• ×
الإثنين 29 أبريل 2024 | 04-28-2024
ياسر حامد

ندى الحروف

ياسر حامد

 0  0  1490
ياسر حامد
السياسة تصلح ما أفسدته الرياضة

المقولة السائدة ويرددها الجميع أن الرياضة تصلح ما أفسدته الرياضة قياسا على الكثير من المفاسد السياسية التي أصلحتها الرياضة وكانت سبب في رأب الصدع للكثير من البلدان والقبائل والمتخاصمين، ولكن يبدو أن هذه المقولة في الطريق إلى الاندثار حيث أصبحت السياسة هي من تسعى حاليا إلى إصلاح ما تفسده الرياضة، ووضح ذلك جليا بعد مباراة كرة القدم التي جمعت بين مصر والجزائر في السودان لتحديد المنتخب المتأهل إلى مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، وقد صاحب هذه المباراة التي كسبها المنتخب الجزائري بهدف كثير من الشحناء وسيل من الشتائم بين الجمهور الجزائري المنتشي والجمهور المصري المقهور.

ما فعلته هذه المباراة بين الشعبين الشقيقين شيء كبير للغاية لا يمكن أن ينصلح إلا عن طريق السياسة والساسة، وقد تحدث الكثيرون أن الرياضة أخلاق ولكن ذهبت

الأخلاق عن البعض وبقيت الرياضة.

الذي حدث ويحدث بين الاعلام المصري الخاص ونظيره الجزائري لا علاقة له بالرياضة ولا يمكن أن يسمو إلى أخلاق الرياضة التي ندعو لها ونريدها أن تكون جسرا

للسلام بين جميع الشعوب في العالم بحكم أنها لغة خاصة يفهما كل سكان العالم المتعلم منهم والجاهل، غنيهم وفقيرهم رئيسهم ومرؤوسهم.

الرياضة يا سادة يا كرام نريدها أن تظل كما عرف عنها منذ قديم الزمان، وان لا يبالغ المصريين في تناولهم للأحداث البسيطة التي حدثت عقب مباراتهم أمام الجزائر بشيء من المبالغة، وكان يجب على الاعلام المصري أن يكون حصيفا في تناوله لهذه المواضيع الحساسة قبل أن يزج بالسودان الذي أحسن استقبال الأشقاء، ولم يجد إلا التقليل من شأن قوات أمنه الباسلة التي لم تستعد من قبل لمثل استعدادها وتجردت لحماية الضيوف من الجانبين المصري والجزائري.

الخسارة في كرة القدم واردة ولا توجد مباراة من غير نصر وهزيمة وكان لابد من وجود خاسر ، والشاطر هو من يعرف كيف يكسب مثل هذه المباريات الكبيرة، ولكن

يبدو أن الإخوة في شمال الوادي جاءوا بصحبة الفنانين والممثلين ووجهاء القوم من أجل الاحتفال بالتأهل، وفي المقابل بنى الجزائريون نظرتهم على إحضار عدد من

المشجعين وتهيئة لاعبيهم تهيئة نفسية وقد كان لهم ما أرادوا وحققوا المطلوب وتأهلوا لتمثيل العرب في هذا المحل العالمي بعد أن فشل عرب آسيا في بلوغ النهائيات.

المطلوب من الحكومتين المصرية والجزائرية الترفع عن هذه الصغائر وأن لا يجعلها الاعلام في البلدين تتطور أكثر من ذلك حتى لا يصبح الأمر قطيعة بين الدولتين

العربيتين، ويكفينا كعرب التفرقة التي جلبتها السياسة، وجاء الآن دور السياسة أن تعالج ما تريد أن تفعله الرياضة بين الأصدقاء.

وبالعودة إلى المباراة وما صاحبها من حسن تنظيم يشكر عليه القائمين عليه في كل ألوان الطيف السوداني سواء أجهزة أمنية أو شرطية أو اتحاد عام وسلطات المطار وغيرها، يجب أن يكون ذلك دافعا لنا لتنظيم بطولات في هذا الحجم الكبير بعد أن أثبتنا للعالم بأننا قادرون على ذلك، والمطلوب من الحكومة أن تلتفت قليلا إلى الرياضة وتحديدا إلى المدينة الرياضية التي تستغيث وتريد من يكملها، ونعلم بان الحكومة قادرة على تكملة هذه المدينة الرياضية وغيرها من الملاعب الدولية بعد أن نجحت في تشييد السدود والجسور.

الشعب الرياضي في السودان يريد أن يشاهد منتخبات وفرقا كبيرة داخل السودان ولن يتحقق ذلك إلا إذا كانت لنا ملاعب كبيرة تستوعب الإعداد الكبيرة القادمة من الخارج والموجودة في الداخل، وملعب المريخ الذي أصبح مفخرة وأيضا ملعب الهلال نريد أن نضم إليهما المدينة الرياضية التي قال يوسف عبد الفتاح بأنها تحتاج إلى سبع سنوات لتكملتها، وحاليا مرت 14 سنة على هذه التصريحات، فهل تعملها الحكومة المركزية ونشاهد المدينة الرياضية شامخة نباهي بها جيراننا وضيوفنا الرياضيين وغيرهم؟ نتمنى ذلك.

yaseroon@hotmail.com

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ياسر حامد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019