ظل رئيس نادي المريخ جمال الوالي يطل كثيراً عبر وسائل الإعلام المختلفة في الآونة الأخيرة ولا جديد في تصريحاته والتي دائماً ما تكون هجوماً على المعارضة المريخية، وكأن المعارضة تمثل عيباً أو جريمة. أغلب رؤساء الأندية الكبيرة في محيطنا الاقليمي والدولي تجدهم يعملون في صمت دائماً ولا يثرثرون كثيراً في أجهزة الاعلام ويجتهدون لأجل تفوق أنديتهم في شتى المجالات. أطل الوالي عبر حوار مطول في بعض الاصدارات الصحفية أمس وقبلها تحدث في قناة قوون متحدثاً عن فترته بالمريخ والتي تجاوزت الـ 11 عاماً وحفلت بالكثير كما تناول العديد من القضايا والملفات، وأشار لرغبته في الرحيل. لاجديد يذكر في تصريحات الوالي؛ بل هو قديم يعاد، نفس الكلام عن انجازات لفريق الكرة لا وجود لها على أرض الواقع، ونفس الكلام عن المعارضة مع تغيير بعض الجمل والعبارات. قال الوالي إن فترته شهدت العديد من الانجازات على مستوى الفريق(فاز بالممتاز 3 مرات فقط في 11 عاماً) ولست أدري ما هي تلك الانجازات التي حدثت، فهل حقق الأحمر لقب دوري أبطال افريقيا، وهل شارك في كاس العالم للأندية ؟؟. هل نيل الميدالية الفضية للمسابقة الكونفدرالية في 2006 يمثل انجازاً، وهل يمكن المقارنة مع كاس مانديلا 89 ذلك الانجاز الذي لم يتكرر حتى الآن، وهل الوصول لدوري مجموعات أبطال افريقيا يعتبر انجازاً؟ عن أية انجازات يتحدث الوالي والمريخ ظل يخرج من الأدوار التمهيدية للبطولة الافريقية سنوياً وكان آخرها في العام الحالي على يد كمبالا سيتي الأوغندي رغم ما صرف من أموال طائلة كانت ستحقق للمريخ اللقب. كالعادة هاجم الوالي المعارضة المريخية ووصفها بالهدامة، والتي تصدر ضجيج البراميل الفارغة، وقال إن المعارضين يبخسون ويسيئون ويعكرون الاجواء ويسعون لضرب الاستقرار مثلما قال في حواره الصحفي. لا أدري لماذا يهاجم الوالي المعارضة بتلك الصورة فهل المعارضة جريمة أو عيب يعاقب عليه وهل المعارضة المريخية تسئ وتهدم وتعكر الأجواء مثلما ادعى الوالي، الاجابة بالطبع لا. المعارضة التي يتحدث عنها الوالي لا تعمل في الخفاء وليس لها أجندة شخصية بل إنها تنضوي تحت كيان عريض يضم العديد من التنظيمات والشخصيات المريخية والتي تهمها مصلحة المريخ الكيان. المعارضة ظاهرة ايجابية ونجدها في كثير من الأحيان تعمل دائماً على انتقاد الاخطاء وتصويب مجلس الادارة وتبصيره بالسلبيات حتى يتم تلافيها فلماذا يتحدث الوالي عنها بتلك الطريقة. أي استقرار ذلك الذي هدمته المعارضة ومتى عكرت الأجواء والمريخ يشهد استقراراً في الوقت الراهن ولا يوجد ما يستدعي مثل ذلك الحديث من رئيس النادي وفي هذا التوقيت بالذات ومع اقتراب موعد رحيله عن المريخ. كان يجب على رئيس المريخ بدلاً من شن هجوم على معارضيه أن يسعى للم الشمل المريخي، وجمع الفرقاء في مائدة واحدة للتحاور، والتشاور حول كيفية إدارة المريخ ومستقبل النادي. كل رموز المريخ تنادوا وتداعوا قبل أيام قلائل لأجل لم الشمل المريخي وطي صفحة الخلافات بين ابناء النادي الواحد فلماذا نطالع مثل تلك التصريحات وباستمرار ومن رئيس النادي؟. كان يفترض على الوالي أن يعمل على لم شمل فرقاء المريخ وأن يتحدث بصورة طيبة عن المعارضة فهي ليست عيباً مثلما ذكرت ومن يعارضون المجلس عم مريخاب خلصاء سبق وأن تقدموا الصفوف وساهموا بفكرهم ومالهم وجهدهم في الكوكب الأحمر. الغريب أن الوالي تحدث عن المعارضة وانها تصدر ضجيجاً مثل البراميل الفارغة وفي نفس الوقت دعا قياداتها إلى تولي مسؤولية المريخ مع الالتزام بدعمهم وذلك يمثل اعترافاً بوجود وقوة المعارضة وأيضاً تناقضاً في حديث الوالي. كلام غريب ان يتحدث الوالي عن المعارضة وضعفها وفي نفس الوقت يقول إنها تهدم الاستقرار وتعكر الاجواء وهو تأكيد على وجود المعارضة وأنا هنا لست بمدافع عن المعارضة. يهمني المريخ الكيان واستقراره وتفوقه، وأتمنى حصوله على كل الألقاب، لكن تصريحات رئيس النادي المكررة وحديثه عن المعارضة وأنها تسعى لزعزعة الاستقرار بات غير مجدٍ.
