و... ضاع الحلم يا ولدي ..!

لم يتوقع احد من الجمهور السوداني تلك الخسارة الحزينة التي تعرض لها منتخبنا الوطني الاول لكرة القدم امام نظيره الانغولي برسم نصف النهائي لبطولة المحليين بعد ان تم الاقصاء عن طريق ركلات الجزاء الترجيحة التي لم تبتسم هذه المرة للصقور علي نحو ما فعلت معهم في مباراة النيجر في ثمن النهائي ..!
لم يكن احد يتوقع ذاك الوادع الحزين لاسباب عديدة اهمها الوقفة الجماهيرية الكبيرة لجمهورنا الرياضي خلف المنتخب الوطني في ظاهرة جديدة لم تكن مألوفة خاصة مع المنتخبات الوطينة والتي كانت تقتصر فقط علي الاندية الكبيرة (الهلال والمريخ ) عندما يلعبا افريقيا او عربيا ولكن هذه المرة اختلف الوضع تماما اذ راينا جمهور الهلال والمريخ يقفون بكل صلابة خلف الصقور وكانت لفتة اشادت بها اللجنة المنظمة للبطولة ولكن افضلية الجمهور اثبتت خطأ نظرية ان الجمهور الرياضي هو من يحقق الفوز .. نعم للجمهور دور كبير وفعال في بث الحماس في قلوب اللاعبين ولكن هناك عوامل عديدة تساعد الجمهور في الفوز في المباريات اهما طريقة اللعب التي يؤدي بها المنتخب الوطني والتشكيل الذي يلعب به اضافة لمستوي اللياقة والتحضير النفسي كلها عوامل تساعد في كسب المواجهات ..!
وجد منتخبنا الوقفة الجماهيرية ولكنه للاسف الشديد افتقد اللياقة البدنية التي تؤهل اللاعب للاداء بشكل افضل مما كان عليه .. اضافة لاخفاق الاطار الفني للمنتخب في وضع طرق اللعب المنافسبة والدفع بالتشكيل الذي يحقق له الانتصارات ..!
الحقيقة التي ظهرت جليا من خلال المباريات التي خاضها منتخبنا الوطني في هذه البطولة كشفت ان مستوي الاعداد والتحضير لهذه البطولة لم يكن بالشكل الذي تجعل من منتخبنا الوطني مرشحا اولا للفوز بهذه البطولة رغم المعسكرات التحضيرية التي اقامها المنتخب في كل من اسمرا مرورا بمشاركته في دورة حوض النيل الدولية اضافة لمعسكر اخر قصير بزامبيا .. تلك التحضيرات التي خضع لها منتخبنا الوطني لم تكن بالشكل المطلوب وعليه فان عروض منتخبنا الوطني تأرجت ما بين الاجادة والسؤ في كل المباريات التي لعبت والتي كان اخرها مباراة انغولا امس الاول ..!
ايضا من خلال تلك المباريات التي خاضها منتخبنا الوطني وضح جليا ان الحماس هو الطاغي علي اداء اللاعبين وعندما يطغي الحماس تكون اللياقة البدنية منهارة للحد البعيد .. كل الانتصارات التي تحققت في هذه البطولة لم تكن وفق طريقة لعب محددة وضعها الاطار الفني للفريق .. كل الانتصارات كما قلت تحققت بمجهودات زاتية للاعبين افتقدوا الاعداد السليم وطريقة اللعب التي تجلب للسودان الانتصارات ..!
لا ولن نلوم اللاعبين الذين قدموا وفق امكاناتهم وصعدوا بنا الي نصف النهائي الافريقي في ظل انعدام الانضباط اللازم داخل المعسكر واذكر ان احدي الصحف نشرت خبرا مفاده ان اثنين من نجوم المنتخب الاساسيين شوهدا في كوبر يمتطيا سيارة في الوقت الذي يعسكر بقية اللاعبين في فندق كنون وسط الخرطوم .. ربما يكونا قد سمح لهما من قبل ادارة المعسكر ولكن هل من المنطق ان يكون السماح لهما بمغادرة الفندق لاي سبب من الاسباب والمنتخب له مباراة مهمة امام (النيجر ) الطبيعي ان تتدني اللياقة المتدنية اصلا بعامل سؤ الاعداد الذي خضع له هولاء النجوم ..!
نعود لمباراة انغولا التي شيعت امال وطموحات الشعب السوداني مثواها الاخير ونؤكد ان الاطار الفني للمنتخب لم يحسن ادارة المباراة بالشكل الذي يكفل للمنتخب التأهل للنهائي في كل الاحوال لاسباب كثيرة ومتعددة اهمها ان الاطار الفني للمنتخب الوطني اصر علي اللعب بزات الطريقة التي ادي بها مباراة النيجر الامر الذي يمنح الجميع انطباعا ان قيادة المنتخب الفنية لم تشاهد او لم تعرف الطريقة التي يؤدي بها المنتخب الانغولي المنضبط تكتيكيا والا لما قام باللعب بزات التشكيلة التي خاض بها المباراة السابقة امام النيجر والتي صاحبتها العديد من الاخفاقات لعدد من نجوم المنتخب خاصة نصر الدين الشغيل اضافة لطريقة المنتخب الانغولي في اللعب والخطة المرسومه من قبل اطاره الفني الذي نجح في تقفيل مفاتييح اللعب بمنتخبنا الوطني وسيطر علي منطقة الوسط ساعدهم مازدا باخراجه لافضل نجوم الوسط بالمنتخب عمر بخيت بدوعي ان اللاعب مرهق لانه شارك في كل المباريات التي خاضها المنتخب في هذه البطولة .. طيب مساوي ومصعب وسفاري وبهاء الدين الم يشاركوا في كل مباريات المنتخب .. كان من الممكن ان نقتنع بما قاله مازدا لو برر اخراجه لعمر بخيت بدعوي ان اللاعب لا يجيد تسديد ضربات الترجيح ولكن قوله ان عمر بخيت مرهق فهذا هروب من المواجهة او التبرير غير المقنع ..!
المنتخب وبعد ان قام الاطار الفني باخراج اللاعب بكري المدينة بدعوي (الارهاق ) ايضا بحسب افادات مازدا كان عليه الدفع بمهاجم صريح (طمبل ) ولكن اخراج بكري والدفع بمهند (لاعب الوسط ) لا يفهم منه غير ان المدرب مازدا اراد ان يحافظ علي الهدف الذي تقدم به او انه اراد المحافظة علي النتيجة وفي اسوا الاحوال الخروج بالتعادل والاحتكام لضربات الجزاء الترجيحية ..!
اخيرا اخيرا ..!
ضاع الحلم الذي طالما ظللنا نحلم به منذ انطلاقة هذه البطولة وللاسف الشديد اضعنا الحلم بانفسنا او فنقل اضاعه الاطار الفني للمنتخب باعداده الضعيف للاعبين وعندما كتبت الصحافة الرياضية عن ضعف الاعداد وفشل معسكر اسمرا خرج علينا مازدا منددا بالاعلام الرياضي الذي ظل يستهدفه مؤكدا نجاح المعسكر ونافيا اي خلافات حدثت بالمعسكر بين اللاعبين وتدني اللياقة البدنية عند نجوم المنتخب واعتمادهم علي الحماس وحده خير برهان علي صدق صدق حديث الاعلام الرياضي ..!
مازدا للاسف الشديد لازال حانقا علي الاعلام الرياضي معتقدا ان الاعلام يستهدفه في شخصه بدليل هجومه عليه في اي فرصة تتاح له في وسائل الاعلام المختلفة واخرها كان في المؤتمر الصحفي الذي عقد لمدربي الفريقين (السودان وانغولا) قبل المباراة ب 24 ساعه كال فيه هجوما عنيفا علي الاعلام ..!
نعم مازدا بشر يخطئ ويصيب .. فقد اصاب مازدا واخطا ونجد له العزر في تلك الاخطاء وفي هجومه علي الاعلام الرياضي ولكن تغرفه للاعلام افقده التركيز في المباريات وبالتالي افقدنا التأهل للنهائي الافريقي ..!
اخيرا جدا ..!
ضاعت الامال واصيب الجمهور الرياضي بالاحباط بعد ان ارتفع سقف طموحاته من مرحلة التأهل للدور الثاني لمرحلة ا لتأهل للنهائي ومن ثم الفوز بالبطولة وللاسف هذا لم يحدث فكانت النتيجة حجارة نزلت علي رؤوس الضيوف في مسلك غير كريم ونحن المشهورين باكرام واحترام الضيف في كل الاحوال ومهما كانت النتائج ..!
ضاع الحلم الافريقي واتمني ان لا تضيع البرونزية ايضا ..!