• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
رأي حر

رحل الشاعر صلاح حاج سعيد

رأي حر

 0  0  1989
رأي حر
:صلاح الاحمدي
راي حر

رحل الشاعر صلاح حاج سعيد

يحط الرحال بجسد صلاح حاج سعيد
هذا الشاعر الذي مزق المرض روحه
عرف الراحة اخيرا كهبة من هبات الموت
فماذا بقي من الشعر بعدك يا صلاح

ما .لي اودع كل يوما ظاعنا .

لو كنت امل للوداع لقاء

واروح اذكر ما اكون لعهده .

فكانني استودعته الاحشاء

فرغت يدي منه وقد رجعت به .

ايدي النوائب والخطوب ملاء

تشكو القذي عيني فيكثر شكوها.

حتي يعود القذي بها اقذاء

شرق من الحادثان لو يرمي به .

ذا الماء من الم اغص الماء

احبابي الادنين كم القي بكم ..

داء يمض فلا اداوي الداء

احياء اخاءكم الممات وغيركم

جربتهم فثكلتهم احياء

لم بكن جسدي أصيب

فانني فرقته فدفعته اعضاء

نشاء الراحل صلاح حاج سعيد في المدينة المتشحدة بكل اسباب الشعر وما يئول اليه انذاك فكتملت دائرة شخصيته بنبوغه في تحصيل العلم الديني الدنيوي
اهتم الراحل المقيم بالعلم بكل ما درسه فانه سرعان ما انحاز لموهبته الفطرية في قول الشعر لكنه اظهر ابداع كبير وابتعد عما كان يخوض به الشعراء او اغلبهم انذاك من ملذات تتجاوز التعاليم الدينية والاجتماعية تحت شعار ما يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره ولم يكن يحتاج الي تلك الرخصة لانتاج نصه الشعرى المتميز فقصيدته لم يمدح تكسبا ولا يهج اقذاعا ولم يتغزل متفحشا بل انتج قصيدته المتفردة في خصائصها ذات السمت الخاص مستعينا بالموهبة والايمان بها وبذاته في رفافتها وانسانيتها وانفتها ايضا .رقته في الغزل بشكل خاص مبعث اعجاب جميع نقاد وشعراء وقراء عصره ومن يليهم
وعندما كتب الشاعر صلاح حاج سعيد لم يكن يشرح طبيعة العلاقة المفرطة في عذريتها بينه وبين الحبيبة وحسب بل لعله كان يضئ علي منهاجه العام كتابة القصيدة حيث الفرق بين وبين هو ذاته الفرق بين الصنعة والتصنع وفي كلا الامرين كان صلاح حاج سعيد ذلك الشاعر المنحاز دوما لفطرته وانسانيته في علاقاته مع الاخرين ظهما كانت طبيعة تلك العلاقات .وفي قول الشعر مهما كان الغرض الذي يؤطره ذلك الشعر عزلا وفخرا ومديحا وزهدا وهجاا ففي كل
منحي من تلك المناحي الشعرية كان صلاح يبدو امخلصا لذاته الانسانية دون ان يؤثر ذلك علي إخلاصه لذاته الشعرية .
لم يكن التزامه تلبية لظروف اجتماعية والاسرية بقدر ما كان مرأة لطبيعته الشخصية
لقد ترك صلاح حاج سعيد وراءه الكثير من الشعر الغنائي
قال البعض ان صلاح حاج سعيد كان شاعرا مفلقا فيصح النظم ضخم الالفاظ قادرا علي القريض متصوقا في فنونه .ان قصد الرقة في الغناء اتي بالعجب العجاب وان اراد الفخامة وجزالة الالفاظ في المدح وغيره اتي بما لا يشق له غبار وان قصد المراثي جاء سابقا .والشعراء منقطعة الانفاس
: في قصائد صلاح حاج سعيد تتنوع الايقاعات وتتحد الاتجاهات الفنية ويتحول الهم الذاتي بصوره التعبيرية الي هم انساني وطني يرفض القهر والظلم والاضطهاد .كما يرفض التخلف والتسلط بجميع اشكاله ومظاهره من اجل بناء مجتمع افضل .
تتميز تجربته الشعرية الغنية بالحداثة والتجريب بوضوح العبارة وشفافية الرمز التعبير الوجداني الذاتي كما تتميز بتسجيل وتصوير المشكلات الاجتماعية والوطنية والتقاليد الموروثة و علاقة ذلك بالانسان والارض والغربة والاغتراب وهناك علاقة وطيدة بين الشاعر صلاح حاج سعيد وبين المفردات الشعرية السودانية والذات والاخرين وقد طور ذلك مع تطور المجتمع .
جسدت قصائده معانات الانسان وهمومه في كل زمان ومكان ومعانات النفس البشرية والمجتمع .

نافذة
الشاعر المرهف صلاح حاج سعيد احبه كل من عرفه مشبع بانسانية جذابة عمر الانسان بالنسبة له معرفته وقيمته ابداعه حنكته الحياة فامتلك من الحكمة ما يكفي لانه يربي جيلا بلا اي ابوية مفروضة .يجتمع دائما حوله الشباب ينهلون من محبته ويرون من خلال روحه الشفافة بقدر ويحترم كل مجتهد في الفن لا يبخس علي الاخرين اجتهاداتهم وهو دائما علي ادارك تام بما يدور من حوله بفضل الصمت علي الكلام في ما لا يعنيه ويفضل الاطناب علي الاسهاب في ما لا يعجبه .لديه قناعاته الخاصة وفهمه المتوازي لما يري لا يتردد ابدا عن تعبيره بخصوص الحقيقة التي تخجل كثيرين.اذ لا يمتنع عن الافصاح ومباشرة الامر الذي يجعله شعبيا بامتياز لافتا انتباه من حوله دون تصنع او تملق .وهو ذو (اتزان ثقافي) لا تسبق الخطوة الاولي لديه خطوته الثانية ما جعلها رائد للاغنية السودانية شعرا يتدفق هديرها في اذن المستمع حتي يتسال لمن هذه القصيدة

اخر رسالة له في عنفوان مرضه

انسيت شاعرك المتيم يارباب؟
انسيت اشعاري وحبي والعذاب ؟
انسيت ايام الطفولة والدراسة ؟
انسيت حتي الذكريات ؟
انسيت اياما قضيناها كاحلي ما نكون ؟

بهذه الكلمات البسيطة رحل شاعرنا المقيم صلاح حاج سعيد

نافذة اخيرة
صلاح حاج سعيد من ارث ثقافي كامل حمل له كل تقدير واعجاب ولكن لابد من المواكبة والاتيان بالجديد لكل زمن جديد .
الكتابة للقصائد لديه اصرار غير ابه بشهرة دائم البعد عن الاضواء والظهور .
المحبوبة في شعر صلاح حاج سعيد هي جزء من الواقع وهي لا تقف بذاتها منفصلة عن الواقع او فوق الحياة كما يحدث في الشعر الغنائي الرومانسي بل تاتي المحبوبة دوما مصحوبة باترتباطات مع الواقع .وهنا يصبح موقف الشاعر صلاح حاج سعيد نحو المحبوبة هو احد تجليات موقفه اتجاه الواقع وليس اتجاه الذات وبذلك تتجاوز تجربة الحب عند صلاح مسائل اللذة والعذاب المعتادة في الغناء الرومانسي ولذا نجد تجربة الحب لدي صلاح تختلط بمسارات الحياة الاجتماعية وبتطوراتها في كثير من القصائد الغنائية التي تغناء بها كبار الفنانين الذي وضعوا بصمتهمةعليها من خلال الاداء والموسيقي
خاتمة
رحل الشاعر المرهف الشفيف صلاح حاج سعيد بعد ان صارع المرض ولم يصرعه ولكن كانت ارادة الله اقوي ان يرحل هذا الجميل الذي وهب حياته للكل كان نوارة .المجالس الشعرية الغنائية صاحب طرفه تشتهيه كل المجالس فارق صرحه المحبب نادي جنوب للموسيقي .: ..
اللهم اغفر له وارحمه وأكرم نزله ووسع مرقده واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019