كرة القدم فعلا مجنونة واكثر من هذا انها لا تحترم من يراهن على التاريخ كما نفعل نحن فى السودان حيث لم نعد نملك الا ترديد اننا اسسنا الكرة الافريقية بل والكرة العربية مع اننا نتساقط من سنة لاخرى حتى اصبحنا فنيا
خارج الشبكة المسمى بكرة القدم حتى افريقيا..
وهاهو كاس العالم نفسه يقدم لنا الدروس ان كنا نستوعب الدرس.
فلقد شهد كاس العالم هذه المرة كبارا (صغروا) و(صغارا كبروا)
فمن كان يصدق ان يخرج حامل اللقب من الدور التمهيدى للتصفيات ويفشل فى الصعود لمجموعة ال16 ومن كان يصدق ان انجلترا تواجه نفس المصير وهى صاحبة افضل تاريخ فى عالم كرة القدم لانها مؤسسة الكرة فى العالم وليس فى افريقيا كما ندعى نحن حتى انها تتمتع بوضع مميز قانونا فى اكبر منظمة تحكم كرة القدم على مستوى العالم وهى تتمتع بعضوية واحدة من مجموع خمسة اعضاء فى اعلى منظمة مسئولة عن كرة القدم وتمثل سلطة اعلى من الفيفا ..
هكذا حكم المجنونة لتؤكدانها لا تعترف بالتاريخ فحتى البرازيل سيدة الكرة العالمية ومستضيفة هذه البطولة شهدناها تواجه موقفا حرجا حتى تخوف عشاقها من ان تخسر التاهل للدوور الثاتى حتى لا يختلف مصيرها عن اسبانيا وانجلترا وهى صاحبة افضل تاريخ عالمى ولو انها فقدت فرصة التصعيد لدور ال(16) لكتبت نهاية كاس العالم قبل موعده الا ان الحكم انقذ البرازيل من هذا المصير عندما حسم اللقاء الاول لصالحها انقاذا للموقف. ولايزال المستوى الذى ظهرت به البرازيل يتهدد مواصلتها المشوار وسط طموحات القادمون من الخلف
وكما شهد كاس العالم هذه المرة تساقدط كبار فى مستوى اسبانيا حاملة اللقب والاشهر على مستوى الاندية عالميا وانجلترا بتاريخها وتميز انديتها فلقد شهد العالم صعود دول لم تكن فى الحسبان حيث ظهرت بمستويات عالية كما هو الح ال مع شيلى وكرواتيا وكولمبيا.وكوستريكا
ولا تزال التوقعات تشيرلكثير من المفاجاءات فى مقبل مراحل المنافسة. بتقدم دول مغمورة لم تكن فى الحساب
كل هذا يؤكد ان الكرة لجنونها ترفض ان تعترف بالغرور والتعالى بالتاريخ واتما تعترف فقط بما يبذل من جهد واحترام الخصم مهما صغرت مكانته .
وهانحن نشهدعلى المستوى الافريقى اندية مغمورة تاريخيا بل حديثة العهد تحقق طفرات كبيرة وتظهر مستوياتها ندية غير متوقعة ومحسوبة كما اننا نعايش اليوم فى مجموعة الهلال مستوى فيتا كلوب الذى حسبناه تمامة عدد فاذا به يكشر عن انيابه ويبدى قوة لا يستهان بها
كما اننا شهدنا تساقط قمتنا فى السنوات الاخيرة من المستويات التمهيدية مما يؤكد ان الكرة تعطى من يحترمها ولا ينكر عليها حقها انها لمن يبذل ويجتهد ويعطى اكثر لا من يعتمد على الاسم والتاريخ.
هذا الواقع بدت ملامحه وان لم تبلغ مراحله الجادة بدت فى الكرة السودانية حيث بتنا نشهد تساقط الهلال والمريخ رغم فارق الامكانات الذى يتمتعان به والكثافة الجماهيرية المشجعة لهم مقارنة بالاندية المنافسة حيث اننا نشهد لاول مرة فى دورى السودان ان هذه القمة تعيش حالة من الرعب لما تلاعب منافسيها خارج الارض بل اصبح هم القمة كيف تعود بنقاط من خارج الارض امام بعض الاندية التى تمتعت بقدر معقول من الامكانات المادية وان كان محدودا لا يقارن مع القمة مثل اهلى شندى واهلى عطيرة وهلال كادوقلى والنسور الذين اثاروا الرعب فى اندية القمة .
فالقمة السودانية ان لم تستوعب الان الدرس فان التاريخ وحده لن يشفع لها وانها ايلة للسقوط ان كانت تراهن على هذا الواقع .
على هذه القمة ان تدرك ان الحفاظ على القمة لا يقوم على الارث وانما يقوم على مضاعفة الجهد والارتقاء بالمستوى الفنى لمواكبة التطور عالميا وليس محليا والا طوى التاريخ و-لا اظن هذا سيكون بعيدا - ما تسمى بالقمة السودانية التى هى حقا قمة مالية وجماهيرية اما داخل الملعب غير موجودة و ليست الا اسد محلى وفى الحروب نعامة بل اصبحت كما تشير الدلائل على انها مهددة بان تكون اسدا فى ولاية الخرطوم ونعامة فى الولايات وهى بلا شك خطوة ستقود حتما لطى ملف القمة لان هذا هو حكم المجنونة فى الملعب لانها لا تعترف بالسيادة للقمة المزعومة خارج الملعب. مهما زايد بهذا الاعلام الاحمر او الازرق
ولعل فى هذا درس للولايات لتى يتعين علي مسئوليها ان تكون داعمة لانديتها حتى تقلص فارق الامكانات لترفع راية الولاية ويومها سنرى كيف نصنع تاريخا جديدا للكرة السودانية
ويبقى السؤال:
هل ينجح السودان فى كتابة تاريخ جديد ام يبقى خارج الشبكة وسط الهرج الجماهيرى الاعلامى والضوضاء على ان لدينا قمة كروية حتى صدقت فينا مقولة(جحا وقلة عقله)