• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
اماسا

زووم

اماسا

 2  0  1326
اماسا
موسم سقوط الكرة السودانية..!
حرصت على متابعة ردود الأفعال بعد خروج الفرق السودانية الثلاثة المشاركة في المنافسات الأفريقية لهذا الموسم، واهتممت بمعرفة مدى تقبل الناس لتلكم النتائج، منذ خروج الأمل العطبراوي بخسارته من شباب بلوذداد بثنائية، وحتى هزيمة الهلال التي حملت إسم الفيلم المصري (إسماعيلية رايح جاي).. ومروراً بهزيمة المريخ إجمالياً بأربعة أهداف مقابل هدف، ولكننا نريد التركيز على القاسم المشترك في ردود الأفعال، حيث تحدثت الجميع عن (التحكيم) وتسابقوا في وصفه وهجاءه مع أن حالة الهدف الثاني لمصلحة شباب بلوذداد وحدها هي التي تستحق الإحتجاج، وما تحدثنا عنه من حالات في مباراتي الترجي والإسماعيلي إنما هي حالات عادية تحدث في كل الدوريات والبطولات من دوري (أبوقوته) وحتى دوري أبطال أوربا، وكثيراً ما تضررت أندية كبيرة سمعة وتأريخاً وإمكانيات ومع ذلك لم نسمع منها نغمة (الإستهداف) التي ظللنا نسمعها كالعادة، وآخر الحوادث التي تركت ضجة لن ينساها العالم قريباً ذلك الهدف الذي أحرزته فرنسا في مرمى أيرلندا وتأهلت به في الملحق إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، وكان الفرنسي تيري هنري قد استخدم يده لتغيير إتجاه الكرة في الوقت الذي كان فيه الحكم ومساعديه في زوايا لا تساعدهم على رؤية الحالة بوضوح، فلم يحتسبوها فاستفاد منها الفرنسي بإحراز الهدف الذي عبر بهم إلى النهائيات، وأنا هنا لست بصدد دعوة الناس للتخلي والتنازل عن حقوقهم كما سيفسر البعض، ولكنني أدعو للتعامل مع الحكام على أساس أنهم بشر، يخطئون ويصيبون وينفعلون، وأن المطلوب منا جميعاً أن نسعى لتوفير جو من العدالة للمنافسات التي نشارك فيها، وشيء آخر مهم يجب ألا نغفله الآن بعد أن تذوقنا مرارة الظلم أو توهمنا بأن ظلماً قد حاق بنا، حتى نهرب من التفسير الصحيح لأسباب الهزائم التي لحقت بالكرة السودانية هذا الموسم، وهذا الشيء هو الشعور الذي تعيشه كل فرق الدوري الممتاز عندما تلعب أمام المريخ والهلال في المنافسات المحلية، فهي دائمة الإعتقاد بأن الحكم يجامل القمة على حساب أحلامها، وأن الثنائي الكبير يعتمد على التحكيم بشكل رئيسي في فرض سيطرتهما، وأنهم ضحايا التطاحن التأريخي بين المعسكرين الشمالي والجنوبي من العرضة.. هذا الغبن موجود لدى كل إداري من إداريي أندية الممتاز السودانية، وكثيراً ما نشعر كصحافيين لا نخفي ألواننا الرياضية أن الحكم الفلاني قد منح المريخ مثلاً حقاً غير مستحق مجاملة أو خوفاً من ردود الأفعال المتوقعة في حال اتخذ القرار المعاكس، وقد يكون الحكم نفسه قد أصبح جزءً من لعبة أساسها السباق غير الشريف لفرض السيطرة والزعامة والوصاية على الكرة السودانية بين طرفي القمة، وبالتالي لا يحق لنا أن نقول مثلاً: أن التحكيم هو السبب الأساسي في خروج الفرق السودانية، فقبل أن يعود المريخ لمباراة الرد على ملعبه كان قد خسر خارج ملعبه بثلاثية نظيفة وفشل مهاجميه في التوقيع على شباك الخصم، وهنالك أسباب كثيرة تبرر ذلك الإخفاق، منها المقبول ومنها ما هو مختلق لإخفاء جوانب من الإخفاق الإداري والفني، أما ما هو معروف فنحن نعترف به ونرفعه في البداية كمبرر للخسارة ومنها عوامل الإصابات وبعض الأحداث اللا إرادية منذ بداية الموسم.
أما الهلال الذي خسر على ملعبه أولاً ثم أردف الخسارة بأخرى خارج ملعبه فإن أنصاره مطالبون بمحاسبة رئيسهم على الضجة التي افتعلها منذ بداية الموسم والأزمات الكثيرة التي كان سبباً فيها وأدت إلى الخصم من مستوى التركيز حول الفريق، وعلى مجلس إدارته الآن أن يتصدى للمسؤولية ويعلن لقواعده أنه السبب الأساسي في الخروج من منظومة الكبار، فالفريق يعاني في شتى الإتجاهات وقد خسر من قبل أمام هلال كادقلي في (الإسماعيلية).. أقصد في كادقلي، وقبلها كان قد ظهر في عدة مباريات بمستوى يثير الشفقة.. أمام جزيرة الفيل على سبيل المثال.. لذلك فإن الخسارة ذهاباً وإياباً هي حصاد ما زرعته أيدي إدارييه ولا علاقة لحكم الإياب بالأمر، وإذا اعتبرنا أن الهدف الأول قد جاء من تسلل واضح.. فما هو مبرر الخسارة الأولى على الأرض.
فريق الأمر وبرغم مرارة الخروج يجد منا كل الإحترام والتقدير والحب أيضاً، فقد أثبت أن كل شيء ممكن مع توافر الروح الطيبة والإصرار على العمل الجماعي، وقد كان ذلك هو السلاح الذي ساند به الأملاوية فريقهم الكبير في هذه البطولة ليحققوا نتائج أعلنت عن وجود فريق سوداني (محترم) إسمه الأمل، وفوق هذا وذاك دونت على صفحات كتب التأريخ حقيقة بيضاء بأن الأملاوية قد حققوا في هذا العام أفضل نجاح فني لهم في تأريخ النادي الطويل، وتبقى أمام مجموعة الجابري أن تعمل على تحطيم الرقم في المحاولات القادمة، وعن نفسي فإنني في غاية السعادة لأن الفريق العطبراوي قد ساهم في توحيد مشاعر السودانيين بعروضه الجبارة وتحدى تواضع الإمكانيات بإصرار مقدماً أفضل ما لديه فلهم الشكر على ما قدموه.
حواشي
هنالك أشياء ثابته عندنا كسودانيين كجزء لا يتجزأ من دول العالم الثالث يجب أن نعتاد عليها ونتعامل معها بشكل واعي أهمها: أن كل من يخسر غمار ديمقراطي وجولة من الإنتخابات لا يتقدم لتهنئة الفائز فيها وإنما يذهب لتبرير خسارته فيقول: الإنتخابات مزوره..!!
من النادر جداً أن يتقبل فريق سوداني خسر مباراة على الأرض نتيجتها، فيجتهد في البحث عن شماعات يعلق عليها خيباتها وأول تلك الشماعات كالمعتاد هي التحكيم.. وإن كان خط هجوم الفريق الخاسر قد أهدر عشرة أهداف في مواجهة المرمى، وخسر نتيجة المباراة كلها بهدف وحيد..!
لذلك أرجو أن نتجاوز مسألة التحكيم هذه ونعبر إلى أسلوب تحليلي يؤهلنا لكشف جوانب القصور في بنياتنا من أجل العودة إلى الغمار في السنوات القادمة ونحن أقوى بالإستفادة من تلك الأخطاء وسد الثغرات.
في المريخ سلسلة من الأوضاع الشاذة لا يقبل أنصار الفريق والإدارة أن يتحدث الناس عنها وكل من يتطرق لها هو بالضرورة من المعارضة.. مع لفت النظر إلى أن هنالك مجموعات مصالح داخل النادي وفي تجميل ما يقومون به يمكنهم إتهام النقاد بأنهم (يهود) وليس من المعارضة فحسب.. مع أن الصحيح في مثل هذه الظروف أن نسمع كل الآراء حتى نستطيع التقييم الكامل.
نحن الآن أمام حقيقة يجب أن نتعامل معها مجردة.. والحقيقة هي أننا أقل قامة من أندية شمال أفريقيا من النواحي الفكرية والتنظيمية فهي دائماً ما تتفوق علينا بهذه الورقة..!
والمعالجة أننا بحاجة إلى تنظيم صفوفنا أكثر من أجل الدخول إلى عمق المنافسة وحتى نصل إلى مستوى نستحق عليه المقارنة أو المنافسة.
الفترة القادمة تتطلب إغلاق ملف دوري الأبطال والعمل على وصول دور الثمانية في الكونفيدرالية والمحافظة على صدارة الدوري الممتاز وهذين الهدفين لا يتحققان إلا عن طريق:
1/ إنتهاج الواقعية في أسلوب العمل الإداري والإبتعاد عن الشكل الإعلامي والتضخيم لكل أمور المريخ.
2/ محاولة ترميم كشوفات الفريق والحصول على تقارير حقيقية لحالة بعض المصابين حتى نبني عليها عمليات الترميم في التكميلية.
3/ الإطلاع على الوضع الإجتماعي للاعبين وعلاقاتهم مع بعضهم البعض ومحاولة دمجهم من جديدي للقضاء على الفجوات حتى تتوافر روح الإنسجام خارج الملعب وينعكس ذلك على ما يحدث داخله.
قلنا من قبل أن نتائج الموسم الكروي مثل نتائج الطلاب: من يجتهد من بداية الموسم أو العام الدراسي ويستذكر دروسه أولاً بأول يحق له أن يحتفل بتفوقه ونجاحه، ومن يقضي جل وقته في اللعب والتهاتر والإنشغال بأمور أخرى عليه أن يقبل النتيجة أياً كانت ولا يحتج عليها لأنه لم يقدم ما يجعله بين الناجحين.. وحتى لو نجح.. إفتراضاً.. عليه ألا يفرح بشدة.. لأنه لم يقدم ما يجعله مع الناجحين وعليه أن يعيد النظر والترتيب لحساباته.
التأهل لدور الثمانية في الكونفيدرالية يحفظ للمريخ معدل الخبرات الألإريقية في فريقه ويساعده على العودة في المرات القادمة بشكل أفضل..!
بلوغ دور الثمانية في الكونفيدرالية يعني إعادة بناء الثقة في اللاعبين وإستعادة الإحساس بالبطولة وقبل ذلك علينا أن نعيد تنسيق الكشوفات واستغلال الفترة التكميلية بشكل أمثل يضمن لنا أداءً جيداً في النصف الثاني من الموسم.
في نهاية المطاف لا نتفق مع الذين يسوقون أسباب الإخفاق إلى حيث يشركون معهم الأناطين والدجالين في البحث عن الحلول، فكل الأسباب واضحة ومكشوفة ولا تحتاج إلى معامل كيمياء أو ذرة.
نحذركم من هواة الصيد في الماء العكر..!
على ذكر الأناطين والدجالين: ظهر أحدهم في ملاعب الخرطوم هذه الأيام.. تجده يتجول حول الملعب بطاقيته الخضراء ومسبحته الطويلة ومظهر قميء لذقن مهملة خاصمت الأمواس لوقت طويل.. ذلك الرجل يذهب مباشرة للمسؤولين عن الفريق الفائز ليخبرهم بأنهم قد فازوا على خصمهم بفضل مجهوده الكبير..!
ألا يستحق هذا الرجل شرف الإنضمام لوكالة الطاقة الذرية؟
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    خالد حسان 05-11-2010 08:0
    عام انتكاسة وخروج مزل نتمنا ان ينصلح الحال في العام القادم
  • #2
    Shakoor 05-11-2010 01:0
    لقد نسيت جانب مهم في غمار روشتة علاجك لحالة المريخ والكرة السودانية: ألا وهي : كيف يسقيم عقلاً أن تجلب لاعباً من الشارع او من الحوارى أو من أي فريق وتدفع له مئات الملايين ليلعب لك بإخلاص وتفاني للشعار؟ الحل بوضوح هو إزاحة الديناصور المتخلف فكرياً وكروياً شداد وإعادة جهاز الأشبال والناشئين ودونكم جيل خالد أحمد المصطفى وإبراهومة الذين وصلوا لنهائيات كأس العالم للناشئين بإيطاليا..
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019