• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
أمل بشير

بين النيل والحفرة

أمل بشير

 0  0  1844
أمل بشير
بين النيل والحفرة
صاح بها ( شابكاني ارح النيل وشنو ماعارف وين النيل ده ..دي حفرة ياخي وكمان شوفي ريحة السمك المتعفن .وال حتة وسخانة ..انتي بتتوهمي ..ماعارف بتفكري كيف؟).
نظرت للنيل بصعوبة فحافلة الركاب معتم زجاجها..والنيل جميل في صبر او صابر في جمال ..اتاها وصفه هكذا ككل مرة تمر به تجدد وصفه داخلها.
تذكرت ذات صدمة حين وصفه بحفرة وان رائحته عبارة عن أسماك متعفنة ..
حينها لم تدري من عدوها؟ ..هل هو حبها للطبيعة والانهار مذ الطفولة..هل النيل مجرد نهر تافه ..لم يحسنوا توعيتها بقيمته ..هل عدوها الزخم الشعبي الهائل لحب الطبيعة والنيل وإقحامه في اشعارهم واغانيهم ..
يجب ان تتجاهل هذا الجمال لانه لا يقاس not measured كما اشار اليها ..
إذا هو الأختلاف في أنقي صوره ..أختلاف في النظرةللحياة ..لاينتهي الامر هنا..هو اختلاف الحياة نفسها اسلوبها ..وكدة
(ومن وين أجيب ليك خاطر سمح)كيف اغرس فيك نمط تفكير او استدعاء مختلف للأشياء new vision
لفهم الحياة.
هو الاختلاف إذا ..بلا خلاف تناثرت عنه وتلاشئت كرؤية لم تكتمل ..كحلم متداخل الاحداث ..او قل كفاتورة مبدئية .
كيف تنظر للحياة ..لروح الحياة . لروح الاشياء ام لظاهرها تلك كانت القضية .
حسنا الآن تستدرك انه ربما حقا ( النيل حفرة فقط )وان رائحته سمك متعفن لما الثورة ؟كل" ينظر بعينه ربما كان مجرد استعلاء فكري وبسط السيطرة تماما حتي في المزاج ومذاق الاشياء والاهتمام والتوجه ..
لم تكلف نفسها شيئا سوي التسرب عنه كرمال بلا ذاكرة عصية علي الصياغة والتشكل وفق مايريدون..
اختلاف النظرة للأشياء وارد جدا وهي طبيعة الحياة ..لكن دع للآخر نظرته كماهي ان لم تضرك..واهتمامه دعه كاملا ..مزاجه معافي وان خالفك ..لاتصفه بالعلة..

كان النيل مظلما تماما في ضفته الجنوبية ورائحة اسماكه الحبيبة تملاء الشاطئ ..استنشقت رائحة النهر والدعاش بسعادة وتأملت النجوم المطلة علي صفحة الماء ..كان سكون اول الليل ..يتسربل بداخلها بهيبة الحضور..تأملت هذا بهدوء ..أيقظها صوته صائحا" بحدة ..(شابكاني النيل وشنو وشنو ..وين النيل دي ريحة سمك متعفن ..ارح نرجع ياخ ..)ثم ب طيبة كأنه يشفق عليها من علة او من ما يظنه سذاجة (ارح ارح..)
لم تتنهد بصعوبة كا تظن انت الان كأي دراما حزينة ..
ايقنت صعوبة التعايش مع شكل الأشياء وليست روحها ..هكذا الأمر إذا.
أمل بشير أبوراس
12 فبراير 2020
٩
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : أمل بشير
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019