• ×
الثلاثاء 30 أبريل 2024 | 04-28-2024
علي الكرار هاشم

مساحة ثقافية

علي الكرار هاشم

 0  0  6530
علي الكرار هاشم
السودانيون بالرياض ومواعيد عرقوب
ظلت الجالية السودانية برياض الخير تشكل وحدة متجانسة مترابطة تسجل وجودا متميزا لا تخطئه عين ولا يتجاوزه بصر وتكفي جولة في أماكن التلاقي وساحات المناسبات من استراحات إلي قصور أفراح إلي حدائق عامة حتى المستشفيات والمقابر لتجد أصحاب العمم البيضاء والجلابيب الجميلة وصاحبات الثياب الأنيقة يزينون الأماكن ويلتقون في مودة وحميمية يذكرونك بحديث المصطفي عليه الصلاة والسلام حين قال )مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى (هكذا هو حال الغالبية العظمي من أبناء الجالية السودانية لا يشذ عنها إلا قلة قليلة تكاد لا تذكر وقد أصبحت سمة التقارب والتواصل هذه معروفة لدي كثير من الشعوب يحفظونها للسودانيين بل ويغبطونهم عليها.
لكن هذه الاحتفاليات والمناسبات التي تجمع السودانيين ظلت حبيسة لمفهوم زمني غريب لا يعرف التوقيت ولا يعترف بالانضباط ولا يعطي للزمن أي مساحة من الاهتمام والتقدير والاحترام وكأننا شعب لا يعرف قيمة الوقت ومواعيد الحضور والانصراف ولا ينظر للساعة التي تزين معصمه أو تتلألأ علي جهاز هاتفه الجوال وحائط منزله. وإذا دعيت لمناسبة سودانية بالرياض فلا تتعجل الذهاب حيث لن تجد من يستقبلك ومن يؤنس وحشتك فكل فرد يعرف تماما أن الجمع والحضور سوف يبدأ بعد التوقيت المحدد بساعات ومن هنا أصبحت مناسباتنا تبدأ بعدد قليل من الحضور بعد منتصف الليل ثم يتوافد الناس ليخرجوا من القاعات مع تباشير الفجر الوليد.
لقد ظلت هذه الصفة العجيبة تؤرق الكثيرين ممن يحرصون علي مشاركة إخوانهم والتواصل معهم ولهذا فان بعضهم ابتعد عن المشاركة تماما وبعضهم ظل يظهر ليسجل حضوره ويختفي وبعضهم لا يذهب لغير مناسبات الخميس فقط خوف السهر أما إخوتنا بالسفارة والذين ظلوا يجملون هذه المناسبات فقد آثروا أن يتم الاتصال عليهم مع ضربة البداية حتى لا يتعرضوا لمأزق الانتظار وضياع الوقت وإذا اقتضت ظروف المناسبة حضور غير السودانيين فسوف تجد الحرج مرسوما علي الوجوه.
إن إجابة الدعوة ومجاملة الأخوان أمور رائعة وصفات إنسانية مرغوب فيها لكنها لا تترك هكذا بلا ضوابط خاصة وإيقاع الزمن اصحب سريعا لا ينتظر الذين لا يحسبونه ولا يحترم من يضيعونه فان كنا نحرص علي المجاملة والمؤازرة فان ذلك لا يعني أن نضحي بكل وقتنا علي حساب هذه المجاملة والتي يمكن أن تتم في لحظات محددة وساعات قليلة لا تسبب حرجا للداعي ولا للمدعو في آن واحد بعيدا عن كل هذا التسيب.
إنها دعوة لمجتمع السودانيين بل أمنية عزيزة تتفاعل في خاطر الكثيرين وتشغل بالهم آن ننتبه للزمن وأن نتقيد بتوقيت المناسبات لنضيف هذه الميزة الراقية والصفة الحضارية لسماتنا الجميلة تلك حتى لا تصبح مواعيدنا مواعيد عرقوب وأعرف مجموعات محددة ظلت تلتزم بالزمن في فعالياتها وندواتها تقيمها بمن حضر ولا تنتظر غائبا وقد استمرت بهذا الفهم المحترم وإذا كان مجتمع أهلنا بالسودان قد استقر علي الحادية عشر موعدا لانتهاء الاحتفالات فلماذا لا نقترب من هذا المفهوم حتى نضمن مشاركة الجميع وراحتهم .

علي الكرار هاشم محمد
إعلامي مقيم بالسعودية







امسح للحصول على الرابط
بواسطة : علي الكرار هاشم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019