• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
احمد الفكي

ما بين خِتمٍ و خِتم

احمد الفكي

 0  0  3321
احمد الفكي
أوتاد -
أحمد الفكي


ما بين خِتمٍ و خِتم

الخدمة المدنية في سوداننا الغالي لا شك أنًَ تقييم منحنى رسم بيانها الادائي منذ ظهورها على أرض الواقع و حتى الوقت الراهن شكله كرسم توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتفاخر به الرئيس و يعرضه أمام الكاميرات .
لا ريب أنَّ من تبعات الإنهيار الإقتصادي الذي يعيشه السودان إنهيار أداء الخدمة المدنية حيث التسويف و عدم الإنجاز في نفس اليوم و قديماً قيل لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد .. قال الشاعر الإنجليزي إدورد يونغ في قصيدته الشكوى أو خواطر الليل في الحياة و الموت و الخلود : ( التسويف لص الزمان )
نهدف من خلال هذا المقال للنقد البنَّاء حيث ليس أحدٌ أشد عمىً من أؤلئك الذين لايريدون أن يبصروا ، و ليس أحدٌ أشد صماً من أؤلئك الذين لا يريدون أن يسمعوا ، أي ليس ثمة ما هو أصعب من إقناع من لا يريد الاقتناع ..
ما جعلني أدلف في بحر الخدمة المدينة الاتصال الهاتفي من أم عكرمة وهي تطلب مني أستخراج شهادة الصف الثالث المتوسط لابنها محمود من المدرسة التي تخرج فيها و أن اقوم بتوثيقها من وزارة التربية و التعليم علماً أنَّ الإبن محمود قد درس أولى ثانوي في المملكة العربية السعودية و عند عودتهم لأرض الوطن تم إلتحاقه بإحدى مدارس أم درمان الخاصة بالصف الثاني الثانوي و بعد القرارات التي صدرت في حق المدارس الخاصة و تجفيف الكثير منها ، تم نقل محمود لمدرسة حكومية ، وقتها تم طلب الشهادة المتوسطة تكون موثقة من وزارة التعليم السعودية و من ثم توثيقها من وزارة التربية والتعليم في السودان و إليك عزيزي القارئ ما بين خِتمٍ و خِتم و أصدقكم القول حيث توجهت للمدرسة التي درس فيها الإبن محمود فكان حفاوة الاستقبال و كرم الضيافة من قبل إدارة المدرسة ولم يستغرق استخراج الشهادة سوى دقائق معدودات بسبب تقديم واجب الضيافة .. خرجت من المدرسة إلى وزارة التعليم وقد كان وضع ختم المصادقة على الشهادة في أقل من ربع ساعة دون دفع رسوم ، و لحسن الحظ كان أحد الأخوان مسافر إلى أرض الوطن أرسلت معه الشهادة و قد تم استلامها بفضلٍ من الله، وهنا انتهت مهمتي التي يتوجَّب عليَّ ان أقدم أسمى آيات الشكر و التقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين التي تمتاز بأداء خدمة مدنية رائعة في كافة المجالات وفق إنهاء الخدمة في نفس اليوم دون تأخير .
أما الختم الثاني الخاص بتوثيق الشهادة من وزارة التربية والتعليم السودانية كانت قمة في المعاناة حيث الذهاب من ام درمان إلى الخرطوم لمدة ثلاثة أيام رغم صعوبة المواصلات و ارتفاع أسعارها و كانت المفاجأة حيث تم دفع رسوم لختم التصديق و لم يستلم من راجعهم المعاملة في نفس اليوم .
لذا عقدت المقارنة ما بين خِتمٍ و خِتم .
* آخر الأوتاد :
في ظل التغيير السياسي الذي تمخَّض من ثورة ديسمبر المجيدة كل المُنى أن ينعم السودان بخدمة مدينة شعارها لا لتاجيل عمل اليوم للغد و حتى يتم تنفيذ ذلك الشعار يظل ما قاله لي الباشا : الخدمة المدنية في السودان منتهية او كما قال .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019