• ×
الأحد 28 أبريل 2024 | 04-26-2024
ابراهيم عبدالرحيم

في وجه الرياح

ابراهيم عبدالرحيم

 2  0  2553
ابراهيم عبدالرحيم
في وجه الرياح
إبراهيم عبدالرحيم
منتخبنا.. طموحات بحجم الإعداد..!!
لأول مرة ومنذ وقت طويل جداً.. تظهر موجة عالية من العقلانية وسط جماهير الشعب السوداني.. وخصوصاً الرياضيين منهم.. بأن فرصة منتخبنا الوطني معدومة تماماً في المنافسة علي خطف البطاقة الوحيدة من المجموعة الرابعة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقامة العام بعد المقبل بالبرازيل.. ومعروف أن مجموعتنا تضم إلي جانبنا كل من زامبيا وغانا وليسوتو.. ومعروف أكثر ماذا تعني منافسة المنتخب الزامبي الحائز علي آخر نسخة من بطولة أمم أفريقيا.. ومنتخب غانا الذي وصل إلي الدور ثمن النهائي من نهائيات كأس العالم الأخيرة التي أُقيمت بجنوب أفريقيا.. والأكثر عقلانية بات يتحدث صراحة أن حظوظ منتخبنا معدومة تماماً في المنافسة علي خطف البطاقة الوحيدة من مجموعته.. وهذا هو عين العقل.. لأن مجريات تأريخ التنافس الأفريقي في الصعود لنهائيات كأس العالم.. تحكمه أولاً طموحات الحصول علي لقب أمم القارة السمراء.. وكل المنتخبات التي وصلت إلي نهائيات البطولة الأكبر في العالم.. بدأت أولاً في السيطرة علي عرش القارة.. ومن سوء حظنا أننا نواجه إثنين من أعتي المنتخبات الأفريقية حالياً.. زامبيا وغانا.. ووضعي لزامبيا أولاً إستناداً علي تسيدها التصنيف الأفريقي.. وهو المنتخب الذي حاز علي إعجاب كل العالم بما قدمه من مستويات في أمم أفريقيا الأخيرة.. مؤكداً أن النتائج لا يمكن أن تأتي بالصدفة مهما وقف الحظ إلي جانبك..!!
الطموحات مشروعة.. جملة ظل يكررها الأخ محمد عبدالله مازدا مدرب منتخبنا الوطني كلما أوقعت القرعة صقور الجديان في مواجهة منتخبات الطراز الأول.. ومكابر من لا يتفق معه علي مشروعية الطموحات في كرة القدم التي باتت لا تعترف بالكبار.. ولكن في ذات الوقت وحتي تأمن غدر الكبار لابد من إعداد مثالي في كل شئ.. ولا بد من دوري قوي.. ومحترفين أقوياء في دوريات أوربية أو خلافها.. وهذا غير متوفر لصقور الجديان لأسباب كثيرة الخوض فيها سيلهينا عن مباراة اليوم بين صقور الجديان والرصاصات النحاسية.. وكنت أتمني من المدرب مازدا أن يقرأ التأريخ جيداً.. خاصة عندما يواجه منتخب كبير.. وأمام منتخبات أقل منه خطر فقدان فرصة التأهل سواء لنهائيات كأس الأمم الأفريقية أو كأس العالم.. وكيف يستدعي هذا المنتخب كل قواه من أجل الظفر بمقعد في النهائيات سواء عن طريق المركز الأول أوالثاني.. فما بالك عندما تكون البطاقة وحيدة.. وحدث ذلك كثيراً أمام منتخبنا في تصفيات سابقة.. أبرزها بالطبع عندما كان صقور الجديان قاب قوسين أو أدني من الصعود لنهائيات كأس العالم بكوريا الجنوبية واليابان في العام2002.. وكيف فقدنا هذه الفرصة الذهبية أمام نيجيريا التي أتت للخرطوم بكامل عدتها وعتادها.. لتفوز علينا برباعية.. لنفقد فرصة التأهل الأولي في تأريخنا لكأس العالم.. والثانية ما حدث من غانا في التصفيات الأخيرة المؤهلة لنهائيات أمم أفريقيا.. وكيف نجح رفاق أساموا جيان في قلب الطاولة علينا.. ولكن من حسن حظنا أننا تأهلنا لنهائيات غيينيا الإستوائية والجابون من باب أفضل الثواني..!!
الكثيرون طالبوا مازدا بالإستفادة من مباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم.. في إعداد منتخبنا للتصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا المقبلة.. إستناداً علي صعوبة إن لم تكن إستحالة المنافسة علي خطف البطاقة الوحيدة من المجموعة الرابعة للصعود لكأس العام بالبرازيل.. ورغم أن هذا الطلب يحفه المنطق من كل جوانبه.. لكن هذا لا يمنع صقور الجديان من تحقيق الفوز علي الأقل في المباريات الثلاث التي يلعبها علي أرضه.. وهي تسع نقاط كافية لتحسين موقعه في التصنيفين الأفريقي والعالمي.. ويقيني أنه لو فعل منتخبنا ذلك وسعي من بعد للفوز علي ليسوتو بأرضها يمكن أن يشكل بعبعاً للكبيرين زامبيا وغانا.. ولكن في ذات الوقت يجب أن نضع في حساباتنا أن الرصاصات النحاسية والنجوم سيفعلان ذات الأمر مع ليسوتو التي أتوقع لها أن تكون مطية للمنتخبات الثلاثة.. رغم أن التفكير في هذا الأمرب سابق لأوانه لأننا لا زلنا في الجولة الأولي من التصفيات.. وعشمنا كبير في أن يواصل صقور الجديان مسلسل قلب الطاولة علي المنتخبات الأفريقية التي زارت الخرطوم.. مثلما فعلوا من قبل مع الكاميرون وزامبيا وغانا ذات نفسيهما.. ومالي وتونس.. ولفت أنظار القارة السمراء لمنتخب ينجح في قهر آخر منتخب حامل لنسخة أممها.. ونتمني أن يفلح صقور الجديان بما لديهم من إستعدادات معنوية ولا أقول فنية.. وبالسند الجماهيري الذي سيتوفر في مباراة اليوم.. في تحقيق إنتصار عزيز يتوق له الشعب السوداني في ظل الظروف القاسية التي يعيشها..!!
إتجاه الرياح..!!
بعد أن كتبت السطر الأخير في المقال أعلاه.. أبحرت في قراءة أخبار المنتخبات المشاركة في بطولة أمم أوربا القادمة.. وإستوقفني ما قام به رئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي لدي زيارته معسكر منتخب بلاده.. حيث أخبر راخوي لاعبي إسبانيا بأن شعبهم يحتاج إنتصاراً يرفع من معنوياته في ظل الظروف الإقصادية الصعبة التي تمر بها بلاده..!!
وصراحة ضحكت.. وقارنت مباشرة بين الظروف الإقتصادية الأصعب التي يعيشها الشعب السوداني أسوة بنظيره الأسباني.. وحاجتنا للإنتصار علي زامبيا.. وقلت في سري.. شن جاب لي جاب..!!
طرفا القمة هما عماد تكوين منتخبنا الوطني.. وكلاهما يعاني.. وحالتهما دائماً ما تنعكس علي أداء صقور الجديان..!!
لا ينكر أحد البتة أهمية الدعم الحكومي لمنتخبنا.. ولكن في ذات الوقت لا يجب أن تكون يد الدولة المغلولة هي شماعة تعليق ضعف الإعداد.. فالإتحاد العام ظل وفي السنوات الماضية يقوم بدور إعداد المنتخب وتوفير مباريات ودية دولية بما يتوفر له من أموال رعاية الممتاز أو دعم الفيفا وخلافه..!!
والدليل علي أن الإمكانيات لا تقف حائلاً أمام إعداد المنتخب أو وصوله لمراحل متقدمة.. وصولنا لنهائيات أمم أفريقيا مرتين في آخر ثلاث نسخ..!!
رغم مجهودات الإتحاد العام في توفير إعداد لمنتخبنا.. إلا أنه في ذات الوقت لا يوجد برنامج واضح لذلك.. ويكفي تجميع المنتخب قبل أسبوع فقط من مباراة اليوم..!!
كنت أتوقع قيام الإتحاد العام بتأجيل آخر أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من الدوري الممتاز لتمكين صقور الجديان من الإعداد الجيد لمواجهة زامبيا.. لأن الدوري وحده ليس كافياً لتوفير الإحتكاك لمواجهة منتخبات قوية..!!
مباراة اليوم هي أول مباراة لصقور الجديان منذ وصوله للدور ثمن النهائي من بطولة أمم أفريقيا الأخيرة.. وهي الأولي أيضاً للمنتخب الزامبي بعد حصوله علي لقبها..!!
الفرنسي هيرفي رنيارد صاحب البصمة الواضحة في الكرة الزامبية ومنتخبها تحديداً.. وصف مواجهة السودان بالصعبة.. مستنداً علي تمتع منتخبنا بالروح القتالية التي تميزه..!!
حديث منطقي للفرنسي.. وينم عن معرفة ودراية تامة بحال صقور الجديان.. وبالطبع فإن الكفة الفنية تميل تماماً لصالح الرصاصات النحاسية.. والروح القتالية هي سلاحنا الوحيد للتفوق علي رفاق ساكواها وكاتونغو..!!
هيرفي أشار أن فوز منتخبه الأخير علي صقور الجديان في بطولة أمم أفريقيا.. لا يعني تكراره مرة أخري.. مشيراً إلي أن الفارق الوحيد بين آخر مباراة بين المنتخبين ومباراة اليوم.. أن منتخبنا الوطني يلعب وسط أرضه وجماهيره ويضع في مواجهته لبطل إفريقيا وهذا سيدفعه لتقديم مباراة كبيرة والفوز بنقاط المباراة..!!
مازدا ركّز في كل تصريحاته التي أعقبت إختيار قائمة صقور الجديان أنه يعتمد علي الروح القتالية والسند الجماهيري.. مؤكداً أن وصول الروح القتالية لقمتها لدي نجومنا يعني تلقائياً ردم هوة ضعف الإعداد..!!
الإعداد لم يكن في الطموحات.. والواقع يقول: الطموحات في مستوي الإعداد.. والأمنيات أن تكون أكبر من الإعداد..!!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ابراهيم عبدالرحيم
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #2
    أبوسامي 06-02-2012 04:0
    لأول مرة أرى منتخبايخوض بطولة كبيرة ليستعد لبطولة أصغر ! ! !
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019