• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
خضر

نجح الجمهور .. وفشل اللاعبون

خضر

 0  0  1398
خضر
عبد المنعم إبراهيم خضر
كم كان الهلال محظوظاً ليلة السبت عندما نجا من هزيمة كبيرة بالرغم من تقدمه بهدف السبق على ضيفه فيتا كلوب .. بدأت المباراة وطوال الشوط الاول لم نر الهلال الذي نعرفه , ارتباك وعدم تنظيم ولعب بدون تكتيك .
في الشوط الثاني كان للكنغوليين رأي , فتسارعت وتيرة لعبهم ومارسوا ضغطا رهيبا على الهلال حتى الدقيقة الــ 67 فهبت العاصفة الرملية لتجبر الحكم على إيقاف اللعب فكان ذلك بردا وسلاما على الهلال .. العواصف كوارث ولكن .. ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم).. صدق الله العظيم .
كتبت في مقالي السابق قبل المباراة بل عنونته بأن المباراة مصيرية وتعتمد على اللاعبين والجمهور .. وعندما قلت ذلك كنت أعلم أن المدرب باولو كامبوس سيعبث بالتشكيلة وقد كان.
وفي تقديري نجح الجمهور بامتياز بحضوره الأنيق المميز وتشجيعه الداوي ومؤازرته للاعبين .. وبعد أن انجلت العاصفة الرملية وتم إسعاف المصابين خرج الجمهور من الملعب بسرعة مفسحاً المجال للحكم ليقرر في أمر المباراة , فكان ذلك تصرفا حضاريا يحسب للموج الأزرق.
إن وجدنا عذرا للاعبين الذين لم يشاركوا منذ فترة , فلا عذر للاعبين أصحاب الخبرة ولا مبرر للارتباك الذي بدا عليهم ..
لم يكتسب لاعبونا ثقافة الاحتراف بعد ولذلك ما زال سقف طموحهم ينتهي عند اللعب للهلال أو المريخ .. وفي اللقاءات الإفريقية الحاسمة ينكشف المستور وتبين ضحالة التفكير وعدم القدرة على المجاراة وحسن التصرف.
المسئولية بالكامل يتحملها الجهاز الفني وخاصة كامبوس .. لقد ارتكبوا خطأ يعتبر جريمة في حق الهلال يجب أن يحاسبوا عليها.
إذ كيف يشركون سيف المصاب في وجود ديفيد سمبو الجاهز والذي تحمل المسئولية في أحلك الأوقات والظروف في تلك اللحظات العصيبة يوم مباراة مازيمبي حينما سقط سيف ودخل في غيبوبة , فكان الرجل في الموعد وعلى قدر التحدي.
غاب بوي وسيسيه فكان إشراك البديلين إجباريا فداسي (العائد للمشاركة بعد غياب طويل ) وخليفة, ورغم ذلك قصم كامبوس ظهر الهلال بتصرفه الغريب فأشرك سيف مساوي والمعز محجوب غير الجاهزين فاهتز خط الدفاع بأكمله.
راعي الضأن في الخلاء يعرف أهمية صانع اللعب لأي فريق إلا كامبوس, وفي الهلال سيدي بيه ولا غيره , وأن يبدأ اللاعب المباراة أساسيا غيره أن يكون بديلاً .. نعم لم يكن سيدي بيه بمستواه المعروف ولكنه إذا بدأ المباراة سيختلف وضعه لأن البداية للاعب أي لاعب تمنحه جرعة معنوية كبيرة , والثقة بين اللاعب والمدرب متى توفرت كانت دافعا كبيرا للعطاء.. ولكن البرازيلي زعزعها بينه وسيدي بيه..
منح كامبوس ثقته لمهند ولكنه خذله , فاضطر اضطراراً إلى اللجوء والاستعانة بسيدي بيه بعد خراب مالطا.
مهند لاعب موهوب كلاعب وسط مهاجم وهداف وهو نفسه يحتاج لاعبا ماهرا يصنع له الفرص لترجمتها لأهداف بتسديداته القوية.. كامبوس يعرف هذا الشيء منذ أن كان مدربا للهلال في السابق.
أما ثالثة الأثافي - كما يقولون - هي إشراك سيرجيو .. أراد كامبوس أن يمنحه الفرصة لإثبات وجوده فأثبت العكس ولم ولن يشفع له الهدف الذي أحرزه من دربكة وسط مدافعي فيتا فضللوا حارسهم الذي لم ير الكرة إلا في الشبكة.
وللجنة التسيير نصيب كبير في تحمل المسئولية , أخطأوا في قبول استقالة نصر الدين النابي في توقيت حرج للغاية وهو المدرب الذي أوصل الهلال لهذه المرحلة المتقدمة - فكان عليهم الجلوس معه ومناقشة الأسباب الحقيقية التي دعته لتقديم استقالته , وما بدر من الرجل من حديث وقتها كان يوحي بأنه لا يمانع من الاستمرار .. ولكن بدلا من مساندة النابي في فرض أسلوبه الانضباطي على اللاعبين وهذا هو الصحيح فاجأونا بقبول استقالته فوراً ..
وبدأ التخبط بعدها .. كامبوس وسيرجيو وكوليبالي وهلم جرا .. خرمج باولو في القاهرة وأضاع نصراً في متناول اليد .. وتجرأ في مفاوضاته الأهلي المصري لتدريبه وهو متعاقد مع الهلال بعقد ملزم .. فعل كل ذلك وسكتوا ولم يحاسبوه فتمادى البرازيلي سادرا في غيّه حتى كانت الطامة الكبرى عشية السبت في الخرطوم .. (من أمن العقوبة أساء الأدب).
يجب أن نكون واقعيين وألا نضحك على أنفسنا ونبيعها الوهم .. فالهلال خرج من المنافسة .. وعلينا أن نتذكر أنه تبقت لنا ثلاث جولات اثنان منها في الكونغو .. وقد رأينا بأنفسنا أفضلية فيتا علينا وكذلك ما زيمبي رغم انتصارنا عليه بهدف , وسيكون لقاؤنا معهم في أرضهم ووسط جمهورهم ..
على لاعبينا أن يجتهدوا فإن لم يستطيعوا الصعود لدور الأربعة على الأقل فليكن الخروج بنتائج مشرفة.
حبنا الشديد للهلال دافعنا لنقول ما نراه حقا ولا نخشى في ذلك لومة لائم ولا نجامل أحداً.
nafafeer@yahoo.com
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : خضر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019