بهدوء
من جديد تعود الساحة الرياضية الى سياسة التهديد والوعيد واستعراض العضلات بدلا من احترام القوانين واتباع القنوات التى اقرها القانون للتقاضى وانتزاع الحقوق فى مواجهة كل المؤسسات الرياضية وفى مقدمتها الاتحاد العام ,, فالتصعيد الذى اعلنه مجلس ادارة نادى الهلال بالانسحاب من الدورى الممتاز اذا تم رفضه استئنافه ضد العقوبات التى كانت قد اصدرتها اللجنة المنظمة عقب حادثة الاعتداء على مساعد الحكم فى مباراة فريقه ضد اهلى شندى هذا التصعيد مع الاسف يسير فى الاتجاه المعاكس لاحترام القانون والروح الرياضية خاصة وان كل المبررات التى صاغها مجلس الهلال فى مؤتمره الصحفي هى مبررات واهية ومحاولة لامتصاص انفعال المتعصبين وارضائهم حتى لو كان ذلك ضد كل اللوائح التى تؤكد منذ عشرات السنين ان صاحب الارض هو من يتحمل تصرفات جماهيره عندما تخرج عن النص وتعتدى على الحكام او تثير الشغب داخل الملعب .
مهما حاول مجلس ادارة نادى الهلال ان يدعى بان من اعتدى على الحكم ليس فردا ينتمى للهلال او ان جماهيره لم تتسبب فى الغاء المباراة التى اكملها الحكم بتقدير خاص منه كل ذلك كلام لن يبرىء النادى من تحمل مسؤولياته الكاملة فى الالتزام بتنفيذ العقوبات التى صدرت ضده مهما كان حجمها او ضررها المادى والمعنوى على الفريق وجماهيره .
التصرف الحضارى والطبيعى من ادارة نادى كبير مثل الهلال هى عدم التصعيد ومن ثم مناهضة العقوبات عبر الوسائل القانونية بعيدا عن استخدام لغة التهديد والوعيد التى يفترض ان لاتصدر من مجلس يتفق الجميع حتى الان انه يضم العقلاء والحكماء الذين يفترض ان يكونوا هم القدوة فى تقديم نموذج لبقية الاندية والاتحادات وللجماهير والاعلام لاسيما وان تعيينهم فى نادى الهلال كان الهدف منه اعادة الاستقرار للنادى ومن ثم تمكين الاستقرار فى الوسط الرياضى الذى كاد ان ينفرط عقده بسبب عنتريات وتصرفات المجلس السابق الذى كان سببا فى تشرزم مجتمع الهلال الى شلليات ومجموعات تحارب بعضها بسبب سلسلة القرارات التى كان قد اصدرها الرئيس السابق ومجلسه وافتقدت الى الحكمة وجانبها التوفيق , لهذا يصبح من العيب كل العيب ان ينحرف مجلس العقلاء والحكماء عن مساره الصحيح من اجل ترضية اقلام لاتهمها مصلحة الهلال واستقراره بقدر ما انها ترغب دائما فى اشعال النيران حتى تجد سوقا رائجة لبضاعتها الكاسده .
نتفق مع مجلس الهلال على ضعف الاتحاد الحالي وعدم قدرته فى تطبيق القوانين واللوائح التى يشرعها عبر جمعياته العموميه ونؤيد اى توجه من جانب الهلال لاسقاطه او (لاقتلاعه من جذوره) كما قال اللواء البشير نائب الرئيس ولكن هذا التوجه يجب ان لايكون على حساب استقرار التنافس الرياضي الذى يشكل موردا لبقية الاندية , فالتغيير يجب ان يتم عبر المسار القانوني الذي يبيح للهلال وبقية اندية الدورى الممتاز ان توحد كلمتها وتدافع عن حقوقها حتى تحصل على نصيبها الكامل فى الاشراف على ادارة الدورى الممتاز والحصول على نصيبها الكامل من حقوق الرعاية والبث التلفزيونى مثلما هو الحال فى معظم الدول من حولنا التى تجاوزت منذ سنوات قوانين الهواية وتحولت الى الاحتراف الذى يدعو اليه الاتحاد الدولى لكرة القدم .
نامل ان يتخلى الهلال عن التصعيد ويلتزم بالمسار القانونى اذا كان يرى ان العقوبات مجحفة فى حقه , فالانسحاب لن يخدم قضية الهلال بل سيعمق من مشاكل النادى ويؤثر على مسيرته فى البطولة الافريقية , فهو اكثر الاندية حاجة للمشاركة فى مباريات الدورى الممتاز حتى يحافظ على لياقة لاعبيه وتركيزهم الذهنى من اجل مواصلة الانتصارات فى دورى المجموعات ,, احتكموا للعقل وابعدوا عن العواطف والانفعالات .