• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
اماسا

مقترحات من قلب الطوفان..!

اماسا

 0  0  2410
اماسا

لا أحد يستطيع أن يقدم لنا حصراً دقيقاً للخسائر التي تكبدها نادي المريخ من خلال هذه الأزمة الغريبة، والعواصف الهوجاء التي يمر بها منذ عشرة أشهر.. ولا أظن أن هنالك من هو مؤهل لذلك لأن الغالبية العظمى قد أصبحوا منقادين بأجندة شخصية أعمت الناس عن كثير من الحقائق حتى أن الغالبية ما عادت تفرق بين الحقائق والوقائع والآراء والأمزجة.. وسبق أن كتبت هنا أن هنالك تعتيم ممنهج على بعض الحقائق وتركيز مقصود على معلومات خطأ تبنى عليها مواقف متشددة في كل طرف من الأطراف المتصارعة,
في كل مراحل هذه الأزمة كانت المقترحات للحلول والمخارج الآمنة حاضرة، وبشكل عقلاني وموضوعي قد يكون مقبولاً إذا كان الهم العام هو المريخ، ولكن الجوانب الشخصية من هذه الأزمة، فضلاً عن عدم فهم البعض لأصول الأزمة وتفاصيلها وجوانبها القانونية التي تتعلق باللوائح الدولية والمحرمات، جعلت هذه المقترحات مرفوضة من طرف من الأطراف.. وفي الغالب كانت لجنة التسيير هي التي ترفض الوساطات والمبادرات، إبتداءً بمبادرة مجموعة ونسي التي وافق عليها المجلس المنتخب ورفضتها لجنة التسيير.. وبعدها مبادرة مجموعة سند الكيان.. وهذه تحديداً لم تعقها إلا مجاهرة بعض أعضائها بالعداء السافر تجاه المنتخبين.. وغيرها من المبادرات التي فشلت لسبب واحد وهو أن لجنة التسيير كانت تعتقد أن الطرف الذي تسانده الحكومة في هذا الصراع هو الأقوى والذي سيكسب الجولة، وبهذا الفهم إنحرفت القضية إلى متاهات ما كانت لتدخلها لو أننا تعاملنا معها من المحطة الأولى بروح الرياضة والرياضيين. الآن.. بلغت الأزمة ذروتها، وتبقت ساعات قليلة على مباراة القمة أمام الهلال وهي من مباريات كسر العظم، وتأريخياً كان المريخاب يتوحدون قبل هذه المباريات، وفي نفس الوقت ذهبت كل الوساطات بما فيها جهود لجنة الوفاق إلى حلول تشبه العلاج بالبنج الموضعي، ما يعني أنه ليس هنالك أفق لمعالجات تتناسب مع حجم وعمق جذور الأزمة، وعلى سبيل المثال.. حكومة الولاية ولجنة الوفاق تطرح الأستاذ محمد الشيخ مدني كشخصية مطلوب منها أن تلعب دور البطولة وتهمل تماماً المشكلة القانونية التي ستواجه الرجل حتى إذا قبلت به كل الأطراف ليلعب هذا الدور، وهي أنه لا يملك عضوية نادي المريخ، لا قديمة ولا جديدة، وبالتالي لا يحق له أن يجلس على منصة الجمعية العمومية الطارئة لإدارتها بهدف إجازة النظام الأساسي أو حتى إنتخاب مجلس جديد.. بالنظامين القديم والجديد المطروح للإجازة.. وهي مشكلة ستواجه كذلك عدداً من أعضاء لجنة التسيير، وإذا فكر أي طرف من الأطراف أن يتلاعب في هذه النظم فإن الكارثة ستكون مضاعفة.
كنت وما زلت أرى أن المخرج الآمن الذي يخدم المريخ وكل الأطراف في هذا الصراع، وفي نفس الوقت يحافظ على الكيان ومستقبله من الزلازل المماثلة في المستقبل أن يتحد المريخاب الخلص ويشكلوا لجنة مستقلة ليس لها مهام سوى إزالة المخاطر التي تحدق بنادي المريخ في الفيافا وغيرها، خاصة مشكلة الديون الخارجية.. وهي الأهم.. ومن ثم الديون الداخلية.. وطالما أن المجلس المنتتخب قد أعلن برنامجه لعقد جمعية وعمومية وإنتخابات بهدف تسليم النادي للجمعية، فهذا في تقديري طرح جيد جداً ومميز.. وزلا شيء يجعلنا نستعجل خروجهم من هذا النادي.. فقط.. يجب تأجيل هذه الجمعية العمومية لشهر أو شهرين حتى يتمكن محمد الشيخ مدني ومجموعته وبقية المريخاب الخلص من تجديد عضويتهم وإستخراج العضويات الجديدة واللحاق بهذه العملية الإنتخابية التي ستتولى تصحيح أخطاء المريخاب التأريخية، إذ أنه لا يمكن أن تقوم الجمعية العمومية القادمة إذا كان بهدف إجازة النظام الأساسي أو إنتخاب مجلس جديد بعدد يقل عن (600) عضواً وهم كل المريخاب الذين سددوا إشتراكاتهم في الفترة السابقة.
بهذا الحل نكون قد حافظنا على شرعية مجلس المريخ حسب المواصفات المفروضة من الإتحاد الدولي لكرة القدم، ومنحنا الإتحاد السوداني لكرة القدم حلولاً منطقية تليق برياضيين حقيقيين، وفي نفس الوقت حيدنا الجهات الحكومية التي تسمى بالطرف الثالث وجنبنا المريخ من ويلات التجميد، خاصة وأن ما يحدث الآن وبهذه التفاصيل لو ضع على طاولة الفيفا فإن مصيرنا سيكون التجميد بدون أي مناقشة.
حواشي
واحدة من المفاهيم التي تعقد مشكلات المريخ، أن أغلبية الأنصار لا يستطيعون التفريق بين الإعجاب الشخصي بزيد وعبيد وتقييم عطاءه وأخطاءه في العمل العام.. وغالباً ما يدور الجدل بين طرفين أحدهما معجب بزيد من الناس ولا يرى فيه غير إنسان منزه من كل الأخطاء.
الآن.. ترك المريخاب محور أزمتهم داخل ناديهم وبدأوا في الهجوم على رئيس الإتحاد السوداني لكرة القدم.. هل منع شداد المريخاب من إكتساب عضوية ناديهم وإختيار من يمثلونهم في مجالس الإدارات؟
قبل سنوات تلقينا نبأ سعيداً كان مصدره حكومة ولاية الخرطوم، وذلك عندما قررت أن تخصص ودائعاً إستثمارية بقيمة مائة مليار لكل من المريخ والهلال.. وكان ذلك إغراء لجمال الوالي لكي يعود عن قراره بالإبتعاد ويتقبل العمل لدورة جديدة..!
ماهي آخر أخبار هذه الوديعة المليارية؟... نرجو ممن يعرف إخبارنا بها حتى ندونها من بين إنجازات حكومة ولاية الخرطوم الرياضية..!
صدمت بحديث محمد إلياس محجوب أمس على قناة الملاعب وهو يدعو لإستخدام القوة الجبرية مجدداً لحسم أزمة النادي.. وسبب الصدمة أن الرجل بالفعل هو رئيس لجنة الشورى، وأحد أقدم الرياضيين الموجودين الآن في الساحة الرياضية.. ومع ذلك لا يعرف موقف الفيفا من القضية..!
القدامى من عشاق المريخ ممن قدموا له ولم يبخلوا هم الذين أطلقوا عليه لقب الرجل الصالح.. في ذلك الزمن.. عندما كان النادي يمر بضائقة مالية طاحنة وفجأة يظهر رجل مثل منيب عبده ربه لكي يحل الضائقة ومن حر ماله..!
الآن.. الأوضاع إختلفت.. ورأينا من يملك المال وقد منحه المريخ الإسم والشهرة والمكانة ولكنه يبخل عليه في يوم هو من أيام (المسغبة) في هذا النادي الكبير..!
عندما تتحدث عن حلول لأزمة مثل هذه، وتتحدث بموضوعية عن مخارج آمنة ويقفز أحدهم ليطرح عليك سؤالا غبياً: هل يعجبك ما يحدث الآن داخل نادي المريخ؟
يارجل.. ما يحدث الآن داخل نادي المريخ لم يعجبني يوماً.. وما كان يحدث في السابق لم يعجبني أيضاً.. وكل السودان يعرف ذلك... لا العجب ولا الصيام في رجب كما يقول البعض.. وإذا كان العطاء فعلاً بقدر المدح الذي نراه ونقرأه كل مرة في الصحف لما كنا اليوم في هذه الأزمة التي كشفتنا للعالم وأكدت أننا نادٍ يحرق عاداته وتقاليده وقيمه نزولاً على رغبة الأفراد..!
لو كنت في مكان وزير الشباب والرياضة الولائي لأعلنت التنحي عن موقعي بعد أن إتخذت قرارين دون ضمانات بتنفيذهما.. ولأقلت كل المستشارين لأنهم غير قادرين على إستيعاب معاني أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية وماذا يعني الطرف الثالث ووجوده في أزمة مثل هذه.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019