• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
كمال الهدى

ماذا لو قتلته؟!

كمال الهدى

 0  0  1690
كمال الهدى

كمال الهِدي

kamalalhidai@hotmail.com

· مع كل صباح جديد نستقي درساً جديداً من المباريات والأحداث المصاحبة لبطولة كأس العالم الجارية حالياً بالبرازيل!

· سأبدأ القاء الضوء على بعض هذه الدروس بدءاً بآخرها.

· فقد طالعت صباح اليوم خبراً يفيد بأن ممرضة في المستشفى الذي نُقل له النجم البرازيلي نيمار قد فقدت عملها لأنها قامت بتصويره داخل المستشفى.

· لم يتردد المسئولون في المستشفى أو يسألوا هذا أو ينتظروا توصية ذاك، بل اتخذوا القرار سريعاً بداعي أن الممرضة فشلت في المحافظة على خصوصية مريض!

· ولك عزيزي القارئ أن تتأمل! ممرضة وأين! في البرازيل وليس في أمريكا أو كندا تفقد وظيفتها لأنها لم تحافظ على خصوصية مريض.

· فقدان وظيفة عشان صورة يا أهل البرازيل!

· هل تعلموا يا ( راقصي السامبا) أنه في بلدنا يمكن أن تتسبب ممرضة أو طبيب في مقتل المريض بشكل مباشر دون التعرض لمجرد مساءلة في بعض الأحيان ناهيكم عن عقوبة!

· فقد فعلوها مرات ومرات مع مرضى عاديين ومشاهير ولم نسمع عن عقوبة أو محاسبة.

· نعود للملاعب البرازيلية التي يمتعنا فيها الموهوبون لدرجة أنسونا معها أن لدينا شيئاً اسمه كرة قدم في السودان.

· هناك نتابع كل يوم تلك اللقطات التي تشرح الأفئدة وتسر الناظرين.

· جمهور منظم وأزياء زاهية وحضور طاغِ يفتح النفس ويدفع اللاعبين لتقديم أفضل ما عندهم.

· أكثر ما يلفت النظر هو ذلك التلاحم والتلاقي بين جماهير المنتخبات المتنافسة.

· في مباراة كولومبيا والبرازيل مثلاً كنا نشاهد جماهير الفريقين في حالة تمازج واختلاط تام وكل يشجع منتخب بلاده بكل رقي دون أن يتعرض للآخر بسوء.

· أما عندنا فلو أخطأت الشرطة وتركت جماهير الهلال والمريخ دون فواصل فالكارثة قادمة لا محالة.

· وكيف لا والصدور عندنا غالباً ما تُملأ حقداً وغيظاً وكراهية تجاه الآخر قبل أيام من موعد اللقاء!

· وحتى الفواصل نفسها لم تمنع في يوم أعمال الشغب والسلوك المشين التي تأتي به أعداد من جماهير الكرة في بلادي.

· لكنهم هناك في مونديال البرازيل يشجعون ويرقصون ويبتهجون في حالتي الفوز والخسارة.

· أنصار الفريق الفائز يسعدون بالنقاط.

· ومشجعو المنتخب الخاسر يفخرون بأداء لاعبيهم ويصفقون لهم ولا يسبونهم أو يشتمونهم كما نفعل نحن.

· ولا ننسى الدروس التي يقدمها لنا اللاعبون والمدربون.

· ودونكم تلك اللقطة الرائعة للاعبي البرازيل ديفيد لويز وداني ألفيش ومدربهم اسكولاري أثناء مواساتهم لنجم منتخب كولومبيا الأول الفتى اليافع الحريق رودريجيز.

· تلك اللقطة تحديداً تستحق أكثر من وقفة لعدة اعتبارات.

· أولها أن البرازيل حققت فوزاً صعباً ضمن لها التأهل لدور الأربعة، لكن الفرح الطاغي لم ينس ألفيش ولويز واسكولاري أهمية التصرف كبشر يتعاطفون مع إخوانهم البشر.

· لذلك ما أن رأوا رودريجيز يجهش بالبكاء بسبب خروج منتخب بلاده حتى سارعوا إليه للتخفيف عنه وتطمينه بأن القادم أحلى له ولمنتخب بلاده.

· وثاني هذه الاعتبارات أن تلك اللقطة الهامة أتت بعد خروج نيمار مصاباً، لكن ذلك لم يدفع الثلاثي آنف الذكر لأن يتجاهلوا دموع رودريجيز أو يقولوا " فليمت غيظاً بعد أن أصاب مدافعهم لاعبنا وفزنا عليهم" كما قد يحدث من لاعبينا ضعيفي القدرات.

· أما ثالث الاعتبارات فهو دموع رودريجيز نفسها التي لا يفترض أن نمر عليها مرور الكرام.

· فالفتى رغم صغر سنه وقوة أدائه والطريقة المثلى التي قدم بها نفسه خلال المونديال لم تزل غيرته على شعار بلاده أكبر من تفكيره في اموره الخاصة.

· فلو كان يفكر في نفسه فقط كما يفعل بعض لاعبينا، لما حزن كثيراً بعد أن سطع نجمه وعرفه القاصي والداني ووقفوا على موهبته المهولة.

· أما هنا في السودان فكثيرا ًما شاهدنا لاعبي أنديتنا ومنتخباتنا يتبادلون الضحكات والابتسامات بعد خروج حزين من أكثر من بطولة يكون قد أبكى الجماهير المغلوب على أمرها، أما هم فبسبب قلة فهمهم وضعف غيرتهم لم يكن الأمر يستحق منهم دموعاً مثل دموع رودريجيز.

· شيء آخر ملفت في كأس العالم الحالية أيضاً هو تركيز اللاعبين على لعب الكرة.

· فبإستثناء حالات نادرة لم نلحظ خروجاً عن السلوك الرياضي الاحترافي ولذلك جاءت المباريات أكثر إثارة وندية.

· رأيي الشخصي أن النسخة الحالية شهدت كرة أقدم أجمل من تلك التي تابعناها خلال مونديال جنوب أفريقيا ودليلي على ذلك هو مفاجآت دور الـ32 العديدة هذه المرة.

· ومن أجمل ما ظللنا نتابعه خلال هذه النسخة من البطولة هو الأداء المتميز جداً لحراس المرمى.

· في كل مباراة نسعد بقوة وروعة حارس مرمى منتخب ما لنفاجأ في المباراة التي تليها بأداء أروع لحارس منتخب آخر.

· لا أذكر أنني وقفت على أداء ضعيف لأي من حراس المرمى المشاركين في هذه البطولة.

· وكل العشم أن يكون حراس المرمى في بلدنا قد تابعوا جيداً الطريقة التي لعب بها حراس مختلف المنتخبات المشاركة في المنافسة.

· فحراسة المرمى من المراكز التي يستطيع صاحبها أن يستفيد كثيراً من متابعة كبار الحراس وهم يؤدون، ليلاحظ كيف يقفون وأين يتمركزون ومتى يخرجون ومتى يعودودن للمرمى وكيف يتصدون للكرات القوية والعكسية ( بيد مفتوحة أم بقبضة اليد).. الخ.

· وعلى الصعيد الشخصي استوقفني كثيراً تصرف مدرب منتخب هولندا فان جال بتغييره لحارس المرمى في الدقيقة 120 من مباراتهم أمام كوستاريكا وسبب ذلك هو أنني سبق أن ناشدت مدربي الهلال في مناسبتين مختلفتين بتغيير المعز في الدقائق الأخيرة وإدخال الدعيع في واحدة وجمعة في الثانية عندما تقترب اللحظات التي يمكن أن يلعب فيها الهلال ركلات الترجيح باعتبار أن الدعيع وجمعة بارعان في التصدي لها، بينما المعز فاشل بدرجة جيد في التعامل مع ركلات الترجيح.

· وبالطبع لم يحدث ذلك التغيير وفي المرتين خرج الهلال بضربات الحظ.

· قلت الحظ وأنا أدرك تماماً أن الحظ يلعب فيها الدور الأكبر، لكن طالما أن لديك حارساً يتعامل مع ركلات الترجيح بصورة أفضل من زميله فليس عليك أن سوى أن تعمل ما يليك وتقحمه وتترك الباقي على الله.

· وهذا بالضبط ما فعله مدرب هولندا وما أن رأيت الحارس البديل يقف على الخط تأكد لي أن فان غال ( راقد ليهو فوق رأي).

· والواقع أن الخطوة يمكن أن تنال من المنافسين حتى إن لم يكن الحارس البديل بتلك البراعة في التصدي للركلات.

· يكفي فقط أن يكون الحارس البديل أفضل من زميله الأساسي ولو بدرجة واحدة ليكمل الدور بالرهبة التي يمكن أن تسيطر على منفذي الركلات من الفريق الآخر.

· وهو بالضبط ما فعله حارس هولندا البديل كرول، فهل يتعلم مدربونا من مثل هذا الدرس!!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019