• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
صحيفة كفر و وتر

حروف كروية

صحيفة كفر و وتر

 0  0  1681
صحيفة كفر و وتر
الجزيرة مهددة بالغرق

ظل مشروع الجزيرة ومنذ إنشائه في العام 1925م من القرن الماضي مصدر ثروة وغذاء السودان، بل يمثل شريان الحياة لكل أهله بمختلف ألوان طيفهم بعد أن استفادوا من خيراته الزراعية من قطن كان يمثل الثروة القومية الأولي التي تجلب العملة الصعبة وتسدد فاتورة كل الواردات التي نستجلبها من الخارج والمرتبطة بكل مناحي الحياة .
وإستفاد كل أهل السودان من مشروع الجزيرة في تأمين الغذاء من ذرة وقمح وخضروات والبان وغيرها من احتياجات المواطن، ووفر الوظائف للعمالة من أعلي وظيفة لاصغرها فاستفاد منها ابناء الشمال والجنوب من حلفا الي نمولي وابناء الغرب والشرق من الجنينة الي القلابات سكنوا في أحدث المنازل وعلموا ابناءهم احسن تعليم بعد ان فتح لهم أهل الجزيرة قلوبهم ومدوا لهم ايديهم بيضاء، بل اسكنوهم في منازلهم واقتسموا معهم (اللقمة) ومازال أبناء الغرب متواجدين هناك يمثلون نموذجاً حياً للتعايش العرقي وأغلبهم تحول من أجير إلي شريك .
مشروع الجزيرة يمر الآن بأخطر مرحلة وقد دخل غرفة الإنعاش بسبب قانون 2005 الذي قضي علي كل شئ بعد ان ملك المسئولية للروابط وعمت الفوضي ولم يعد هناك رقيب او حسيب وتحولت خضرته الي «صفار» بعد ان توقف العمل في تأهيل القنوات لأكثر من خمس سنوات فامتلأت بالطمي والحشائش والأشجار وأصبحت لاتسمح بمرور المياه الي الحواشات ودخلت لاول مرة ماكينات السحب في تروية الحواشات ولمن يملك القدرة .
مشروع الجزيرة يحتضر الآن بعد ان ارتكبوا فيه أكبر جريمة بقانون مثل سرطان استشري في جسده ويواجه أهلنا في الجزيرة هذا العام خطر المجاعة فلا أمل في الذرة ولا الخضروات ولن يجاذف أحد بزراعة القمح بعد ان ضاع كل ماصرفوه في الزراعة من تقاوي وسماد بسبب العطش الذي يهدد المواطن والحيوان
اتابع مايحدث لاهلي في الجزيرة بحسرة والم وقد عكس زميلنا التاج عثمان رئيس قسم التحقيقات صورة معبرة بالقلم والصورة في «الرأي العام» يوم الثلاثاء واليوم الخميس وكلي حزن علي ماوصل اليه الحال ونحن الذين ارتبطنا في طفولتنا وشبابنا بالحقول زراعاً حتي أصبحت علاقاتنا بالزرع مثل علاقتانا بالاسرة نحس بالعطش في انفسنا ان أصاب الزرع ولاينام لنا جفن ان لم يرتوي .
اتحسر علي حال القنوات الكنار والترع واتذكر أيام كان اهلنا يحذروننا من الاقتراب منهما ويخافون علينا حتي من ابوعشرين واصبح الكنار اليوم لايخيف طفلاًرضيع والمؤسف ان الدولة صامتة وتتفرج علي مايحدث وقد وصل الحال الي بيع منازل المفتشين وسياراتهم ولايعرف احد لمصلحة من تباع وهي التي شيدت من مال المزراع المسكين
الجزيرة مهددة بالمجاعة ولن نستغرب ان تدخلها منظمات الاغاثة اذا استمر الحال كما هو عليه
عفواً القارئ الرياضي ان لم اكتب اليوم عن الرياضة لان قلبي علي أهلي وأهل وطني.
امسح للحصول على الرابط
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019