• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
احمد الفكي

التلفزة الغبشة

احمد الفكي

 3  0  1704
احمد الفكي

جمع غفير يُحصى بالملايين من مُحِبي الهلال دون شكٍ قد شاهد مباراة الهلال ضد الأمل عطبرة ضمن مباريات بطولة سوداني للدوري الممتاز التي أُقيمت على إستاد ود مدني مساء الجمعة 11/4/2014م بدون جمهور تنفيذاً للعقوبة الصادرة بحق الهلال جراء ما حدث من سلوك فردي مُشين لأحد المشجعين في المباراة التي جمعت بين الهلال و أهلي شندي في إستاد الخرطوم للجولة الثامنة من الدوري الممتاز .
مباراة هلال إفريقيا القادم من السودان الذي يُشار إليه بالبنان دون الباع لأنه ملح و بهار و حلاوة الكرة الإفريقية لاسيَّما وهو أحد الثمانية الكبار في دوري المجموعات لكبرى البطولات الإفريقية للأندية أمام (( نورث ليوباردز )) فهود الشمال .. الأمل عطبرة والتي فيها قَلَبَ الهلال ظهر المجن على الأمل حيث انتهى الشوط الأول بهدفٍ دون ردٍ لصالح الأمل , فكان الشوط الثاني للهلال الذي فرض سيطرته الكاملة على مجرياته مما كلله بهدفين جميلين نالهما كلٌ من كاريكا و عمر بخيت لتنتهي المباراة بفوز الهلال بهدفين مقابل هدف .
كانت تلفزة المباراة عبر قناة النيلين الفضائية هو الشيء اللافت للنظر حيث أعاد للذاكرة حال تلفزة المباريات في سبعينيات القرن المنصرم و ذلك من خلال عدم وضوح الصورة و قد يعود ذلك لعدة أسباب أهمهما حالة الجو الذي سادت فيه الأتربة و الغبار الذي عمَّ الإستاد , و الإضاءة الضعيفة التي يعاني منها إستاد ود مدني , و الإمكانيات التي لدى القناة . فجاءت التلفزة باللهجة السودانية غبشة ليس فيها أي سمة من سمات الجمال .
فيما يخص حالة الغبار فإنه بعد نهاية مباراة الهلال والأمل كان لي أن حوَّلت إلى قناة الرياضية السعودية لمتابعة ما تبقى من مباراة الهلال والشباب في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين ولمحاسن الصُدف كان الغبار أيضاً في إستاد الملك فهد الدولي ولكن الصورة في غاية الجمال والوضوح . فقلت ربما قناة النيلين الرياضية الفضائية تريد أن تُذكرنا بالغبشة . ولذا أُحيلك عزيزي القارئ إلى استراحة مع الغبشة .
الغبشة في السودان
شعب السودان شعب فريد .. شعب بسيط يكسوه التواضع . فقد طغت مفردة الغبش على لسان العامة كناية عن الناس البسطاء الذين يكدحون في سبيل توفير حياة كريمة , خلاف ما يتمتع به أناس من دعة وراحة ورفاهية و نعومة .
الغبشة في اللهجة السودانية حالة تُصيب بشرة الإنسان جراء الجفاف وعدم استخدام الزيوت أو الكريمات التي تساعد على ترطيب البشرة .
و الأغبش يُطلق على لون البشرة الباهت بسبب كثرة غسلها بالماء خاصة والطقس البارد , أو بسبب الغبار والأتربة .
أما الغبش في اللغة العربية البقية من الليل و قيل ظلمة الليل .
في حضرة الغبش لا بدَّ من ذكر خلاوي الغبش وهي مجموعة مدارس قرآنية تتبع لمسجد الغبش الواقع غرب مدينة بربر بولاية نهر النيل . وصاحب الغبش هو اللقب الذي أُطلق على الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الماجد المولود بالمحمية والمشهور بكندمر البديري الذي عُرِفَ بالأغبش بسبب إكثاره من الوضوء .
وفي المكتبات السودانية يوجد كتاب بعنوان تنوير الغبش في فضل السودان و الحبش , مؤلفه عبد الرحمن بن علي بن محمد , الناشر دار الشريف .
وفي مكتبة الإذاعة توجد أغنيات للغبش على سبيل المثال رائعة الفنان أبو عركي البخيت , التي جاء فيها :
ديل أهلي الغبش ... دغشاً بكير مرقوا النفير
شالوا النهار حتى العصير ... ما كلُّوا يوم و لا قصروا
أمل الغبش ينزل سحاب .... يروي الأرض و يحي التراب
العيش يطول وقت الكداب .... زرعاً غزير ما أنضره
صَحَ الخريف والفرحة ضوت في العيون
هان التعب والدمعة جفت في الجفون
زاد العشم و عشم الغبش بعد الدرت يطولو فوق ما يقصرو
كما للفنان حمد الريح أغنية يقول مطلعها :
أنا زول من الغبش .. مزارع واسمي الزين .
وقبل الخروج من دائرة الغناء والشعر لا بُدَّ من ذكر الشاعر الراحل محمد الحسن سالم حميد ( طيَّب الله ثراه ) الذي لُقِبَ بشاعر الغبش , ورائعته عم عبد الرحيم التي تغنى بها الراحل مصطفى سيد احمد ( طيَّب الله ثراه ) حيث جزء منها :
فتَّاح يا عليم ... رزَّاق يا كريم
صلى على عجل ... همهم همهما
حصَّن للعباد و هوزز سبحتو
و دنقر للتراب .... وهم فوق هم هما
صنقع للسماء وكان في الجو غيم
وكم نجمات بُعاد وكان الدنيا صيف .
حسين خوجلي و ( البت ) الغبشة
ذكر الأستاذ حسين خوجلي في إحدى حلقات برنامجه اليومي ( مع حسين ) الذي يُبث عبر قناة أم درمان الفضائية . قصة طريفة فيما يخص فن الإخراج و اهتمام المرء بنفسه وحسن الختام . حيث ذكر قصة البنت ( البت ) الموظفة وهي لا تهتم بنفسها كثير يعني غبشة و زميلها الموظف الذي فقدها ذات يوم و سأل عنها فقيل له إنها في إجازة عرسها . وبعد أن عادت من إجازتها وهي عروس تفاجأ بجمالها الخلاَّب بفضل حسن الإخراج الذي عُمِلَّ لها . وقال لها زميلها بلهجة سودانية ( والله لو كنت عارفك سمحة كدة كان إزوجتك )
آخر الأوتاد :
هل يا ترى ما زالت الأم السودانية تَمَسِّح صغيرها عندما يخلد للنوم بزيت السمسم منعاً للغبشة والفتور ؟
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 3  0
التعليقات ( 3 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    ابو التيمان 04-14-2014 08:0
    ما قصرت اخى ابو عكرمة والظاهر انه الغبشة متاصلة والله يكون فى العون
  • #2
    nimir 04-14-2014 03:0
    بصراحة كانت مباراة للنسيان من حيث التلفزة ، يا أخي من شدة بياض الشاشة الكورة ما بتشوفا ، والله الواحد لو ما حب الهلال ما يشاهد فيها خمس دقائق . بعدين الغبار يمكن يحجب الرؤية ولكن لا يمكن أن يجعل الشاشة بيضاء لا تشوف كورة لا تشوف لاعب أحياناً . بالله أرحمونا يا ناس نحن الحاجة الوحيدة التي نستمتع بها رقم مستوى الكرة المتدني إلا لأنها من ريحة التراب فحرام نشاهدها كالمسخ المشوه . نأمل من التلفزيون أن يرثى لحالنا والله خلاص ما باقي لينا إلا نبكي حرام عليكم !!!!
  • #3
    أبوعثمان 04-14-2014 12:0
    [B]متعك الله بالصحة والعافية أستاذنا ود الفكى مقالك كالعادة ينافس نفسه فى الروعة وضحكت فى ختامك عندما قلت ياربى هسه فى حبوبات يمسحن الأولاد بزيت السمسم !! الله يطراك بالخير ياشيخ أحمد حبوبات الزمن ده ناس نهى ووصال وسوسن مسوحهن بالكريمات ولى رقبتن بس يهتى الشافع كانت كتلتو الغبشة مافى ليهو مسوح وبعدين زيت السمسم يكبوه فوف الفول ولايمسحوا بيهو شفع الزمن ده وتحياتى للأستاذ كناحة وأتمنى أن يجيب حبوبة حنكوشة تتمسح بى كريم كارب [/B]
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019