب للفريق الرديف مشيراً إلى أن هذه الخطوة يجب أن تقوم بها جميع الأندية.. وشخصياً أتفق معه تماماً بخصوص الشباب.. لأن المستقبل للشباب.
وبخصوص المفاجآت والقنابل التي يتحدث عنها الإعلام والمنتديات بخصوص التسجيلات أشار المهندس إلى نقطة مهمة جداً وهي أنه لا توجد مقاييس دقيقة للتوقعات.. فما تراه غير قابل للحدوث قد يحدث فجأة.. وما تراه قريب جداً قد يتحول إلى سراب.
وهو حديث منطقي جداً ويؤكده صعوبة الحصول على المعلومة نفسها.. لأن المعلومة غير متوافرة للمسئولين أنفسهم.. لأن الإدارة بدون تخطيط وبدون دراسة.. لهذا تجد خبراً يتنافى ويتعارض مع خبر آخر لأن الموضوع في ظل صعوبة الحصول على المعلومة أصبح مجرد تخمينات وتوقعات وفي بعض الأحيان تأليف.. أو ما يُسمى (بالشتل).
وأجمل ما قاله محمد موسى من خلال هذا اللقاء حديثه الطيب عن الراحل والي الدين محمد عبد الله.. فقد قال: كثيراً ما نسمع كلاماً طيباً عن النجوم الراحلين ولكن في بعض الأحيان يكون هذا الكلام غير صحيح.. ولكن أي كلام إيجابي كُتب أو قيل في والي الدين بعد وفاته كان سليماً وصحيحاً.. فهو لاعب مهذب ومحترم لأبعد الحدود.. وقد أكد أنه تأثر جداً بوفاة والي الدين وأن هذا الأمر إنعكس حتى على تركيزه في بعض المباريات.. نسأل الله الرحمة والمغفرة للوالي الغالي.. الوالي الذي كنتُ وما زلت أراه أفضل مهاجم سوداني على الإطلاق.
محمد موسى قال على سبيل الدعابة للمشجع المريخابي الكبير محمد وادي الذي كان معنا في الجلسة: (أكرم ده كان مفروض يكون مريخابي لأنو بيشبهنا).. وأنا أقول على سبيل الدعابة ايضاً (محمد موسى يشبه الهلال).
بالمناسبة.. محمد موسى حسبما أعلم وقبل أن يسجل للمريخ كان قريباً من الهلال.. وهيثم مصطفى قبل أن يلعب للهلال كان قريباً من المريخ.. ولكن في النهاية ذهب المهندس للمريخ والبرنس للهلال.. وهذا الأمر يعيدنا لكلام محمد موسى نفسه وهو أنه لا توجد مقاييس دقيقة للتوقعات عندما يتعلق الأمر بالتسجيلات.. فالمتوقع قد لا يحدث.. وغير المتوقع قد يكون (الحدث).
