امسية الاحد الماضى وعقب تناول الافطارعلى عجل كعادتى للحاق بملحمة كاس العالم سارعت حتى لا تفوتنى الملحمة ولكن غاب كاس العالم لان اليوم كان اول ايام الراحة حتى انطلاق تصفيات نصف النهائى بعد حسم ربع النهائى فاحبطت وشاشة التلفاز تضحك على (شامتة) وانا اهرع اليها ناسيا انها اليوم فى اجازة .
ولكن كم كانت ضحكتى عليها اكبر عندما اتجهت نحو قناة النيل الازرق لتغمرنى سعادة غامرة وانا اجد معشوقى حد الجنون القامة ومعشوق الملايين من الشمال والجنوب الفنان المبدع النور الجيلانى ضيفا على حضرة الفنان الشامل الاستاذالكبير السر قدور فى برنامجه(سيد البرامج الغنائية بلا منازع) اغانى واغانى .
لحظتها وددت لو كان بيدى ان اهاتف شاشة التلفاز لاقول لها لا تشمتى على :
غاب كاس العالم ولكنى كنت اكثر سعادة وانا فى حضرة كاس الفنان المبدع النور الجيلانى.
حقا انها ليلة ليست ككل الليالى لم يعيبها غير ان الزمن المتاح دون قامة هذا الرمز وياليتها كانت سهرة كاملة.
ليلة امتزج فيها الحذن والفرح تطرب وتفجع تسعد وتشقى
ليلة فيها العين تدمع وهى ترى هذا الفنان الانسان (اخو الاخوان) يعجزه المرض عن هوايته التى نذر لها عمره فيفقده اعز مايملك واعز ما ماسر به مسامعنا نحن عشاقه.
كما انها ليلة فيها الاذن تطرب وابداعات النور يشدو بها كوكبة من المطربين جاهدوا بكل مواهبهم وقدراتهم الفنية واسعدونا بما قدموا من اجتهادات (خاصة الفنان طه حسين مسك الختام) ولكن هذا الجبل الشامخ يصعب تسلقه ومدرسة فنية يصعب تقليديها.
ليس هذا لتقيل ما بذل من جهد من المطربين الذين قدموا ابداعاته فليس بالامكان احسن مماكان لان النور لا يقلده الا النور
فالنور ليس صوتا مميزا فحسب فهذا يمكن تقليده بل والتميز عليه ولكنه صوت يترجم الكلمة احساسا يخترق العقل والقلب
والنور حركة تلهب النظر وتخترق الوجدان معبرة ومترجمة لمعانى ومضامين الكلمات .
حقا انها ليلة اشبعتنا طربا ولكنها مذقت قلوبنا حسرة ونحن نشهدالنور الذى لا ينطفئ نوره يتمذق فى صمت فى دواخله ويقعده المرض ويفرض عليه عنوة ان يكون مستمعا تتفجر فى دواخله لحظة سماعه لمن يردد اغانيه ثورة يعجزه صوته عن التعبير عنها فكيف يكون حاله لحظتها.
يالها من لحظات قاسية يتنازعنا فيها متعة الطرب لاغانيه التى نعشقها والحسرة على حاله عندما نرى النيران تشتعل فى دواخله بسبب الظروف الطارئة التى المت به
انه قدر الله يالنور وماشاء الله فعل فان حكم علينا ان نحرم من صوتك فى الجديد من ابداعاتك قبل ان يحرمك انت فاننا لا نملك الا ندعو الله ان ينعم عليك بالصحة والعافية رافة بنا نحن الذين فقدناك
ولعلنى وفى هذا الشهر المبارك ادعو كل عشاقه ان يكثروا من الدعوة لينعم الله عليه بالصحةوالعافية ويعيده الينا لمزيد من الابداع
فالنور انسان قبل ان يكون مبدع فنان والنور وفى بل ملك للوفاءفى زمن قل فيه الوفاء .
التحية لك قناة النيل الازرق وربانها الماهر الاستاذ حسن فضل المولى والتحية لك الفنان الشامل الاستاذ السر قدوروانت تقدم وتوثق لمسات الوفاء لمن ابدعوا واجزلوا العطاء
وتحية خاصة واكثر خصوصية لك المبدع الفنان النور الجيلانى صاحب المدرسة الفنية الخاصة التى سجلت اضافة كبيرة للفن الغنائى السودانى على طريق اكبر واشهر فنانى العالم من امثال جيمس براون .
والله ياخد بايدك وايدينا ويعيدك لينا اللهم امين

خارج النص:
انشر نص المقال اعلاه دون تعديل حيث اننى عندما بعثت به لصحيفة الصدى كان ذلك قبل ان اشاهد برنامج اغانى واغانى حلقة اليوم التالى الاتنين والتى تواصل فيها استضافة المبدع النور الجيلانى وكنت قد اشرت الى انه يحتاج لاكثر من حلقةقالشكر للقناة ووللبرنامج وقد كان البرنامج فى حقلته الثانية منتهى الروعة ولعلنى اختم بما اختتم به اللقاء الثانى بالدعاء للفنان المبدع ان ينعم بالعافية ويعود لمعجبيه فكل عشاقه بانتظار هذا اليوم ويارب ما يطول